الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم حَصَدْنَا من الصَبْر ...؟

مجيد القيسي

2021 / 3 / 7
الادب والفن


ضَحِكَ القلبُ المكلومُ بأهوالِ الليلِ...
بَلَجَ الصباحُ على شَفا حفرةٍ من الأثمِ
في مَطلَعِ الفجْرِ أطلَّ النورُ علينا
يُحَدِّثُنا عن أسْرارِ "الصنم" الحالمِ...
عن الحَجَرِ المتخمِ بالشرِّ ...
تهاوتْ بقعُ السوادِ السرْمَدي ...
وفاحَ الجَفافُ من فمِ المجْهولِ...
صامِتةً تمضي الحياةُ بلا مطرٍ...
بِلا ماءٍ يغسلُ وجهَهَ الأرضِ...
يُرَطِبُها...
بلا خبرٍ يطرقُ الأسماعَ َ... يُنْعِشُها. .
يشْفي النفوسَ من البؤسِ…
يُطهّرها من السقمِ...
لا أحدَ ينْكرُ سوأةَ ماضِيهِ ...
لا أحدَ ينْكُرُ ما كَسَبَتْ يداه...
"إنّ النفسَ لأمّارةٌ بالسوء"
يا لهوْلِ المكانِ...ماذا حَلّ بنا...
فيكَ تزدحمُ المقابرُ بالأسى...
وتتراقصُ الأرواحُ بين هياكِلها...
قرأتُ الفاتحةَ على جدثٍ متعبِ ...
ثمَّ نثرْتها فوقَ اللحودِ اليابسات ...

مشيتث والآ هاتُ تتبَعني ...
على بحرٍ من الحزنِ ...
لعلَّني أدركُ وطناً فارقتهُ زمناً...
رسمت على أديمِ الذكرياتِ غابةً...
أُناغي الطيورَ الحانَها...
ألتمسُ الصبرَ منها ...
أقلدُ ما استطعتُ بعضَ تغاريدِها...
ثم أجْهِدُ العقلَ بفَهْمِ معانيها...
سألتُ البحارَ عن سرِّ غربتنا
فَلَم أجدْ للهجرة ما يجمعنا...
سِوى البُعْدِ و المنفى...
غرباءَ نعيشُ في ظلّ هجرتنا...
نعتصرُ الزمنَ فوق غصنِ حياتِنا
لاعشٌ يَمُدُّ الدفئَ الينا ...ولاغصنٌ يحيينا
يُنازِعُنا الشيطانُ حقَّ بَقائِنا
بعيداً عن الأرضِ ، وهي لبُّ أحشائنا
ويُفتي وهومنْبوذٌ، بحجب الرزقِ عَنّا ...
يَسنُّ على قدرِ القياسِ لَوائحَ منفعةٍ
ويلغي على عجلٍ بالسرّ قوانينا...

سيلٌ من الغواياتِ يقْتحم القرى، وهي نائمةٌ
يُهَدّمُها بحيتان الفساد ... بفيضِ الثعابينِ
تفحُّ السُمَّ في كلِّ مُنْعَطَفٍ...
وتنْشرُ الرُعْبَ ما بين الملايين
حَوّاء تروي قصّةَ إبعادِها...
عن الجنّةِ...وآدم يُسْهِبُ في الصلاةِ...
وفجْأةً يدخلُ "إبليس" البلادَ متنكراً ...
على طبقٍ من التفاحِ يحْمِلُه...
يعلنُ ساعةَ الأغواءِ ...
يفتحُ بابَ اللهوِ على مصْراعيه...
الفتنة تصرخُ مذعورةً في الساحات
تَموتُ الأزهارُ واقفةً ...
يتلاشى الظلُّ فوقَ رماده ...
الخيمةُ آخر الشهداءِ...

كنّا نخافُ من الجنِّ شيطاناً بمفره
ولم نكنْ ندرك من الأنسِ شياطينا
تَوافَدوا على الواحاتِ دون وازع...
ولعبوا بالملكِ، كما لعب الطغاة ...
وعاثوا، كما عاثت دويلات ...
بالأمسِ كانوا دُعاتَ مسغبةٍ
وبرمشةِ عينٍ أضْحوا سَلاطينا
تمرُّ بنا الأيامُ وهي سادرةً
ونحنُ في كفِّ الرَزايا حالمينا
كمْ صَبَرنَا على البَلْوى نُطاوعُها
زَماناً... فهل نَشْبَع من الصبرِ؟؟؟

برلين / 6 آذار/ 2021
ر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب