الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغد صدام وحسين كامل .. ليلة الغدر بشيخ القبيلة

جعفر المظفر

2021 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إضطر حسين كامل للهرب الى الأردن, ليس بسب صحوة ضمير, وانما لأن حياته باتت أمام خطر حقيقي. لقد أشعل عدي الحرب على كل أولئك الذين يشكلون تهديدا حقيقيا أمام إستيراثه للسلطة في حالة غياب أبيه. إذ بعد ان ضمن خروج أعمامه من ساحة التنافس وموجها رصاصات كادت أن تكون قاتله لعمه وطبان, استدار لكي يجعل من حسين كامل هدفه التالي, وفي ليلة ظلماء فقدت بغداد بدرها الذي أهلّ في سماء عمان, وباشر كامل عملا ثأريا مضادا للرجل الذي حوله من جندي مخابرات الى وزير للدفاع, وحتى الى الرجل الثاني في دولته.
ومع أن كامل في عمان كان كريما جدا في تبرعاته المعلوماتيه إلا أنه لم يحسن تسويقها, كما أن قراءته للموقف الأمريكي كانت خاطئة. هو وعمه صدام كانا يقرآن العالم بعقلية الأفراد لا بعقلية الدول.
وكما إعتمد صدام على قراءة خاطئه للموقف الأمريكي من إيران بعد أزمة الرهائن, معتقدا بذكائه السياسي السطحي أن أمريكا ستصفق له حينما يثأر لها بإجتياحه للأراضي الإيرانية, فان كامل إعتقد أيضا أنه سيملك مفتاح واشنطن بمجرد أن يعلن من خلال المنبر الأردني انه ضد صدام حسين. وهكذا أطلق كامل النار على نفسه. لقد فاته إن الدولة الكبيره لاتفكر بعقلية العشيرة, كما كان هو وإبن عمه يفكران.
إن أمريكا كانت سعيدة حقا بالمعلومات التي قدمها. لقد تمكنت من خلالها أن تفك خناقها من أيدي المجتمع الدولي الذي بدأ يطالبها بفك الحصار عن العراق بعد أن تأكد أنه لم يعد يملك أسلحة الدمار الشامل. وربما كان حسين كامل هو الوحيد الذي إعتقد حينها أن أمريكا سوف ترد له الجميل بجميلين. غير أن أمريكا لم تضمن لحسين كامل سوى منفاه الأردني في حين أنها أخذت منه كل أوراقه العراقية.
ان قصة حسين كامل تصلح أن تكون موضوعه دسمة لفلم هوليوودي رائع. ولو حدث وان تم إنتاج ذلك الفلم لكان في مقدمة ما سوف يقوله إن حسين كامل هو الذي وجه أقسى ضربة لنظام صدام وليس غيره. لو أنه كان قد هرب لوحده لكان ذلك قد أعتبر حادثة في سياق, غير أن هروب إبنتي صدام معه كانت هي المصيبة الكبرى, إذ ان ضربة الصديق هي أشد تأثيرا من ضربة العدو, لابل ان ضربة العدو قد تكون مفيدة لأولئك القادة الذين يعتقدون أن بامكان ضربات كتلك أن ترفع رصيدهم السياسي في عالم البطولات الوطنية والقومية الزائفة. إن القائد (الثوري الوطني الملهم والشجاع والمحلق عاليا في سماء البطولات التاريخيه الفارغه) هو بحاجة ماسه الى ذلك النوع من الضربات, وخاصة من أمريكا ذاتها,لان ذلك وحده كان سيمنحه حق الحديث بالفم الثوري المليان, مثلما يمنحه قدرة المنافسة في ساحة كان قد تزاحم عليها اللاعبون الأفذاذ.
وليس صعبا علينا معرفة تأثير هذه الحقيقة على مجريات الصراع في الساحه العربيه في النصف الثاني من القرن العشرين, لقد أدخلت الحركات (الثورية) أوطانها في هذا المأزق الخطير حينما جعلت من أمر التنافس على كسب عداوة أميركا هو المعيار الذي يتم بواسطته تفحص وطنية تلك الدول والأحزاب.
بالنسبة لصدام لم تكن زعامته الثوريه قادرة على أن تمر من أي طريق آخر, فكان عليه بالتالي ان يغرق في تسويق هذه الثقافه السياقية والتقليدية المحوريه. وفي طريقه لإحتلال موقع الزعامه القوميه الأول بدا صدام حسين وكأنه في حاجه الى عداء امريكا أكثر من حاجته الى صداقتها. وإن كل ذلك يمكن إستيعابه أكثر كما قلت على ضوء إقتراب حقيقي من الثقافه السياسيه التي تحكمت بحركة الساحة العربية آنذاك, والتي لا يمكن عزلها عن ساحات عالمية أخرى كأمريكا اللاتينيه حيث سادت هناك والى فترة طويله ثقافة الخطاب الكاستروي والجيفاري.
وفي بادىء الأمر كان لعبدالناصر اليد الطولى, ثم جاء صدام لكي يطرح نفسه وريثا للزعامة والبطوله الناصرية, ووجد أن عليه أن يسوق نفسه بقوه في ميدان الخصومه الأمريكيه لكي يستأثر بحصة الأسد في منطقة لم تكن تخلو أبدا من منافسين أشداء في عالم البطولات الخطابية.
وليس هناك مطلقا إمكانية لإغفال حقيقة الأطماع الأمريكية في المنطقة وميل الإدارات الأمريكة المتعاقبة لتحقيق علاقات إستراتيجية مع إسرائيل على حساب المصالح العربية التاريخية في المنطقة, غير أن إسرائيل لم تكن لوحدها من كان قد تغلب على البلدان العربية جميعها, بشقيها الرجعي والثوري, وإنما كانت هذه الأنظمة وزعاماتها قد منحت إسرائيل القدرة على تحقيق ذلك من خلال سياسات متهادنة أو ملتوية قمعية ضد شعوب المنطقة.
والحال أن الضربة الأمريكيه لنظام صدام بعد غزوه للكويت كانت أفلحت في أن تكشف عورة النظام الحقيقية وجعلت صدام هو الوحيد الذي يصدق بكذبته. ولا أعتقد أن النصر العسكري الأمريكي هو الذي فعل ذلك, وإنما التنازلات المهينة التى قدمها صدام لغرض البقاء في الحكم. وحينها فأن دولة صدام, التي كانت تسير بقوة النشيد الثوري, أصبحت تعيش بقوة النشيد العشائري بعد بانت عورتها أمام ما تبقى من أنصار صاحبها, وأكملت الدولة العراقيه إنتقالتها من مرحلة (الدوله - القائد – الحزب) الى مرحلة (الشيخ- العشيرة – الدولة). وبقوة تلك المعادلة حاول صدام ان يسد الفراغ الكبير الذي أنتجته هزيمته السياسية والعسكرية.
في الحقيقة, لقد كان لصدام القوه والقدرة على تشغيل تلك المعادله بأقصى طاقتها بعد أن أصبحت (العوجة) هي العاصمة الحقيقة وليست بغداد, وأصبحت عشيرته هي القوة الأساسية لتلك الدولة.
لقد أصبح حسين كامل وزيرا للدفاع وأخوه صدام كامل رئيسا للأمن الخاص, وأصبح أخو صدام غير الشقيق وطبان إبراهيم الحسن وزيرأ للداخلية, كما وأصبح الأخ الثاني غير الشقيق أيضا سبعاوي مديرا للأمن العام ولجهاز المخابرات, وكان كلاهما لم يكملا غير التعليم الإبتدائي تماما مثل حسين كامل. أما إبن عم صدام علي حسين المجيد فقد أخذ ينتقل من مسوؤلية كبيره الى مسوؤلية أكبر وكان من ضمن ما تسلمه إدارة الأمن العام ووزارة الحكم المحلي, ووزارة الدفاع وعضوية محلس قيادة الثوره, وقد كان مثل حسين كامل لا يملك غير شهادة الإبتدائية, بينما كان الإبن البكر لصدام عدي, قد تسلم من أبيه رسميا أوراق ترشحه كوريث للحكم.
لنعد الآن إلى موضوعة حسين كامل, فما أردناه من ذلك العرض لا يدخل الا من باب الوصول الى تقدير قوة الضربة التي وجهها هروب كامل لنظام صدام وكيف تصرفت أمريكا مع ذلك الأمر. وهنا فقد بات معروفا أن الضربة التي وجهها كامل الى بن عمه صدام كانت أشد هولا وأكثر تأثيرا من تلك التي وجهتها اليه قوى التحالف الدولي مجتمعه. فقط أولئك الذين كانوا على دراية بطبيعة النظام كانوا قادرين على معرفة ذلك.
واذا ماعدنا الى ما قلناه حول توظيف لعبة المجابهة مع أمريكا لأغراض بناء الزعامات الوطنية والقومية, وان صدام كان أكثر من استهوته تلك اللعبة, وأن الموروث السياسي المتحكم بأكثر من شارع عربي كان قد شكل حاضنة طبيعيه لتك الآفكار جاعلا منها ثقافة محورية, فإنه لم يكن عصيا على صدام أن يحتوي جزءا كبيرا من الصدمه ويفلترها من خلال هذه الثقافة. لقد كانت الثقافة السياسية المعادية لاميركا والبقية من الأعداء كفيلة لأن تجعل الهزيمة العسكرية المشينة قادرة على إنتاج نصر سياسي باهر, على الأقل في أذهان من أتقنوا فن لوي عنق الحقيقة, وأيضا لأولئك المنتفعين من النظام, وهم كُثرُ
صحيح أن تراجع صدام عن وعوده بأن (لا إنسحاب من الكويت) قد جعله في موقف صعب وقد نال الى حد كبير من زعامته السياسية, وحوله في أذهان الكثيرين من العراقيين الى كذاب من الدرجة الاولى, والى دجالٍ بخمسة نجوم, ولكن الأصح أيضا أن إنتقال النظام في العراق كاملا الى الخانة العشائرية, وحتى الى الخانة المذهبيه, بعد إعلانه عن حملته الإيمانية التي أراد منها كسب ولاء السنة المتخوفين من الشيعة التي ظهرت بينهم وبقوة أحزاب وتجمعات وثقافة طائفية معلنة, قد جعله كل ذلك قادرا الى حد كبير على الصمود. وفي تلك الفتره لم يعد مهما لدى صدام استمرار جماهيريته كإحدى وسائل الحفاظ على السلطة وذلك بعد أن إنتقل بشكل واضح وواضح من مرحلة (القائد الحزب العشيرة الدولة) الى مرحلة (الشيخ العشيرة الحزب الدولة).
معنى ذلك أن البناء الهرمي للدولة قد حُسِمت موضوعته باتجاة عشائري, وان صدام لم يعد يتجاوز في أحسن حالاته مكانة (شيخ العشيرة) , كما وأن إستمرار دولته بات يعتمد الى حد كبير على الولاء العشائري وعلى قدرته أن يلعب دور شيخ العشيرة بشكل جيد.
وإن بمقدورنا الآن فقط أن نتصور قوة الضربة التي وجهها حسن كامل وشقيقه صدام وزوجتاه إبنتا صدام إلى صدر أبيهما الشيخ, فاذ لم يعد صدام حاكما في حقيقة الأمر إلا من خلال قوة العشيرة, لذلك فان أية ضربه تنتقص من موقعه ودوره كشيخ عشيرة إنما كانت ستهدد زعامته ونظامه السياسي وتصيبهما بمقتل أكيد.
ولهذا لن يصبح عصيا على الفهم تأكيدنا على أن الضربة التي وجهها كامل لإبن عمه كانت ضربة قاتلة, وأن الهزيمة كان ممكنا أن تكون هزيمة سياسية سياقية لو أنها ظلت حكرا على حسين وأخيه ولم تشاركهما إبنتا الشيخ اللتان شخّا على أبيهما بعد أن إرتضيا الخروج على طاعته بهذه الطريقة المدانة عشائريا. وإن تأثيرات تلك الضربة كانت ستصبح حاسمة لولا عودة كامل الى بغداد, أو إعادته اليها, من ثم العمل على إعادة الهيبة إلى شيخ العشيرة وإلى العشيرة ذاتها من خلال ذبح حسين كامل وأخاه ومن معه من أهله. حتى أم حسين كامل لم تسلم من الذبح إذ وجدت بعد سنوات من مجزرة (الدورة) مذبوحة في دارها في (الغزالية) ولسانها المقطوع في حضنها.
ومرة أخرى سأقول أن ما من هزيمة قد يتعرض لها شيخ عشيره بإمكانه أن تكون اشد وطأة من تلك التي تعرض لها (الشيخ صدام) اذ بعد هروب إبنتيه لم تعد للشيخ قوة اقناع حتى داخل دائرته الضيقة, ولم يكن مستغربا حينها أن هذه الهزيمه التي أصابت صدام في عقر داره كانت كفيلة بخلق وضع تمردي ضد موقعه كشيخ عشيرة, وصارت المسألة وسألة وقت فقط, إذ حتى حراس (الشيخ) المكلفين برئاسته لن يسعدهم حراسة شيخ (مكسورة عينه), وتدري السيدة رغد أنها وأختها من كسر تلك العين وليس الأخوين كامل .
إن بمقدورنا الآن ترتيب الأمور بالشكل التالي: إن الضربة العسكرية التي وجهتها قوات التحالف قد أثرت الى حد كبير على نفوذ صدام السياسي, مع ان تلك الهزيمة لم تسقط قدرته على توظيف الموروث السياسي للاقلال من تأثير تلك الضربة الدولية, غير أن الضربة التي وجهها كامل كانت أشد هولاً وتأثيراً, أما الضربة التي وجهتها إنتا الشيخ لأبيهما فقد كادت أن تكون هي القاضية.
وما كان بامكان صدام أن يتلافى أو يقلل من تأثيرتلك الضربات المدمرة لولا, كما ذكرنا, عودة كامل الى بغداد, أو إعادته اليها.
والآن فإن السؤال الذي يمكن ان يكون فاتحة لما يليه: هل عاد كامل إلى العراق أم كان قد أعيد اليه ..؟
في إعتقادي ان كامل كان قد أعيد إلى العراق ولم يعد برغبته. إن عودة سريعة إلى الوراء سوف ترينا كيف أن حسين كامل كان أدرك انه أصبح شخصا غير مرغوب فيه, لا من قبل أميركا ولا من قبل الأردن, فبعد أن إستقبلته عمان بالأحضان ووضعت في خدمته قصرا وحاشية وحراس عادت بعد فتره قصيره لتشعره بأنه أصبح شخصا ثقيل الوطأه, بينما لم تشعره أميركا بأية قربى ولم تسمح له بالمراهنة على أي قرابة.
في الوقت نفسه كانت رسل صدام تستثمر ما كان قد آل إليه وضع كامل النفسي لأجل أن تصطاده. وإن ما من أحد باستطاعته القول إن حسين لم يكن يدرك قيمة المخاطر التي سوف تجابهه حال عودته إلى بغداد , فهو من أكثر الناس معرفة بطريقة تفكير عمه وشيخ قبيلته, واذا كان الخوف من إمكانية ان يقوم عدي بتصفيته هو ما دفعه للهروب إلى الأردن, وكان وقتها واحدا من أقرب الناس الى صدام, فكيف سيكون عليه حاله بعد أن إرتكب هفوته الكبرى, وقام بطعن (شيخ القبيلة) باقسى طعنة يمكن أن يتعرض لها شيخ .
واقع الحال لم يكن كامل بحاجة الى مزيد من المعرفه والى مضاف من الإدراك لكي يتيقن ان الموت قد يكون في إنتظاره حينما إختار العودة إلى العراق. ولكي يقوم أي شخص بذلك فلا بد وأن يكون ذلك الشخص قد وصل إلى قناعة أن الموت بتلك الطريقه هو أفضل الخيارات المطروحة أمامه, بعد أن فقد مكانته الأردنية.
ونأتي الى لب الموضوع مبتدئين بسؤال, ترى ألم تكن أميركا على دراية أن عودة كامل الى بغداد سوف تعطي النظام دفعة كبيرة للبقاء, وأن شيخ العشيرة الذي وجه له كامل, وبالأصل رغد وأختها, ضربة يفوق تأثيرها بكثير قوة الضربة العسكرية التي وجهتها له قوات التحالف مجتمعة سوف تجعله عودة كامل قادرا على استعادة مكانته كشيخ, وإن ذلك بات الآن كل ما يحتاجه الشيخ للخروج من أزمته ؟
ان أكثر الإحتمالات قوة هو أن أميركا لم تشأ لنظام صدام وقتها السقوط ,ليس حبا بذلك النظام, وإنما إعتقادا بأن أوان السقوط لم يكن قد حان بعد, أو ربما لإعتقاد أكثر أثارة, وهو انها لم تكن قد وصلت بعد الى قرار إسقاطه, وسوف ينسجم مع ذلك, قولنا أنها لم ترَ حينها أية مصلحة حقيقيه بسقوطه, اذ ان صدام كان قد دخل في الخانه ألتي كانت تريد له أن يدخل فيها وهي خانة ( العدو الضعيف ) , وانها شاءت من خلال عودة كامل أن تمنع انتقاله الى خانة ( العدو الأضعف مما يجب ) لكي لا يكون حصة للاخرين, وان تكون هي صاحبة القرار بالشكل ألذي يكون عليه وبالوقت الذي يكون فيه . وربما شاءت أمريكا وقتها أن يستمر صدام في وصلة التعري ألتي اتقنها بحرفية كبيره وأثبت من خلالها أنه أفضل من أفضل راقصة ستربتيز. وان من شأن ذلك وحده أن يمكنها للحصول على مزيد من التنازلات, أو أن توصله الى لحظه تكون فيها الرؤوس قد أينعت وحان قطافها ولكن بيد أمريكيه , لقد كان كل ذلك جائز ولا يتعارض مطلقا مع قوانبن السياسه, ولو أن أمريكا كانت قد فعلت عكس ذلك لما أستحقت أن تكون دولة كبرى , ولما استحق رئيسها أن يكون حتى عمدة لاحدى ولاياتها.
إن (رغد ورنا) هما اللتان شاركتا زوجيهما في ليلة الغدر بشيخ القبيلة, بل وهما اللتان تتحملان بشكل كبير وزر تلك الفعلة الشنعاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو