الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذلك الشيء

فاتن نور

2021 / 3 / 5
الادب والفن


وتجيئني مرة ثانية
آه يا صغيري، النازح من طفولة الوقت
هل تكرّر ذاك الحلم؛ ثلاثة يبزغون من عنق جرّة؟

آه أيها العابث بيأسه المبكّر
ليس في معبد الفن، غير إناء صبرك المختار
المكوث بالريشة والإزميل، ميراث فطنة للطريق الموحلة
اللحن الذي لا يعشو به ليل، والقلم الملبّد بلزوجة الطمي والنار،
مرشدان من بيت السحرة
يأخذان الروح والأسرار، إلى سكنى حنينها

وحين يبرأ اللحن بلون، واللون بلحن، ويضجّ الخفوت بكلمة
يتوارى شيء من رماد الشجن
وتنبعث من صفو الجدار، للواجهات
أرواح تماثيلها العارية

آه يا صغيري، ستبقى تئن في الضلوع
مخطوطة الراهب
شعيرة السؤال الطفولي، الأزلي
نبض الوتر الغافل عن نشاز، الإيقاع الذي يمسّه عواء قديم
وأعقاب سجائر وهي تنتشي
بخصوبة فكرة.. تدوسها قدم ماكرة

آه.. وما زلت تجيئني بأشيائك الباهظة، المكدودة،
ما الذي تريده أن يلهيك يا صغيري،
كيف يكتسي وعاؤك الفضيّ
بذلك الشيء الذي قد يجيء؟
سوف يغسل قدماً واحدة، في ترقرقه الأخضر
الأخرى تبقى مدلاة بشتات الروح
تبحث عن نهر مجيد
يفيض في رأسك، المحتشد بالذكريات
ويضيء قلبك الذي ستألف جنونه

عقلك المأخوذ أبداً، بأشياء عظيمة لا تسهو
لربما سيهديك إلى فرار، في الصباحات الزائفة
هو الموشّى بالأحلام والأصفاد
والنجوم الطوارق تزأر وهي تقترب، تضطرب
تؤول إلى صفائح رقيقة، وضباب
من الكلس الأبيض
ولا يمكنك الفرار منها

آه يا أيها المعذّب بالأمنيات
آه يا طريد الغفلات، الفائز بالأطياف ونزهة الجحيم
أنّى لك أن تأخذ هذه الشهادة:
عندما تجيئني، لا يأتي ذلك الشيء
الذي تريده أن يجيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته