الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة شردتها الريح

انطوني دانيال

2021 / 3 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يخفق قلبه طربا.بعد ان ابتاع لاولاده هداياهم وخاصة الحقيبة المدرسية لابنه البكر لشده ولهه في التعلم وحصوله على حقيبته الاولى ..حياة هذا الصغير تقف على هذه الحقيبة كما اعتقد الجميع .
بعد ان انهى اعماله في العاصمة حمل حقيبته ورتب فيها الهدايا..لزوجته حقيبة جلدية يدوية صغيرة.ولابنته الصغيرة لعبة الباربي التي تحبها..
كان قلبه يسبق خطواته في العودة الى قريته استقل الباص. وبدات خطواته تسبق اطارات الباص...فرحة اللقاء تحتل كيانه..لا تفارق مخيلته فرحة ابناءه بقدومه محملا هداياهم..وشوقه الكبير لهم رغم قصر الفراق..كانت محبته لهم كبيرة فهم حياته وعمره وبدونهم لا يمكنه ان يعيش...تقدمت به الحافلةمسافات ومع كل اطلالة يخفق قلبه سريعا ويبحث في الاطلال عن خيالات اولاده او بيته...وفرحة اللقاء..
وبين هذه التخيلات والرؤى سمع من ينادي باسمه..كان معاون السائق يناديه ليراجع عناصر الحاجز التابع للقرية المجاورة لقريته..لسبب يجهله.طلبوا منه انزال اغراضه من الحافلة..اختفت الفرحة من وجهه وقلبه تقطع مع كل خطوة يخطيها حاملا اغراضه.وكل ما يهمه ان يوصل الهدايا لاولاده وزوجته فهو لم يخلف بوعد ابدا...
بدا الطريق يطول بالاتجاه العكسي..لم تعد تعنيه الامكنة والازمنة ولا الالم والدماء والجوع والعري ولا الروائح واالاهات فقد توقفت حياته في مخيلته بلقاء عائلته..يتهيا له في جلساته في قعداته في كل ما يعيشه انه يحضن عائلته... مع كل قادم جديد يسال هل بدا العام الدراسي.. كان لديه امل ان يوصل الحقيبة الى ابنه..لم يدرك ان زوجته ادعت ان والدهم تاخر بسبب اعمال وارسل لهم هذه الهداية وحقيبة بسيطة لطفل في دراسته الاولى.. سند العائلة اختفى الى زمن مؤجل..عاشوا ببؤس جميعا هم بدون اب وسند والاب في الاقبية المظلمة تحت رحمة الشياطين..برغم تهتك جسده ومعه تغيرت كل ملامح وجهه ورجولته كانت روحه وقلبه حرا خارج السجون تحلق في فضاءات عائلته تراقبهم ترافقهم..وما زال يرنو الى لحظة اللقاء محملا بالهدايا..توقفت الازمنة عند هذه اللحظة...في تكور جسده مع ابتسامة وعيون تسرح في الفضاء سابقت روحه المكان لترحل سريعا تبحث عن عائلته تطارد خيالاتهم رائحتهم من مكان الى اخر لمسافات بعيدة لتعبر الحدود وتستقر فوق حقيبة مدرسية بسيطة وحيدة في بحر تتقاذفها الامواج...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟