الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوندي تبشّرنا فيا بشرانا

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 7 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


أكره كوندليزا رايس منذ أن كانت مستشارة للأمن القومي في الولاية الأولى لجورج بوش، وكنت أحسها تحيك حرباً وهي تدلي بأي تصريح، وأكثر ما أكره فيها ابتسامتها الصفراء، وكان جدي يردد: صفر الوجوه بغير علة.
الآنسة كوندليزا رايس أو كوندي كما يحلو للكثيرين تسميتها أطلقت تصريحاً لا شبيه له وهي تراقب أشلاء اللبنانيين تتناثر على طرقات لبنانهم الجريح، كوندي لم تبدِ أي نوع من أنواع الحزن أو الأسى بل هي اكتفت بأن قالت إن ما يحدث في لبنان الآن هو مخاض لشرق أوسط جديد!
فإن تكن أشهر الحمل الأولى لذلك الشرق الأوسط الجديد قد بدأت مع دخول القوات الأميركية عاصمة الدولة العباسية بغداد، بدعوى البحث عن أسلحة الدمار الشامل ليتحول الأمر فيما بعد إلى نشر للديمقراطية، وإن تكن ومعها جميع أفراد إدارة الرئيس بوش من صقور وحمائم ودجاج تساهم ومنذ سنوات في ذبح الفلسطينيين عقاباً لهم على كل ما يفعلونه ابتداء بمطالبتهم العالم بحمايتهم، وصولاً إلى اختيارهم (ديمقراطياً) حركة حماس ولية لأمورهم... إن تكن تلك أشهر الحمل الأولى فإن المخاض يجري الآن في لبنان بعد أن وُضع السودان مؤقتاً على الرفّ ريثما تتم عملية الولادة، وتنجب كوندي عفواً، ويبصر وليد كوندي الذي بشرتنا به النور... فإن تعسرت ولادته، وهذا وارد، فلا بد من اللجوء إلى جراحة قيصيرية، وعندها قد تضع الآنسة رايس المنطقة كلها في غرفة الإنعاش ريثما تتم الولادة.
أعود لأقول إني أكره كوندليزا رايس، لا لأني عربي أؤمن بنظرية المؤامرة، لكني وبعد أن رأيتها تتناول الغداء في السفارة الأميركية في بيروت مع مجموعة من نواب الشعب اللبناني الذي يذبح، وتتبادل معهم الابتسامات والنكات، فلم تظهر في الصورة التي تناقلتها وسائلها الإعلام في أرجاء العالم كلها سوى أسنان الجالسين على المائدة وهم يضحكون، هذا كله جعلني أؤمن بنظرية المؤامرة وأرجحها على سواها من النظريات، فلا تفسير لما حدث حول الطاولة سوى أن المجتمعين يحتفلون بانتصارهم، الابتسامات نفسها تماماً رأيتها على وجوه بعض (الساسة) العراقيين وهم يتبادلون الأنخاب مع المحتل الأميركي الذي ذبح أبناء العراق.
لا تفسير لما فعله (الساسة) اللبنانيون، وبعضهم زعماء طائفيون وعشائريون، سوى أنهم كانوا يعلمون سلفاً بكل ما حدث وما سيحدث لاحقاً في لبنان، وأنهم يجلسون لاقتسام (الكعكة اللبنانية) مع عرّابة مشروع الشرق الأوسط الجديد.
شكل الشرق الأوسط الجديد خرائب في الاتجاهات كلها في غزة وبغداد والأنبار وبيروت، ولا تنسى الولايات المتحدة وعصاها الغليظة إسرائيل بالتلويح صباح كل يوم جديد لدول جديدة كي تمتثل طواعية للرغبة الأميركية وإلا(...)، أفلا يحق لي إذن أن أكره كوندليزا رايس؟.
طوبى للمقاومين..
مبارك صمودهم..
مباركة دماؤهم الطاهرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-