الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط الجديد...

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2006 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


عبارة قالتها رئيس الدبلوماسية الأمريكية "كونداليزا رايس" في مؤتمر صحفي قبيل مجيئها إلى المنطقة، والتي حملت في ثناياها الكثير من مدلولات سياسية، جيوبوليتيكية؛ سيما وإشارتها إلى ما يحدث في الشرق الأوسط، بأنه مخاض ولادة شرق أوسط جديد..! وقولها بأن وقف اطلاق النار بين الجيش الاسرائيلي و"حزب الله" وعد كاذب لا معنى له، ما لم يعالج الموضوع برمته على اسس سياسية فعلية. ومؤخراً قولها إنّ ما يجري الأن في المنطقة هي مظاهر تشكيل شرق أوسط جديد.
وفي موازاة تلك العبارة، نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، كاريكاتوراً تعبر به ماتشهدها المنطقة من أحداث دراماتيكية وقابلية ماستتفاقم عنها من نتائج غير محسوبة العواقب؛ وذلك باندلاع اقتتال داخل حلبة المصارعة الحرة، فيها يقاتل الكل بعضهم بعضاً، بينما يقف الرئيس "بوش" مكتوف اليدين، يقوم بدور الحكم، ويراقب مايجري في الحلبة عن كثب.
وواقعياً يبدو المشهد يأخذ طابع عنفي بشكل جدي، وأن احتمال التصعيد وارد لا محال، قياساً لما تتصدر من عناوين لكبريات الصحافة العالمية، وكذلك وسائل الإعلام العربية والاجنبية، التي تميل في سوادها الاعظم إلى ما سيحدث في القريب العاجل من انفجار للوضع.
ومن خلال رصد معطيات الأزمة الراهنة في "لبنان، وقطاع الغزة، ووسط العراق" واستراتيجية الفاعلين المؤثرين في المعادلة الاقليمية -بولادة شرق أوسط جديد- إن كانت غير جلية، بيد أن آثار تلك الأزمة، من المتوقع أنها ستتطابق مع خطوط التوازنات الاستراتيجية للقوى العاملة في بناء "شرق أوسط جديد".
ومما يؤسف له حقيقة هي عودة لبنان مرة أخرى إلى المربع الأول، لينغمس في أوحال دور انخرط وتورط به على مدى ربع قرن من القرن الماضي، وليصبح مسرحاً يخوض فيها الآخرون حروبهم ومطامعهم السياسية، وبيدقا تحركه مكائد وأطماع اللاعبين الكبار في المنطقة، الذين يفوقونه قوة. لكن مع اختلاف بسيط، وهو تغير هوية اللاعبين، فبعد أن كانت الحركات الفلسطينية هم المحرَكين، أصبح اليوم حزب الله.
وعلى الرغم من ادعاء حزب الله بأنه يسخر قوته العسكرية لخدمة لبنان، بيد أنه في الحقيقة لا يمكنه استخدام فرقعة في الجنوب اللبناني، وذلك نظراً لما يحمل من هوية وأجندة أخرتين يحاول باستمرار التوفيق بينها وبين انتمائه للبنان بالعبث. وعدم استشاره واعلامه الحكومة اللبنانية قبل الإقدام على أسر الجنديين الإسرائيليين لم يكن ليتحلى بكل تلك الجرأة في عمليته لو لم يكن قد حصل على تأييد أو تشجيع من جانب الحكومتين السورية والإيرانية. لا بل ما هو موطن الاشمئزاز في الأمر، تصريح زعيمه "حسن نصرالله": للبنانيين، بأنه فعل ذلك..
ومهما حاول حزب الله إظهار نفسهه كحزب سياسي لبناني يحظى بالشرعية الانتخابية وبالمقاومة الوطنية فإنه يظل في الواقع امتدادا للحرس الجمهوري الإيراني الذي يمده بالتمويل والإعداد والتدريب كوسيلة لتحدي إسرائيل أمنيا في حدودها الشمالية. ولأنها زودت حزب الله بأبراج المراقبة ومحطات الرصد المنتشرة على طول الحدود مع إسرائيل والتي سمحت لحزب الله بالتخطيط للقيام بعمليتها ذات الدقة.
وأما سياسة سورية البراغماتية التي تسعى جاهدة لإثبات أهميتها الاستراتيجية كلاعب أساسي في المنطقة، بعد انسحابها لقواتها بطريقة مذلة من لبنان. فهي تدرك جيداً أنه ليس في مصلحتها الدخول في مواجهة مع إسرائيل سيما بعد أن حلقت طائراتها فوق القصر الرئاسي في اللاذقية. على الرغم من ابتياعها لمعدات عسكرية حربية من روسيا والصين وكوريا الشمالية.
وأخيراً يبدو أنّ لبنان أصبح مجددا مأوىً للحسابات الإرهابية الغير دقيقة في الشرق الأوسط، خاصة وإن الردود المتوازنة الغربية والعربية الاقليمية المؤثرة (الاردن، مصر، السعودية، بالاضافة إلى ليبيا، والدول الخليجية)، توحي بحدوث تغيير، يبرون عنه بولادة "الشرق الاوسط الجديد",








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا