الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 1 و2 مع التكملة

حسين عجيب

2021 / 3 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 1 و 2 مع التكملة وبعض التعديل

أفكار جديدة..
توجد مبالغة في عبارة " أفكار جديدة " مع أن بعض الأفكار جديدة بالفعل ، مثل الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن بصورة خاصة .
الظواهر البينية هي أقرب إلى الفكرة الجديدة منها إلى القديم والمفكر فيه ، وبكل الأحوال أعتقد أنها تستحق أن تكون موضع اهتمام ثقافي ، علمي وفلسفي خاصة .
....
ملحق خاص
الحب... جديد ويتجدد بطبيعته
....
" حيث يكون الحب تكون الحياة "
1
الفكرة والعادة _ أو المعتقد والسلوك _ وجهان لعملة واحدة ، مادتها الشخصية الفردية ( أنت وانا ) ، لكنها تنطوي على مفارقة أيضا ، لطيفة ومضحكة بنفس الوقت . نحن نعرف الفكرة بوجهها السلبي غالبا ( الهوس والاستحواذ القهري ، وبقية أشكال الفكرة الثابتة ) ، والعكس بالنسبة للعادة ، نحن نعرفها بوجهها الإيجابي أولا ، وربما فقط .
قبل سنة على الأقل ، يصعب أن يدرك المدمن سيطرة العادة والماضي على حياته ، وخاصة في الإدمانات المسموحة اجتماعيا ( نموذجها الثرثرة والتدخين ) .
مثال مكرر أيضا : خبرة التدخين الارادي ؟
لا شيء في العالم المعاصر أكثر شهرة من السيجارة ، باستثناء الشعور والكلمات والمال .
لهذا السبب أعود إلى مثال التدخين ، بالإضافة إلى خبرتي الشخصية ، والمختلفة مع التدخين .
يمكن تصنيف جميع البشر وبلا استثناء ، ضمن خمس فئات :
1 _ غير مدخن _ ة سلبي .
2 _ مدخن _ة .
3 _ مدخن _ة سابق _ ة .
4 _ فئة خاصة ، وأفضل تعبير التدخين الارادي .
5 _ غير مدخن _ إيجابي .
أعرف الفئات الأربعة الأولى بالخبرة والفطرة والمعايشة بالتزامن ، كما أعرف طفولتي ومراهقتي وشبابي وبداية كهولتي وأجهل شيخوختي .
العشرين الأولى كنت غير مدخن سلبي .
كنت أعتمد على عادات انفعالية ( سلبية بالكامل ) هي بالفعل أسوأ من التدخين وأكثر ضررا بكثير ، لمعالجة الضجر أو الغضب أو القلق والخوف وغيرها من الخبرات النفسية _ العقلية ، المزعجة والتي تتطلب الحل العاجل والفوري عادة .
ولو كان الزمن يستعاد ، والحياة أكثر ، إلى سنة 1980 لكنت اختار السيجارة بلا ندم .
المرحلة الثالثة ، مدخن سابق ، اختبرتها بشكل جزئي ومشوه عدت مرات قبل الخمسين .
وكنت مثل غالبية البشر ، أشعر وأعتقد أن الحق معي .
كما كنت أشعر وأعتقد بأنني أدخن نتيجة قراري الارادي ، ورغبتي الواعية .
وكنت أعتقد أنني أحب التدخين أكثر من الصحة وغيرها .
المرحلة الرابعة " التدخين الارادي " تشبه كثيرا تعلم اللغة الجديدة .
يمكنك العودة إلى بلدك الأم ( صارت كلمة وطن مشبوهة للأسف ) ، متى شئت .
ولكنك تفضل _ين ، العيش في مجتمع سليم ( بنظرك ووفق قيمك الشخصية ) ، نتيجة قرارك الشعوري والواعي والارادي ، عندما لا يتوفر في بلدك الأول .
هذه المرحلة ( الرابعة ) اختبرتها بشكل يستحق الاهتمام ، سنة 2011 وقد كتبت عن التجربة الثلاثية : التوقف عن التدخين والكحول مع تدوين يوميات السنة ، قبل بداية الربيع العربي ، وهي منشورة بالكامل " صورة طبق الأصل " على صفحتي في الحوار المتمدن بعنوان :
" 2011 سنة البو عزيزي " ، وأعتقد أنها تصلح لتكون وثيقة موضوعية لما حدث بالفعل في سوريا ، أيضا وفي جوارها بالدرجة الثانية طبعا .
المرحلة الخامسة لا اعرفها ، ولا يمكنني معرفتها .
أحيانا اشعر بالحزن ، والحسد أيضا لمن تسمح ظروف حياتهم بالعيش السليم من الطفولة .
2
تتمثل المشكلة الإنسانية السائدة ، والمشتركة ، في مفارقة المعيار .
قياس أي شيء ، بدلالة يوم مقابل يوم ، تعطي نتائج غير صحيحة .
بسبب الغرق في التفاصيل .
أيضا سنة مقابل سنة ، تعطي نتائج غير صحيحة .
بسبب القفز فوق المتناقضات .
مثال تطبيقي :
جميع المدخنين _ات ( وغيرهم من أصحاب العادات الثابتة ) ، يشعرون ويعتقدون أن يوم التدخين هو أفضل من يوم عدم التدخين ( خلال السنة الأولى من العادة خاصة ) .
بنفس الوقت ، يشعر الجميع بخبرة تبكيت الضمير " المؤلمة " .
....
....
ملحق
القلق والضجر نقيضان ضروريا ، وهي المشكلة المزمنة للإنسان الحالي ، حيث تتطلب الحل كل يوم ، بل كل لحظة أحيانا .
كيف يمكن تعريف الهم أو القلق والضجر ، بشكل صحيح ؟
من لا يعرف الهم أو الضجر ؟!
بدلالة الوقت ، يمكن تعريفهما وتحديدهما بدقة ، وموضوعية .
الضجر وقت فارغ .
القلق وقت مزدحم .
وبكلمات أخرى ،
في حالة الضجر يكون الانسان فاقدا للاهتمام بالعالم ، على المستوى الشعوري .
ولكن في الحقيقة ، يكون ألمه النفسي ( العقلي ) سببه وقت الفراغ أو الاثارة المنخفضة .
وبدلالة الزمن ، وقت بطيء .
وفي حالة الهم يكون قلقا ومضطربا ، على المستوى الشعوري .
ولكن ألمه العقلي مصدره من الازدحام في الأفكار ، والاثارة المرتفعة .
وبدلالة الزمن ، وقت متناقض .
....
علاج الضجر سهل جدا .
تخيل _ ي أنه آخر يوم في حياتك .
النشاط أو الغضب او الخوف ، كلها علاجات سريعة للضجر .
السأم حالة أخرى ، ويمثل الضجر المزمن ، أو فقدان الاهتمام الكلي بالعالم .
واسمه الطبي اكتئاب خفيف .
علاج الهم ليس أقل سهولة .
العد حتى العشرة ، أو المئة ، او الألف .
خلالها تحضر الفكرة المناسبة إلى الذهن ، بشكل تلقائي .
هذا التمرين مشترك بين العلم والفلسفة والدين والتنوير الروحي ، طبعا بأشكال متنوعة .
....
الحب هو الحل الوحيد الصحيح ، والموضوعي ، والدائم .
عدا ذلك ، حلول مؤقتة ولا يعول عليها .
....
ملحق 2
لا يمكن القفز إلى الغد ، ولا العودة إلى الأمس .
هذه الحقيقة التي يخبرها الانسان بلا استثناء ، كيف يمكن تفسيرها ؟!
وهل السؤال منطقي ، وضروري ؟
أعتقد أن الجواب نعم ، نعم .
كما أعتقد أن الأسئلة غير المنطقية ، أو اللاعقلانية ، بصرف النظر عن شخصية الكاتب _ة أو المتكلم _ة تجسد العقبة الأولى والدائمة أمام المعرفة الحقيقية .
....
تقوم خرافة السفر في الزمن بكاملها على اعتقاد وهمي ، يتمثل بأن العودة إلى الماضي أو القفز إلى المستقبل هو أمر ممكن ، ومشروع وعلمي أيضا !
لنتذكر أن احترام القوانين الإنسانية ( تتمثل بالوصايا العشر والميثاق العالمي لحقوق الانسان خاصة ) والمعايير العلمية ( قابلية الاختبار والتعميم بلا استثناء أو شروط ) لا يحد من حرية الانسان ، الفرد أو المجتمع . بل العكس تماما ، عتبة الحرية تتمثل في الالتزام بالمعايير الموضوعية ، والقيم الإنسانية ، وهذه فكرة ( وخبرة ) مشتركة بين العلم والفلسفة والثقافة العالمية بصورة عامة .
....
الظواهر البينية ، وهي مصدر المغالطة الشعورية والثالث المرفوع أو البديل الثالث وغيرها من المشاكل المعرفية المزمنة ، ستكون محور الموضوع القادم .
الله والواقع الموضوعي ظاهرة بينية نموذجية .
....
....
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم
1
اليوم أحد ثلاثة أنواع :
1 _ يوم الزمن .
2 _ يوم الحياة .
3 _ يوم المكان .
غالبا يتم الخلط بينها بشكل عشوائي ، في الثقافة العربية _ وربما في غيرها أيضا .
بدوره يوم الزمن ثلاثة أنواع أيضا :
1 _ يوم الأمس أو الماضي .
2 _ اليوم الحالي والحاضر .
3 _ يوم الغد والمستقبل .
يوم المكان هو نفسه ثابت ، ويتكرر بشكل دوري ، وما يتغير هو الحياة والزمن .
هذه الفقرة أساسية وجديدة ، ويلزم فهمها لفهم ما سيأتي لاحقا .
2
" أفكار جديدة "
توجد مبالغة في عبارة ، أفكار جديدة ، مع أن بعض الأفكار جديدة بالفعل _ مثل الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن خاصة .
الظواهر البينية هي أقرب إلى الفكرة الجديدة منها إلى القديم والمفكر فيه ، وبكل الأحوال أعتقد أنها تستحق أن تكون موضع اهتمام ثقافي ، علمي وفلسفي خاصة .
....
الماضي مركب بطبيعته ، وهو يتضمن المستقبل القديم مع الحاضر القديم أيضا حتى اللحظة الحالية ، لكن المفارقة أن لحظة القراءة مختلفة بالفعل عن لحظة الكتابة ، وهذا مصدر أفضلية القراءة والقارئ على الكتابة والكاتب .
أعتقد أن نظريات القراءة الحديثة في النقد الأدبي خاصة ، والثقافي بالعموم ، تمثل المنجز المعرفي الأكثر أهمية في التاريخ الإنساني الحديث .
وبعبارة ثانية ،
نظريات القراءة والمعنى والتعلم ، مع نظريات التوقع الحديثة ، وهي نقيض نظرية المؤامرة ، كشفت اتجاه حركة الزمن بشكل غير مباشر ، وأتاحت الامكانية بالفعل لنشوء النظريات الجديدة للزمن . حيث أن المعنى يتشكل خلال عملية القراءة أو التلقي أولا ، وعبر السياق الثقافي والاجتماعي ثانيا ، والرسالة أو النص أو الموضوع ثالثا ، ودور الكاتب أو المتكلم أو المنتج في الدرجة الرابعة والأخيرة من الأهمية .
لنتذكر عبارة سبينوزا المضيئة :
إن ما يقوله بولس عن بطرس يخبرنا عن بولس ، أكثر مما يخبرنا عن بطرس .
3
الحب الحقيقي للحبيب الأخير لا الأول ، وهذه أحد اشكال المغالطة الشعورية .
مغالطة الحب التي وقع فيها أريك فروم وفرويد من قبله .
هذا اليوم ( وكل يوم يصلك ) يتضمن الأمس والماضي كله ، بينما الغد ومعه المستقبل كله جديدان بالنسبة للحياة وللزمن معا .
الغد ( والمستقبل ) من الجانب الزمني جديد على الوجود ، وعلى الواقع الموضوعي .
وهنا تبرز مشكلة المصدر ، حيث الماضي مصدر الحياة والمستقبل مصدر الزمن ، هذه ظاهرة تجريبية وتقبل الاختبار . لكن المشكلة تتجدد حول مصدر الأزل ، بالمقابل حول مصدر الأبد !
....
الظاهرة البينية تمثل مدخلا للحل ، وليست هي الحل الصحيح ، العلمي أو الوحيد .
4
الماضي مصدر الحياة ، والمستقبل مصدر الزمن ، لكن بعد لحظة تحدث مفارقة ليس من السهل حلها ، ولا حتى تقبلها وفهمها .
بعبارة ثانية ، الواقع من الجانب الزمني يتشكل كل لحظة من جديد ، بالتزامن يتكرر في كل لحظة من جانب الحياة .
الواقع الفعلي حياة وزمن ، ولا وجود لأحدهما بمعزل عن الثاني .
5
الكتابة / القراءة ، سؤال المعنى والوجود بالتزامن....
القراءة تضمن الكتابة وتتجاوزها بالضرورة ، والعكس غير صحيح للأسف .
....
في العربية توجد 3 ممارسات شهيرة للكتابة ، وأظن أني اختبرت الثلاثة :
1 _ كتابة أنسي الحاج ، يتركها في الطبعة الثانية صورة طبق الأصل .
المهم في هذه الحالة الزمن ( أو الوقت ) ، زمن الكتابة محكوم ومحدد سلفا مثل الكاتب _ة بدلالته ، وعبره ومن خلاله .
2 _ كتابة أدونيس على النقيض ، غالبا ما تتغير الكتابة في كل نسخة جديدة .
المهم في هذه الحالة الفكرة ( أو الخبرة ) ، التي يرغب الكاتب _ة بالتعبير عنها .
3 _ كتابة نجيب محفوظ ، في وقت محدد سلفا ، وكأنها وظيفة اجتماعية .
المهم في هذا الحالة القانون ، أو الالتزام بعبارة أشمل .
6
القراءة أم الفنون.... والعلم والفلسفة
....
المداواة بالفلسفة ، سعيد ناشيد
7
الواقع الموضوعي ظاهرة بينية بطبيعته
يمكن التمييز بين مستويين للوعي ، بدلالة الاستبصار الذاتي مع التركيز والاهتمام ...
1 _ سطح الواقع ، أو ما يمكن إدراكه بشكل مباشر وعبر التركيز والاختبار .
2 _ الواقع الفعلي ، بعد التفكير بالحقائق الجديدة .
....
....
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 2

أفكار جديدة ،...تتمة
1
الجيد عدو دائم للأفضل .
الجيد ليس عدو السيء ، بل يتجاوزه ويتضمنه بالضرورة .
العلاقة بين الجيد والسيء والأفضل علاقة تتام ، بين مراحل تطور الأداء من الأدنى والأقل تطورا أو مهارة إلى الأعلى في سلم التطور والمهارة معا .
...
اللذة عدو ثابت للسعادة .
السعادة تتضمن اللذة والألم بالتزامن وتتجاوزهما .
السعادة ( أو راحة البال ) بعد الضجر ، والتعب ، والخوف ، والقلق ، وغيرها من الخبرات المؤلمة بالضرورة ، ولا يمكن أن تكون قبلها ، أو تسبقها .
....
الغد يتحول إلى اليوم ،
واليوم يصير الأمس .
هذه نصف الحقيقة ، وتمثل نصف الواقع الموضوعي فقط . وقد اكتشفها بعض الشعراء والفلاسفة قبل رياض الصالح الحسين بقرون ، لكن النصف الثاني للواقع الموضوعي أو اتجاه حركة الحياة هي بالعكس : الأمس يصير اليوم ، واليوم يصير الغد .
وللأسف ما تزال هذه الظاهرة التي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، في أي نقطة حول الكرة الأرضية وبلا استثناء شبه مجهولة !؟
وهذه الفكرة الجديدة ، الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ( الجديدة بالفعل ) ، تلاقي مقاومة انفعالية وعشوائية متوقعة ، لكنها زيادة عن الحد كما أعتقد .
....
الواقع الموضوعي مكتشف ومعروف منذ عشرات القرون ، لكن بشكل جزئي وفصامي :
ويتمثل ذلك عبر موقفين متناقضين تماما :
1 _ العالم حركة ويتغير في كل لحظة .
الأمثلة على هذا الموقف قديمة وجديدة بالتزامن ، ....أنت لا يمكنك السباحة في مياه النهر مرتين ، وأثر الفراشة أو كل لحظة يتغير العالم .
2 _ العالم ثبات وتكرار دوري .
الأمثلة أيضا قديمة وجديدة بالتزامن ، .... لا جديد تحت الشمس ، والعود الأبدي النيتشوي ، والبوذي والهندوسي قبله ، وغيرها من المعتقدات القديمة _ الجديدة بالتزامن .
....
الموتى كلهم في الماضي ، ومن لم يولدوا بعد كلهم في المستقبل ، والأحياء فقط في الحاضر .
لكن توجد مفارقة بين الحياة والزمن ، وهي أشبه باللغز منها بالظاهرة المحددة بشكل موضوعي ودقيق ، وما تزال إلى اليوم غامضة وغير مفهومة وغير مفكر فيها أيضا ، حيث قبل الولادة يكون عمر الفرد الإنساني أو غيره ( زمنه أو وقته ) في المستقبل ، وحياته ( جسده أو مورثاته ) في الماضي ، ومع لحظة الولادة ( أو التلقيح ) يكون في الحاضر .
بكلمات أخرى ،
الموتى كلهم في الماضي ، ومن لم يولدوا بعد كلهم في المستقبل ، والأحياء فقط في الحاضر .
هذه هي الحقيقة الموضوعية والشاملة بلا استثناء أو شروط ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . ما يرفعها إلى مستوى القانون العلمي .
2
بالعودة إلى الحقيقة الأولية :
يتعذر القفز إلى الغد ( أو المستقبل ) ، بالتزامن يتعذر الرجوع إلى الأمس ( والماضي ) .
لا يمكن لليوم ( الزمني ) أن يعود إلى الغد .
ولا يمكن لليوم ( الحياتي ) أن يعود إلى الأمس .
الواقع الموضوعي مجموعهما أو محصلتهما ، وما نزال لا نعرف كيف ولماذا يحدث ذلك .
ربما تصير هذه الظاهرة الموضوع مشترك للعلم والفلسفة ، خلال النصف الثاني لهذا القرن ؟
....
لم يحدث مطلقا أن عاد يوم ( الزمن ) إلى الغد .
ولم يحدث أن عاد يوم ( الحياة ) إلى الأمس .
هي تشبه حالة الخطين المتوازيين لا يلتقيان ، ولو حدث والتقيا سيكونان غير متوازيين .
مع ذلك تلك هي مغالطة اينشتاين في الفيزياء ، ومن خلفه الثقافة العالمية إلى اليوم ، عبر أسطورة السفر في الزمن .
ناقشتها سابقا عبر نصوص عديدة ومنشورة في الحوار المتمدن بشكل موسع ، وأكتفي هنا بتلخيص الفكرة :
بصرف النظر عن الموقف الفردي من طبيعة الزمن ، هل له وجوده الموضوعي والمستقل أم أنه مجرد فكرة عقلية ، وهو يشبه الموقف السابق من الروح والنفس مثلا . يمكن التأكد بشكل تجريبي من اتجاه حركة مرور الزمن ، من الغد إلى اليوم ، والأمس أخيرا ( على النقيض تماما من حركة مرور الحياة ) .
3
وأخيرا يتكشف الحاضر بدرجة أعلى من الوضوح _ الآن _ هنا _ نحن ....الأحياء طبعا
الحاضر ثابت ، بينما المستقبل والماضي متغيران ، والمفارقة أن الحاضر نسبي بطبيعته بينما الماضي والمستقبل موضوعيان بمعظمهما .
هذه الفكرة ، الخبرة ، معقدة بطبيعتها .
ليست المشكلة في الأسلوب أو التفكير ، بل في اللغة والواقع الموضوعي ، الدينامي بطبيعته وشديد التعقيد .
....
على مستوى الكرة الأرضية ، في أي نقطة وبلا استثناء ، يتمثل الحاضر الكلي والمركب ( الذي يتضمن الأبعاد الثلاثة للواقع : الحياة والزمن والمكان ) وهو يمثل الحد الموضوعي بين الماضي والمستقبل ، بسطح الأرض ( المحضر والمكان ) ، حيث أن الحاضر الزمني يتمثل بالساعة ( أو اليوم أو القرن ) ، بينما الحضور الحي يتجسد عبرنا جميعا وبلا استثناء ( جميع الأحياء : النبات والحيوان والانسان ) .
....
يتضمن الحاضر المستقبل الجديد ، والماضي الجديد أيضا ، بالتزامن .
هذه الفكرة جديدة ، وتحتاج إلى التركيز والتأمل .
بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، وهي تجسد حركة الواقع الموضوعي حول الكرة الأرضية _ وربما في بقية الكون _ يسهل معها فهم ظاهرة " استمرارية الحاضر " .
المحضر ( أو المكان ) ثابت .
الحاضر ( أو الزمن ) متحرك من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالواقع المباشر .
الحضور ( الحياة ) متحركة من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالواقع المباشر .
....
من جهة الحاضر نسبي ، بالتزامن ، الحاضر ثابت وموضوعي .
المشكلة التي تعترض هذه الكتابة لغوية بالدرجة الأولى ، وفكرية بالدرجة الثانية .
لم أفهم بعد طبيعة الحاضر وحدوده ، بشكل دقيق وموضوعي .
مع أنني أعتقد أن العديد من المشاكل المزمنة ، في الفلسفة والفيزياء خاصة ، صارت أقرب إلى الحل العلمي : التجريبي أو المنطقي بالحد الأدنى .
....
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ تكملة
1
" استمرارية الحاضر " ، إضافة جديدة للتصور السابق مع بعض التعديل :
مشكلة الحاضر مشتركة بين الدين والفلسفة والعلم والثقافة العامة ، وربما تقدمت معرفتنا بطبيعته خطوة حقيقية بشكل علمي ، تجريبي أو منطقي بالحد الأدنى ، أو هذا الهدف .
بعد تجاوز المشكلة اللغوية ، كخطوة أولى ، حيث الفجوة بين الدال والمدلول وبين الكلمات والأشياء ثابتة ، وموضوعية ويتعذر تجاوزها .
بالإضافة إلى المشكلة الخاصة بالزمن أو الوقت ، من حيث نقص الكلمات ( المصطلحات والمفاهيم ) عن الحاجة بشكل كبير ، بالتزامن مع المغالطات المشتركة والعديدة بين مصطلحات الزمن ومصطلحات الحياة ، تضاف مشكلة تتعلق بالحاضر كزمن خاصة .
تشبه المشكلة تسمية القاهرة بمصر .
( أنا ذاهب إلى مصر وهو يقصد القاهرة ، يقول شخص في الإسكندرية أو أي مكان من داخل حدود مصر . العبارة من الأفلام المصرية القديمة ) .
هذه الجملة متناقضة ، ومربكة بالنسبة لشخص غريب .
نفس الشيء ، مع درجة أقل بالوضوح في سوريا ، أنا ذاهب إلى الشام ( نقصد دمشق ) .
ما هي الشام !؟
عرضت المشكلة لكي أنبه القارئ _ة بطبيعة مشكلة الحاضر ، بالإضافة إلى التعقيد في استخدام الكلمة والخلط بين الزمن والحياة والمكان .
سأستخدم كلمة الحاضر بدلالة الزمن ، بينما الحاضر بدلالة الحياة ( الحضور ) ، والحاضر بدلالة المكان ( محضر ) .
الحاضر متلازمة ، ثلاثي البعد في الحد الأدنى ( زمن ، وحياة ، ومكان ) .
2
الحاضر الزمني يتحرك بشكل خطي :
1 _ من الأبد ( المستقبل المطلق ) ، إلى...
2 _ المستقبل ، ثم ...
3 _ الحاضر ( حاضرك كقارئ _ة يختلف عن حاضر الكاتب_ ة ، أنت في المستقبل ، والكاتب _ة في الماضي ) ، إلى ...
4 _ الماضي ، ثم ..
5 _ الأزل ( الماضي المطلق ) .
هذه الظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، حول أي نقطة على سطح الكرة الأرضية .
وتعاكسها حركة الحضور ( الموضوعية وهي خارج مجال الحواس وهذه المشكلة ) أو الحاضر الحي ، حركتنا الموضوعية نحن الأحياء جميعا ( البشر والحيوان والنبات ) : من الأزل والماضي المطلق ، في اتجاه المستقبل والأبد ، مرورا بالحاضر المتعدد بطبيعته .
بالإضافة إلى الحركة الثالثة والموضوعية : حركة المحضر أو الحاضر المكاني .
3
هذه الحركة المركبة والمعقدة جدا ، الموصوفة أعلاه ، تتكرر كل لحظة .
وهي بدلالة الزمن قد تسمى بلحظة أو قرن .
بينما بدلالة الحياة تسمى مرحلة عمرية .
وبدلالة المكان تسمى طبقة جيولوجية .
....
الحاضر ثلاثي البعد ، او الواقع الموضوعي المباشر ، أو الماضي الجديد ، أو المستقبل القديم ، هي تسميات لفكرة أو خبرة واحدة .
4
كيف يمكن تحديد الواقع الموضوعي ، بشكل دقيق وتجريبي ، وهو على هذه الدرجة من التركيب والتعقيد الدينامي والغامض بطبيعته !
لا أعرف .
أعتقد أن موقفي الآن : الأحد 28 / 2 / 2021 يشبه موقف غاليلي ، ...
حين اكتشف أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس ، وتحول اعتقاده إلى يقين عندما اكتشف أن برونو قد سبقه إلى نفس الفكرة والخبرة بالضبط ، وربما غيره أيضا .
أخبرني العديد من الأصدقاء أن فكرة : اتجاه حركة الزمن ، من المستقبل إلى الحاضر والماضي أخيرا ، قد اكتشفها بعض الفلاسفة بوضوح ، وقد عرضت اكثر مرة نص الشاعر رياض الصالح الحسين الذي يثير الدهشة نظرا لوضعه وصغر سنه ( مات سنة 1982 بعمر 28 سنة فقط ، وكان فاقدا لحاسة السمع ) .
يتعذر اكتشاف دوران الأرض بدلالة الحواس ، بل هو استحالة .
ومع ذلك كلنا نعرف اليوم أنها تدور .
5
الواقع الموضوعي ( المباشر ) ، يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، بدلالة الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . لكنه ينطوي على مفارقة ويتعذر فهمها بطرق التفكير التقليدية ، حيث أن المستقبل هو بداية الزمن ومصدره ، وهذه حقيقة تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء .
أو بعبارة ثانية ،
المستقبل يمثل بداية الواقع الموضوعي بدلالة الزمن ، والماضي نهايته .
أتفهم غرابة العبارة ، ومنتبه لتناقضها مع الحس المشترك .
....
ملحق
الحاضر والحضور والمحضر ، مجال رمزي وحقيقي بالتزامن .
الحاضر لا يمكن أن يكون محصورا بين الماضي والمستقبل فقط ، بل ربما خارجهما .
بعبارة ثانية ،
يمثل الحاضر ، وبالتزامن ، أكبر من أكبر شيء وأصغر من اصغر شيء معا ودفعة واحدة .
صورة الفكرة غير واضحة ، لأنها كما أتصور تحتاج إلى المزيد من التركيز والتفكير .
ربما يكون الحاضر فوق الماضي والمستقبل ، وليس بينهما فقط ؟!
....
لا يستطيع الانسان القفز إلى الغد ( والمستقبل ) ، ولا العودة إلى الأمس ( والماضي ) .
لماذا لا يمكن ذلك ؟!
لأن الحياة قديمة بطبيعتها ، بدأت سابقا من الماضي وتتجه إلى المستقبل عبر الحاضر .
بالتزامن ، الزمن جديد بطبيعته ، يبدأ من المستقبل ويتجه إلى الماضي عبر الحاضر .
وهذه الحركة الموضوعية ، ثابتة ، ومستمرة ، وهي التي تقيسها الساعة .
....
مع كل يوم جديد ، وكل لحظة ، يتزايد العمر من اليوم الأول ( الصفر ) وحتى العمر الكامل .
بالتزامن ،
مع كل يوم جديد وفي كل لحظة ، تتناقص بقية العمر ، من العمر الكامل وحتى اليوم الأخير والصفر .
كيف يمكن تفسير ذلك ، بشكل منطقي أو تجريبي ؟!
الحياة والزمن متعاكسان في كل لحظة ، وتجمع بينهما علاقة من النوع الصفري :
س ( الحياة ) + ع ( الزمن ) = صفر .
ربما تصلح كبرهان علمي _ أو منطقي _على الجدلية العكسية بين الزمن والحياة ، وعلى النظرية الجديدة للزمن بصورة عامة ؟!
....
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا