الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كذبة شعار تحرر المرأة .

يوسف حمك

2021 / 3 / 8
ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها


الدعوة لتحرير المرأة ، ليست برفع الشعارات لدغدغة المشاعر ، ولا بإلقاء الخطب الرنانة التي ترجرج المنابر لسحر العقول .
بل التزامٌ بالعمل و إخلاصٌ بالمسؤولية التي تحول الشعار إلى واقعٍ ملموسٍ .

إرثٌ من العسف و الجور متجذرٌ في أعماق الفكر الذكوريِّ ، بات حكراً بين أيدي الرجال كسلاحٍ فتاكٍ ، يستخدمه المتحذلقون لإذلال المرأة ، بوضعها في دائرةٍ مسيجةٍ من التقاليد البالية ، و خداعها بشعاراتٍ وهميةٍ لا تسمن و لا تغني من جوعٍ .
رزمةٌ من المعايير و الأعراف البدائية المتأصلة في أذهان الذكور كاتمةٌ على أنفاس المرأة ، و تربيةٌ نمطيةٌ تغص بالجهل و القمع .


و عواصفٌ تكفيريةٌ هوجاءٌ ، تهب من فتاوى الملتحين ، حين السعيِّ لكتابة بندٍ يناصر حقاً من حقوقها ، بحجة أنه يتعارض مع قواعد الشريعة و أصول الفقه .

فأيُّ تحررٍ سيتحقق في ظل فتاوى سوداويةٍ ، تبيح القتل و ضرب الأعناق علناً و بكل فخرٍ و زهوٍّ ؟
و ناهيك عن الأعراف العشائرية و التقاليد القبلية التي تجبرها على العيش في كنف العائلة و الرضوخ لاستفزازات الأهل ، و استخفاف الزوج بها و الحط من قدرها .

دعواتهم لمساندتها خدعةٌ كبرى ، و شعاراتهم كذبةٌ عظمى ، تجرفها بتيارها و هي راضيةٌ قانعةٌ .
لا مصداقية في حديثهم عن تحرر المرأة دون تقبل الجديد ، و بدون بيئةٍ ديموقراطيةٍ يبقى شعار الخلاص هراءً و كلاماً عابراً .
العقل المتحجر و المجتمع المنغلق على نفسه ، لا أمل فيهما بإيجاد الخير ، و لا يصنعان سوى العظمة و الأبهة الذكورية .

التذكير باضطهاد المرأة و مظلوميتها ، و السباق في تعالي الأصوات لمناصرتها خلال يومٍ واحدٍ من أيام السنة و السكوت طوال العام ، لا يعادل ثمن قشرة البصل . مالم يتم تحرير عقل الرجل من القيود البدائية الماضوية ، و عتق ذهنه من ثقافة القمع لبني جنسه و إقصاء الآخر فإسكاته قسراً .
ثم تغيير ثقافة المجتمع و سلوك أفراده نحو التحضر و الارتقاء ، و خلق وعيٍّ منفتحٍ و نضجٍ روحيٍّ ، و فكرٍ مبدعٍ و ذهنٍ خلَّاقٍ .
و ما لم تنقذ المرأة نفسها بنفسها من إيمانها بدونيتها المتأصلة في أغوار دواخلها .

لذا فنداؤكم خائبٌ عاثرٌ ، و شعاركم مكرٌ و خداعٌ .
كفاكم نفاقاً و كذباً و تضليلاً .
من لا يعمل للتحرر بصدقٍ ، لا يحق له المتاجرة بقضيتها ، و شعاره يكون مرفوضاً ، و دعوته تكون مزعومةَ مزيفةً .
فإما العمل الجاد ، أو السكوت .

و ناهيك عن أن الوقوف بثباتٍ لنصرتها و استعادة كرامتها بالإخلاص و الوفاء ، واجبٌ إنسانيٌّ ، لا منةٌ أو إحسانٌ .
و ما إنجازكم حتى اللحظة سوى أنكم جعلتموها عورةً ، كما آلةً للتفريخ و التكاثر ، و وعاءً لتفريغ شهواتكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طهران تزيد قدراتها على تخصيب اليورانيوم وفرنسا وألمانيا وبري


.. معركة رفح.. تقديرات بأن تنتهي العملية العسكرية خلال أسبوعين|




.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف إطلاق النار في غزة


.. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة في يوم




.. أهالي قطاع غزة يحيون عيد الأضحى وسط قصف الاحتلال المستمر منذ