الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصيادون لا يعرفون الغناء

كريم ناصر
(Karim Nasser)

2021 / 3 / 1
الادب والفن


*
لا ضوضاء هناك لا ضوضاء،
كانتْ أصوات كلابٍ وأغبرة أحصنة
:
سيل طينٍ جرفَ كهوفاً وقرىً وطيوراً
وحدائقَ أُرجوان.

*
وتدٌ مكسورٌ كصنبور،
وضبّةٌ دعستْ نملة..
جاء رتلُ عناكب ليصيدَ الفَراش،
يصيد البواشقَ
ووطاويطَ النار.

*
كان طيفُ الموجِ كضوءِ مدرسة،
وذلك التمثال فرسٌ لا تعدو،
هناك إذ يرسمُ الرسامُ شمساً طوتها غيوم.

*
هل غادرتِ السفنُ البحر؟
ما أصعب فكرة الهجران،
ما أصعب حياة الوقواق،
والبلبل في خليجِ خنازير.

*
فلنلوّحْ للدلافين بمناديلِ الذهب،
لعلّنا نطمئن
يا قباطنةَ السفن،
لعلّنا نتنفّس
يا شراعَ عصافير.

*
توغّلَ الجيشُ في أدغالِ البلّوط ليحمي حمانا،
فشقَّ النهرَ بين السهلِ والجبل.

*
ها هنا يتقوّسُ النسرُ كالموج،
ويربضُ الأسدُ على الزَباد..
كم شمسٍ تسبحُ في البر،
وكم طائرٍ يقيسُ قعرَ أديمه.

*
فمثلما افترسَتِ الرخَمةُ طائراً حزيناً
نطَّ الأميرُ لضبطِ فريسته،
ستأكلُ الكواسجُ أطفالاً،
ستملأُ القواقعُ سفناً.

*
في الغيضةِ أسدٌ جريحٌ ينشبُ مخالبه في قلبِ حصانٍ يقطرُ الدمُ من منخريه.

*
فلماذا تحجبُ الصخورُ أنوارنا؟
أ ثمّةَ أشجارٌ في الغابة؟
لماذا لا ينطُّ الحرذون لماذا؟

*
عندما شقَّ الشيطانُ قلبَ الصبيّ طفقَ القمرُ يزمّرُ على ضفافِ النغم،
كانتِ المياهُ كلّها منابع غزلان.

*
كلّما انفلقتْ صخرة هبطتْ من الجبلِ غيمة،
قد يملأُ الدمُ الفاسدُ المستنقعات
ويغطّي الماءُ الشجر،
ويهرعُ الغزالُ إلى الصحراء.

*
مصارعُ الثيرانِ لا يلوي قرنَ الوعل،
ولا يكترثُ للعواصف،
فلا يحملُ سيفاً ولا يموتُ وحيداً.

*
عندما هطلَ المطرُ خطفَ حيوانٌ أحمر،
إلى أين تسيرُ يا فحلَ الغابة؟

*
أغصانُ الموتِ قرانف
وقاماتنا أشجار،
ها قد افترشنا بساطَ الريح..
إلى أين المسيرُ يا قطارَ الينابيع؟

*
كم تحبُّ النوارسُ صيفنا،
الصيادون أفظاظ لا يعرفونَ الغناء،
كالجنودِ في الحرب،
أسألوا الشجرةَ عن الريح، أسألوا الكهفَ عن الكلب.

*
لو يصفو الصلصالُ بحيرة،
فيجترف كلَّ الطرقات
وكلَّ دوابِّ البحر،
ساندوا جيادي هيّا.

*
حياكَ الله يا غريبَ الدار،
ليتك تركت رذالَ البشر،
أزهارُ الحدائقِ نجومٌ وأقمار..
ذلك الطفل تغنّى بالأناشيد في سماءِ الوردة.

*
كان في قلبِ الصحراءِ رجل،
وكانتِ الصهاريجُ في جوفِ الأرض.

*
ما أزهى غرناطة،
لم تمحلِ الحقولُ هنا،
ولم تبدّد الريحُ ماضينا.

*
كلّ مَن شعرَ بالغضاضةِ صرخ،
إذ ذاك
لم تغرقِ الزوارقُ في غياهبِ الماء.

*
كلّما طارتْ فراشة، حنّتْ إلى السنديانة!
فكأنّما حرقتها نارُ الأدغال.

*
هكذا لا تهرمُ الجسور
حين يسفّ طائرٌ مائيّ،
فلا يُطأطئُ التمثالُ رأسَهُ ولا يؤوِّلُ عورته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟