الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكيان الصهيوني والنووي الايراني

زاهر بولس

2021 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أحيانًا نقول "نجحت العمليّة لكن المريض مات"، وفيما يتعلّق بالنووي الايراني بإمكاننا أن نقول أن "العمليّة نجحت لكن الطبيب مات".

في العام 2015 تمّ توقيع اتفاقيّة بين ايران وإدارة اوباما حول الشأن النووي في ايران، والذي انسحبت منه إدارة ترامب استجابة للضغوطات "الإسرائيليّة" ونتيجة فشل إدارته بتقييم قدرات ايران على مواجهة متعدّدة المستويات.

في معظم الأحيان لا تصلنا النقاشات والمعلومات من أروقة اتخاذ القرار، إلا أنه لدينا آلية التنقيب عن شذرات المعلومات من هذا الحقل أو ذاك، لنشكّل منها مواقفنا بناءً على تصوّراتنا المسبقة، فإما أن تتلائم أو تتنافر، فنعيد فحص تصوّراتنا المسبقة في حال تنافرت، وهنا، في هذه القضيّة تناغمت.

بتاريخ 5.3.2021 قامت صحيفة "يديعوت أحرونوت- ידיעות אחרונות״ وفي ملحقها "الأيام السبعة- 7 ימים״ بنشر مقابلة أجراها الصحافي ناداڤ أيال "נדב איל״ مع نائب رئيس المؤسسة المخابراتيّة "الإسرائيليّة"- "الموساد/ מוסד" والذي لا يُسمح بنشر اسمه حتّى الآن، والذي أشغل منصب رئيس جناح قيساريا/ קיסריה، الجناح التنفيذي العسكري للموساد في ذات الوقت، والذي أشغل قبلها لسنوات منصب نائب رئيس "تسومت- צומת״، وهو الجناح الموسادي الموكل باستقطاب وتجنيد الجواسيس لصالح الكيان وجمع المعلومات الاستخباراتيّة منهم. وقد لقبّه الصحافي في المقابلة بإسم "أ-א"

يذكر "أ" ان إيران خطّطت لإنتاج خمسة قنابل نوويّة، أدّى الاتفاق الى وقف هذا المشروع، وأن إيران نفّذت الاتفاق بحذافيره، دون أن تحيد ملّمترًا واحدًا عن بنوده. لكن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، عمل جاهدًا بتفعيل الموساد من اجل تفكيك الاتفاقيّة، ونجح بالتأثير على الرئيس الأمريكي للإنسحاب من هذه الاتفاقيّة، فيضيف "أ":"وضعنا اليوم أسوأ ممّا كان عليه مقارنة مع وضعنا أيام الاتفاق النووي. لم يتوقّفوا لثانية عن إنتشارهم الإقليمي، يُصنّعون الصواريخ.. وإذا ما نظرت خمس سنوات إلى الخلف تقول: الصفقة التي عملناها كانت خاسرة، كانت خاسرة، عدنا إلى نقطة البداية".

ويضيف "أ": إذا ما نظرت إلى المعطيات والأرقام، على ما كان قبل تفكيك الاتّفاقيّة النوويّة، واين نحن اليوم- مؤكّد سنرى أنّ وضعنا سيَّء. وإذا لم نستخلص النتائج ممّا جرى ونكرّر مقولة أن من المفضّل لإسرائيل عدم وجود اتفاقية على وجود اتفاقيّة سيِّئة، ونصل في تخصيب الأورانيوم من 2.5 إلى عشرة أطنان مجددًا مع أجهزة طرد مركزي بأعلى التقنيات المتطوّرة، إضافة إلى رفع التخصيب الى نسبة %20، عندها اعتقد ان الصفقة (مع ترامب، الكاتب) سيِّئة.".

يبدو أنّ "أ" مستاء من عدم تعيينه رئيسًا لجهاز المخابرت، بعد عمله نحو 34 عامًا، من جهة، ومحاولة التلميح لدوره وفضله في نجاح بعض العمليّات خارج الكيان، خصوصًا خطف الأرشيف النووي من ايران، بحسب إدِّعائه، تحضيرًا لمستقبله السياسي من جهة أخرى. لذلك يجب أخذ ما يرشح من هذه المقابلات على محمل الجدّ. وهنا اعتراف بفشل الحصار الأمريكي والاوروبي على ايران، بل وإعلان عن انتصار الدبلوماسية الإيرانية. وفعلًا نجحت العملية لكن الطبيب مات!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له