الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان سيكون مقبرة مشروع الشرق الأوسط الجديد وسينتج شرق أوسط جديد

زياد اللهاليه

2006 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


إن الحرب التي تشن على لبنان ممثلة في مقاومتها لم تكن ردت فعل على عملية اختطاف الجنديين بقدر ما هيا عملية عسكرية مخطط لها على أعلى المستويات السياسية والعسكرية التي تخطت الحدود والجغرافيا الإسرائيلية لتنطلق من البيت الأبيض فالموقف الامريكى الداعم والمؤيد والمدافع عنها من جون بولتون إلى كندليزا رايس وزيرة خارجيتها انه لم يحن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار قبل استكمال الحرب لأهدافها السياسية وهى خلق شرق أوسط جديد لهى نوايا مسبقة ومبيتة كانت بانتظار الفرصة المواتية لتنفيذها من هنا اصبحة المعادلة السياسية واضحة المعالم والأهداف والأقطاب المشاركة فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو من وراء ستار. إذا المطلوب ألان شرق أوسط جديد وفق رؤية أمريكية واضحة المعالم والتفاصيل مبهمة المصير وإمكانية التطبيق شرق أوسط خاضع للسيطرة الأمريكية بالكامل
ولكن تعثر وفشل الحملة العسكرية في تحقيق اى أنجاز عسكري على ارض المعركة جعل إسرائيل والولايات المتحدة تفكر بشكل جدي عن مخرج سياسي وحل دبلوماسي مشرف للخروج من المأزق اللبناني الذي وضعت نفسها فيه بعد إن راهنت كثيرا على إلتها العسكرية في حسم المعركة على الأرض معتقده إن تدمير البنية التحتية اللبنانية واستهداف المدنيين وارتكاب المجازر البشعة التي تقشعر لها الأبدان تشكل عامل ضغط على حزب الله وخلق رأى عام لبناني ضاغط باتجاه وقف الحرب و تطبيق القرار الدولي (1559)
ولكن الالتفاف الشعبي والرسمي حول المقاومة وان كان أنيا والصمود عالي المستوى للمقاومة واستنفاذ الاحتلال لكل إمكانياته التدميريا وعدم قدرته على تدمير أو الحد من إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل وارتفاع الثمن الباهظ الذي يدفعه الاحتلال يوميا في ألا رواح والمعدات والمقاومة الشرسة التي يواجهها الاحتلال والمستوى التدريبي والجاهزيه العالية للمقاومة والتي لم يعهدها الاحتلال من قبل ,, أضف إلى ذالك ارتفاع بعض الأصوات العالية في المؤسسة العسكرية التي تطالب بإيجاد حل دبلوماسي وعدم الغوص في الوحل اللبناني و التململ الشعبي المتزايد يوميا المناهض والمعارض للحرب ,, والعامل الأهم هو الحرب التي تدور رحاها على الأرض الإسرائيلية وللأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وما يعنيه من تدمير للبنى التحتيه الإسرائيلية واستهداف المدنيين الذين سيشكلون راس الحربة في الضغط على الحكومة لوقف نزيف الدم .
يبدو إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستفيد من الدروس والعبر والتجارب التي مرت بها من فيتنام إلى كوبا وأفغانستان والعراق وحتى لبنان عام 1985 وفشلها عسكريا في تلك المناطق وعدم قدرتها في السيطرة عليها عسكريا وحتى سياسيا بل ودفعت ثمن ذالك غاليا في الأرواح والمعدات وتحملت وزر إعمالها أضف إلى ذالك الكرة والبغضاء للولايات المتحدة وسياساتها
لتأتى وزيرة خارجيتها وتتحدث ألان عن شرق أوسط جديد, شرق يعترف اعتراف كامل بالكيان الصهيوني وتدمير المقاومة وتصفيتها وإلغاء ثقافة المقاومة في الوعي الثقافي للمجتمع العربي ( أو ثقافة الجهاد في المفهوم الديني ) وتكريس ثقافة الهزيمة والاستسلام والخنوع بدل ثقافة الكرامة والصمود والتحدي والدفاع عن الوطن وعزته, شرق أوسط فيه أسياد وعبيد نحن العبيد وإسرائيل وأمريكا الأسياد, شرق أوسط مهيمن على كل ثرواته ومقدراته, شرق أوسط مجرد سوق استهلاكي ومخزن للمواد الكيماوية والمواد السامة, شرق أوسط يتم فيه تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ شرق أوسط تديره القواعد العسكرية والسفارات الأمريكية على أراضية شرق أوسط مسلوب القرار السياسي وتقرير المصير فأي شرق أوسط نتحدث عنه

اعتقد بل اجزم إن الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل لن تستطيع إقامة شرق أوسط جديد وفق المفهوم الامريكى الجديد لا بقوة الإلة العسكرية ولا بفاعلية الدبلوماسية الأمريكية ولا بتخاذل وتأمر ومشاركة النظام العربي الرسمي ولا بسياسة الحصار والتجويع وستكون لبنان التي أريد لها إن تكون بداية انطلاق الشرق الأوسط الجديد وحجر الأساس ستكون مقبرة مشروع الشرق الأوسط والى الأبد وستكون بداية انكفاء وانكسار الإمبراطورية الأمريكية والكيان الصهيوني الذي سينحصر داخل جدار الفصل العنصري والذي لن يستطيع حماية نفسه داخل الجدار وسيأتي اليوم الذي تطالب إسرائيل المجتمع الدولي بحمايتها وسيأتي اليوم الذي تقبل إسرائيل قرار التقسيم وحق العودة وسترفضه المقاومة, وسيتم اجتثاث الورم السرطاني من المنطقة, وهذا ليس تكهن ولا تنجيم بل حقائق ووقائع لمن يقرا مابين السطور ولمن يتتبع تاريخ الصراع العربي الصهيوني, والمقاومة قبل 50 بل 15عام واليوم والطموح الصهيوني بإقامة كيانه من الفرات إلى النيل وانكفائه اليوم داخل جدار حدد معالمه وحدوده على ارض الواقع وايمانى العميق بحتمية الانتصار و بالمقاومة وبان الشعوب لا تقهر وبان التغيير قادم لامحالة وهذه الأرض هي التي تحطمت عليها كل الغزوات والحملات ونهاية الإمبراطوريات والى إن نصل إلى تلك الحقائق ستستغرق 15 أو 20 عام على الأكثر سيشهد الوطن العربي خلالها مرحلة مخاض عسيرة تنتج أنظمة وقيادات سياسية أكثر التصاقا بقضايا أمتها .
وستنتج المقاومة مشروع الشرق الأوسط الجديد وفق رؤية ومصالح وطنية تعيد للامه عزتها وكرامتها وهيبتها وتعيد الحقوق المغتصبة وتعيد للوطن وحدته وقوميته من المحيط إلى الخليج خاليا من كل الأساطيل ألغازيه وتعيده إلى مصاف الدول المتقدمة في العالم, إذا القضية قضية أيمان بحتمية الانتصار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ما الترتيبات المقررة في حال شغور منصب الرئيس؟


.. نبض فرنسا: كاليدونيا الجديدة، موقع استراتيجي يثير اهتمام الق




.. إيران: كيف تجري عمليات البحث عن مروحية الرئيس وكم يصمد الإنس


.. نبض أوروبا: كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخا




.. WSJ: عدد قتلى الرهائن الإسرائيليين لدى حماس أعلى بكثير مما ه