الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة المسلمة في العيد العالمي للمرأة

أحلام أكرم

2021 / 3 / 7
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


قبل يومين أي يوم الجمعة 5 مارس شاركت في ندوة على تطبيق جديد على تلفون شركة آي فون .. بإسم كلبهاوس تحت عنوان ""الجندر والإسلام والهوية ""– مع شابة أردنية من أصل فلسطيني إيمان حيلوز .. وبإشراف الزميل الأميركي مصري الأصل أيمن عاشور ..
بدأ الحوار هادئا لفترة لم تزد على 15 دقيقة ...تحدثت فيها عن تجربتي في نمو هويتي من الأصل الفلسطيني بعد أن عشت لسنوات في بريطانيا إكتشفت فيها عدالة القوانين العلمانية .. وكيف نمت وتطورت هويتي إلى الهوية العالمية بعد سفري للعديد من دول العالم إكتشفت خلالها بأننا بشر طموحاتنا لا تختلف وإن إختلفت لغاتنا وحتى أدياننا .. وكيف أن تجربتي أغنت هويتي وأدت لإرتقاء إنسانيتي .. بعدها إنتقلنا إلى الهوية الإسلامية .. وأبديت رأيي بأن نجاح المتأسلمون والإخوان في ربط الهوية الإسلامية بجسد المرأة وترويجهم بأن حجابها فريضة وليس أمر خاص أو إختياري بينما أبقوا على حقوقها ضمن الأحكام الإسلامية فيما سموه بالصحوة الإسلامية .. وأن إنتشار الحجاب والنقاب في الشرق والغرب أضر بصورة الدين في العالم الغربي ...
وبرغم كل ماكتبته سابقا عن الموضوع .. أعود لأؤكد موقفي ورأيي فيه مرة أخرى وهو ما أكدته في الحوار الثائر .. بأن النقاش حول الحجاب لا زال مفتوحا على مصراعية فهناك من يؤكد بانه ليس فريضة إنما شأن إختياري .. وهناك من يُصر على كونه فريضة .. موقفي من الطرفين أنه حق للمرأة الناضجه في خيارها سواء بوضعه أم لا في الدول الغربية .. ما أُصر على رفضة هو النقاب .. لعدة أسباب على رأسها أمني لأنه تمت عمليات في العراق قام بها رجال تحت ستر النقاب .. كما وأصر على رفض تحجيب الطفله لأنه إنتهاك لحقها في الطفولة .. .. وتجهيزها فكريا للإنصياع والطاعة .. وعدم تجهيزها نفسيا ومنذ الطفوله لحقها في الإختيار عند النضوج.
وثارت ثائرة المشاركين ..كيف لمسلمة أن تقول مثل هذا الكلام .. وأن هدفي الأول نقد الدين .. لم يفطنوا إلى أن هدفي الأول هو حماية حقوق المرأة وعلى قمتها حقها في الإختيار في كل حياتها .. وإن إصلاح قوانين الأحوال الشخصية قد يكون الطريق الوحيد لإستعادة إحترامنا كبشر في هذا الكون ..نعم فتحت أبواب جهنم.. إستمر النقاش بل وزادت حدته ... وهوجمت على أنني لا يمكن لمسلمة أن تقول هذا القول عن الإسلام ..وأنني بهذا الرأي أدافع عن عنصرية الرجل الأبيض في هجومه على الإسلام ..وأشجع الإسلامافوبيا ؟؟؟؟ بحيث ضاعت الفكرة الأساسية والأهداف الأهم..
الهدف الأول ..يقع في الإحساس الغربي بأن وجود المسلمون في الغرب وخاصة بعد إنعزالهم المجتمعي .. وبعد تحايل الأغلبية في فرض وإنتشار مجالس الشريعة التي تنمو بإضطراد بحيث تخلق قانونا موازيا للقانون البريطاني في حقوق المرأة والأسره .. وفي إنشائهم العديد من المدارس الإسلامية والجوامع التي تؤمن وتُعلم أبناؤنا بأن الإسلام دولة وخلافة .. والتي وحسب تقارير وزارة التعليم البريطاني .. بأنها لا تؤهلهم لا للإندماج ولا للوظائف .. أرى أنه لا داعي لزيادة حدة الإستفزاز بإمرأه منقبة .. وطفلة محجبة لم تتجاوز السنوات الإولى من عمرها ..
الهدف الثاني .. وحسب قول الأستاذ سعيد شُعيب من المعهد الكندي للإسلام الإنساني في 2 نوفمبر 2020 ..بضرورة إصلاح الإسلام .. وأن نقد الإسلام لم يعد شأنا خاصا .. لإكتشاف الغرب أن الرؤيا الإرهابية والعنصرية تنبع من أسس دينية وتاريخية لأسلمة العالم .. وأنه إنتقل من كونه دينا إلى أداة سلطة وتمييز وكراهية للمختلف بحيث أصبح شأنا يخص كل الإنسانية .. من هنا أرفض وجود منقبة في أي مكان لأنني أخاف على ماذا تحمل في حقيبتها .. وفيما إذا كانت إمرأة أم رجل يتخفى تحت النقاب ليقوم بأي عملية قد يكون إبني أو إبن أية إمرأة ضحيتها ...
الإسلام كدين جاء في فترة زمنية غابرة لم تكن المعرفة العلمية موجودة آنذاك في الجزيرة العربية .. وإن وجدت كانت قاصرة على طبقة معينة إستطاعت السفر والتنقل .. وإعتمدت في سردها على القول والتأويل .. وحين أتتنا الفرصة للمعرفة بداية حين فتح عمرو بن العاص مصر .. وأرسل رسالة للخليفة عمر بن الخطاب يسأله ماذا يفعل بمكتبة الإسكندرية .. الإجابة القاطعة جاءت بأن لدينا المصدر الأساسي للعلم والمعرفة وكل ما نحتاجه كبشر في القرآن .. وعليه ليس هناك ما نستفيد منه من هذه الكتب ؟؟؟؟؟ وقام عمرو بن العاص بحرق أهم مصادر المعرفة آنذاك في مكتبة الإسكندرية ؟؟؟
نحن نعيش في عالم المعرفة الجديد والحريات الفكرية تخلق القدره على الإبداع .. ومع ذلك قامت المؤسسة الدينية الكبرى في الأزهر بتخريج الطبيب المسلم .. والمهندس المسلم .. والتاجر المسلم وعادت كل ما يتصل بالحداثة على أنها خطة غربية لتقويض مجتمعات الفضيلة التي نعيش فيها .. بحيث سيّجت عقول الجميع بدواء بول البعير .. وأن الفائدة مماثلة للربا وإنتشرب البنوك الإسلامية .. وسرقة مدخرات الأفراد كما حصل في شركة الريان .. وتحايل هذه البنوك في الفائدة ؟؟ وبالرغم من كل ذلك لم يجرؤ أحد على المسائلة ؟؟ أو طرح أسئلة معرفية جديدة خوفا من الإتهام بالخروج عن الإسلام ؟؟؟؟ فهل هذا في صالحنا في هذا العالم الذي وصل إلى المريخ وغيره من الكواكب ؟؟؟
إذا كان القرآن يصلح لكل زمان ومكان .. فلماذا كل هذا التخلف .. والأمية ..
مجالس الشريعة المنتشرة في الغرب .. والأحكام الإسلامية تحت مسمى أحكام الشريعة المعمول بها في كل الدول الإسلامية لا تصلح للقرن العشرين .. وإنتفت فيها العدالة والمساواة للمرأة وللأقليات.. مليئة بالتمييز بين الرجل والمرأة سواء في العقوبات الجنائية أم في كل ما يتصل بالمرأة .. وهي في نظري أحد أهم مصادر تخلف المنطقة العربية لأنها لم تعمل على الترويج لثقافة سلام لا عائلي .. ولا مجتمعي .. بل قمعت المرأة و قمعت المجتمعات عن قبول حق المختلف في الدين والمذهب في المساواة كمواطن ... تحت تأويل فقة الولاء والبراء وتكفير الآخر ؟؟؟؟ بحيث إبتعدنا كثيرا عن ثقافة المحبة والسلام المجتمعي وجذرت لمجتمعات عنفية من مجرد نقد أو إختلاف رأي ؟؟
نعم أنا من رأي معظم مفكري العالم العربي الذين يؤكدون أن الطريق الوحيد للخروج من المأزق هو فصل الدين عن الدولة وإبعاد الدين عن المشترك العام .. حصر الدين في الجوامع وليس في المؤسسات الدينية التي روّجت للفتاوي بحيث قيدت وسيجت عقول البسطاء ولم تصل لعقول المتنفذي والمتعلمين وأدت إلى إنقسام مجتمعي كبير ما بين أقلية لا تلتزم لا بالفتاوي ولا بالقوانين الشرعية .. وطبقه بسيطة من الأغلبية التي ]ُسيّرها رجال الدين ؟؟؟؟؟ حين فتحوا أكشاك للفتاوي في محطات الأندرجراوند ومحطات القطارات في كل مدينة وقرية ...
نعم أنا من رأي عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بالأخذ بالحريات والإعتراف بحق الفرد في الإستقلال والإبداع وترك القرار للفرد ليُقرر ما يُناسبه من هذه الحريات بما يملكه من عقل ونفس ووجدان وقدرة على التمييز لما هو في صالحة .. وكما طرح المفكر السوداني الدكتور الشيخ محمد محمود طه ..الذي قال بأن علينا المسؤولية كمشايخ وإتخاذ قرار في كل الدول الإسلامية بتعطيل أحكام الآيات المدنية والأخذ بالآيات المكية .. لما فيها من تعاطف مع الآخر .. والذي أعدمه النميري في 1985.. نعم وأويد ما طرحه المفكران الدكتور فرج فودة .. والدكتور نصر حامد أبو زيد ..
لقد روجنا لإسلام خلا من القيم الإنسانية من خلال أكثر من 90 قناة تلفزيونية تروج للكمال المطلق للدين في ذات الوقت الذي تروج فيه للشعوذه وللفتاوي .. وأصبح مشايخنا نجوم تمثيل حماية للقمة عيش غير عابئين بما تحمله أ فكارهم من سرطان يقضي على العقول .. خاصة عقول البسطاء منهم وهم أغلبية مجتمعاتنا ؟؟؟ ؟؟؟
نعم أريد إسلاما إنسانيا .. يعترف بالآخر .. ويعترف بحقوقي المتساوية كإمرأة .. ويكرمني بالعدل والإنصاف والمساواة في قوانين تربطنا بالعالمية وبالإنسانية .. نعم أؤمن بأن إنسانيتنا المشتركة هي الحل والطريق الوحيد لأنسنة مجتمعاتنا في كل مكان ..
وصحوت يوم السبت في اليوم التالي للحوار على قرار الحكومة السويسرية بمنع النقاب ؟؟؟ وأنا واثقة بأن حكومات أوروبية أخرى ستتبعها ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام الانساني و الثلج الحار
إلسا . س ( 2021 / 3 / 8 - 10:10 )
عبارة واحدة نسفت كل المقال ، و أظهرت مدى عمق التشوهات الفكرية التي يتركها التكييف الايديولوجي التسلطي الجائر في العقل المؤسلم ، حتى بعد تسلل بصيص من أشعة شمس الحضارة الإنسانية إلى خلاياه المغسولة إسلاميا .
فالقول بإسلام إنساني ، هو كالقول بثلج شديد الحرارة . هو قول متناقض في ذاته ، ينفي نفسه في المنطق فينتفي في المفهوم ، بمثل انتفائه في الواقع .
و ببساطة و بعيدا عن التنظير ، هل يمكن إلغاء أحكام الشريعة المنصوص عليها في النص المقدس الأساس للإسلام ؟ هل يمكن حذف نصوص ملك اليمين من الجواري و الإماء ، و سبي نساء (الكفار) ، و قوامة الرجال على النساء ، و نقص شهادة المرأة ، و منع زواج المسلمة من غير المسلم ، و ضرب المرأة لتأديبها إلخ ما يلغي (إنسانية المرأة) من نصوص إسلامية ؟ .. هذا فضلا عن نصوص التحريض على القتل (الجهاد) و الكراهية .
طبعا .. لا يمكن . فلو اصبح الاسلام إنسانيا لما بقي إسلاما


2 - الرد
احمد علي الجندي ( 2021 / 8 / 13 - 12:56 )
-
و ببساطة و بعيدا عن التنظير ، هل يمكن إلغاء أحكام الشريعة المنصوص عليها في النص المقدس الأساس للإسلام ؟ هل يمكن حذف نصوص ملك اليمين من الجواري و الإماء ، و سبي نساء (الكفار) ، و ...
الى اخره.

-
اولا
اذا كنت تقصد نصوص في الاحاديث فكلها تسقط
ثانيا
اما نصوص القران فمعظم ما ذكرته غير موجود
قوامة الرجل على المرأة فسرها ابن حزم الاندلسي قبل 800 سنة بانه ليس لها اي علاقة بالحقوق الطبيعية للرجل على المرأة واكد بانه لا يجوز ربطها بهذا الشكل
وانما المقصود فيها تفوق الرجل في بعض الامور فقط
وهي المسؤولية
ايضا فسرها الكثير من القرانيين وغيرهم بما هو واضح وصريح ان قوامة الرجل على المرأة اي انه مسؤول عنها فقط
وخصصوها بالزوج لزوجته او الاخ لاخته فهو القائدة فقط

اما ملك اليمين والجواري والاماء فتم الرد عليها بما يكفي
اما سبي نساء الكافرين فاريد مصدر
نقص شهادة المرأة لم ترد في القران
الا في مسألة الدين بشرط ان تنس مرأة فتذكرها امرأة اخرى
ما اريد الوصول اليه انه تم انسنة الاسلام من قبل القرانيين في القوت الحالي والمعتزلة قديما

اخر الافلام

.. لأول مرة في المغرب.. تعويض امرأة أصيبت بشلل جراء تطعيمها بلق


.. لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023! • فرانس 24




.. ناشطات تخشين أن يصبح مشهد مقتل النساء أمراً اعتيادياً


.. رئيسة جمعية المرأة والمواطنة بالكاف كريمة البرين




.. لوحة تمثيل الثروة