الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوات البابا فرنسيس للسلام والأخوة والمساواة وسومرية العراق

احمد موكرياني

2021 / 3 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا ينكر أحد شجاعة البابا فرنسيس في زيارته للعراق، عراق المليشيات الإيرانية التي ترمي الصواريخ فتقتل المدنيين وكأنها العاب نارية لتخويف الولايات المتحدة الامريكية وتفشي جائحة كرونا، فلم تبدأ حملة التلقيح في العراق في انتظار من يمنحهم اللقاح مجانا او تؤمن الأحزاب الحاكمة عمولاتها من صفقة الشراء اللقاحات.

والغريب ان نسمع بعض الأصوات النشاز تقلل من أهمية زيارة البابا فرنسيس وتأولها على انها خدمة لإسرائيل، وهؤلاء يجهلون او يتجاهلون تاريخ الوادي الرافدين الأرض المباركة التي هبط عليها آدم عليه السلام وهي مهد أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

لا استغرب من تجاهل الأصوات النشاز في تقليلها لزيارة البابا فرنسيس الى العراق لأنهم ليسوا عراقيين بأصولهم بل هم مهاجرون او رافقوا الغزاة جاءوا الى العراق واصبغوا عليه الصفة القومية الأحادية ناكرين للعراق أصله السومري كما دونه التاريخ والكتب السماوية.

بعيد عن السياسة وعن النوايا والاوهام الحكومة الإسرائيلية المحتلة لأرض فلسطين من زيارة البابا فرنسيس الى العراق، فأن العراق ارض مقدسة لليهود وللمسيحيين والمؤمنون بالديانتين اكثر تقديسا لأرض العراق (سومر) من المسلمين، لأن الكعبة أصبحت مقام النبي إبراهيم وحجا للمسلمين كما جاء في القرآن الكريم " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" (البقرة، الآية:(125)).

ماذا كسب العراق من أحادية القومية، العنصرية القومية العربية المهاجرة اليه وتبني الدين كتجارة، فالحكومات التي حكمت العراق باسم الدين كانت حكومات عائلية غير منتخبة لا بالشورى: العباسية والعثمانية المغولية والهاشمية الحجازية والجميلة والتكارتة، احادية الدين وثنائية المذهب، غير الحروب الاهلية والقتل على الاسم والهوية، فابلغنا الله عز وجل في القران الكريم بالإيمان بما انزل على الأنبياء قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم " الم، ذلك الْكِتَابُ لَا رَيْب فِيهِ هدى لِّلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أولئك على هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وأولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (البقرة، الآيات (1 الى 5)).

لبيان أهمية العراق للمسيحين، أذكر هنا المشروع الإيطالي لربما لم ينتبه اليه الكثيرون، ففي شهر حزيران/ يونيو 2003 بدأ المشروع الإيطالي ”The New Eden Project” أي مشروع دراسة جنة عدن الجديدة بكلفة 20 مليون يورو لإحياء الأهوار ممولة من الحكومة الإيطالية ولربما بمساهمة من الفاتيكان وقد اشترك في الدراسة 45 عالم إيطالي، وقد اطلعت على الملخص الدراسة في وقتها وهي موجودة في ارشيفي الإلكتروني، فتكونت لدي بعض الشكوك عن الهدف الحقيقي وراء الدراسة للأسباب التالية:
1. ان كلفة الدراسة 20 مليون يورو تعتبر كلفة فلكية وغير واقعية لمثل هذه الانواع من الدراسات قياسا بالاهداف الدراسة والنتائج التي ابلغونا عنها، وهذا الاعتبار ليس اعتباطا بل لمشاركتي في دراسات عديدة، فأكبر دراسة شاركت فيها كمستشار براتب شهري 10 آلاف دولار لمشروع تجاري انتاجي بقيمة 5 مليارات دولار، أي بهدف معلوم لإقامة صناعة تصميما وبناء وتشغيلا وتسويقا، فلم تتجاوز ميزانية الدراسة 7 مليون دولار واستغرقت الدراسة اكثر من سنة واحدة وباشتراك شركات هندسية عملاقة ومكاتب حسابية عالمية معروفة للتقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع والتفاوض مع شركات يابانية وكورية لتسويق المنتج.
2. لم تنفذ نتائج الدراسة في احياء الأهوار.
3. فتكونت لدي رؤيا وخاصة بعد زيارتي الى محافظة العمارة في عام 2010، فلم أشاهد اي مشروع نفذ في الأهوار كنتيجة او توصية من تلك الدراسة، بأن الغرض من الدراسة لم تكن للإحياء الأهوار بل البحث عن الأثار وما هو تحت المياه الأهوار ليثبتوا ما جاءت في المعتقدات المسيحية واليهودية وخاصة اثبات بأن الأهوار هو مهبط آدم أبو البشرية، لأن اور كمسقط رأس لأبو الانبياء النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام مؤكد ومعترف بها من قبل الأديان الإبراهيمية الثلاثة: اليهودية والمسيحية والمسلمين.

لو كان لدينا نظام سياسي حر ومستقل عن التبعية الإيرانية وحكومة رشيدة قوية غير خاضعة للأحزاب الفاسدة والعميلة للدول الجوار ولا تخاف من المليشيات الإيرانية المسلحة، فان زيارة البابا فرنسيس تعتبر اكبر حدث ودعم للعراق ودعاية عالمية مجانية لجعل أور حجا للمسيحيين واليهود في انحاء العالم لتدر على العراق المليارات الدولارات من السياحة الدينية وتطوير المحافظة الناصرية ومطارها الى اكبر واهم المدن العراقية، قد تتفوق حتى على العواصم الدول العربية ومطاراتها، ولكن مشكلتنا بأن اللذين يتولون السلطة في العراق مضروبين كالبضاعة المضروبة بتاريخهم الأسود بسبب فسادهم وعمالتهم للدول الجوار والقوى الخارجية وخوفهم من مواجهة المليشيات الإيرانية المسلحة والقضاء عليها.

اقترح على الفريق الركن عبد الغني الأسدي محافظ ذي قار (الناصرية) ان يستفيد من هذه الفرصة باتخاذ الخطوات التالية:
1. اعلان حالة الطوارئ في المحافظة ونزع السلاح المليشيات والعشائر، تأمين المحافظة وادارتها كإقليم لا يسمح الدخول الى المحافظة الا بموافقة وبكفيل داخل المحافظة.
2. اعفاء الضباط الدمج والتابعين الى مليشيات بدر والأحزاب الإيرانية من القوات الأمنية والعسكرية في المحافظة.
3. حل مجلس المحافظة والمجالس البلديات وتعيين شباب مؤهل من المتظاهرين من تلك المناطق لإدارة البلديات.
4. اغلاق مكاتب الأحزاب والتيارات الدينية جميعها.
5. تشكيل مجلس اعمار الناصرية من المختصين الأكفاء ذو خبرة لا تربطهم علاقة بالأحزاب والتيارات السياسية والدينية وبأي مشروع أقر بعد 2003، ودعم المجلس الأعمار بخبراء من الاتحاد الأوربي، واني على يقين بأن الاتحاد الأوربي سيشجع ويدعم ويمول المجلس الاعمار وسيقدم منح كبيرة لبناء البنى التحتية لتطوير منطقة أور غير الدعم المؤكد من اليونيسيف.
6. دعوة الشركات الأجنبية (لا شركات عراقية ولا إيرانية ولا تركية) للمساهمة في الاستثمار في تطوير المطار الناصرية كشركة خاصة ومدينة اور وبناء فنادق لاستقبال الحجاج اليهود والمسيحيين والهواة السياحية للآثار التاريخية.
7. ان هذه البادرة ستحل كل المشاكل المستعصية في المحافظة وتحقق مطالب ثوار تشرين في الناصرية فتصبح نموذجا للاقتداء به في المحافظات الأخرى.
أنى متأكد بأن الرئيس الجمهورية والرئيس الوزراء سيدعمان محافظ ذي قار لعجزهما تنفيذ هذا المقترح على العراق ككل.

كلمة أخيرة:
• أقول للذين يتولون الحكم والسلطة في العراق أمامكم الآن الفرصة لتتحروا من ماضيكم "المضروب" بأنهاء العمالة للنظام الإيراني وللطاغية أردوغان وان تعيدوا الأموال والعقارات الحكومية التي حصلتم عليها دون وجه حق الى الشعب العراقي، وعندها سنسامحكم وندعمكم للتخلص من المليشيات الإيرانية والمليشيات الأحزاب المتسلطة على الحكم لنعيد بناء العراق "العراق السومري" لا عربيا ولا كرديا ولا شيعيا ولا سنيا بل سومريا وتطبيق المساواة على كل العراقيين الأصلاء والمهاجرين ولنبني معا عراقنا، عراق سومر، ليكون مركز تنوير للعالم وحجا لكل الشعوب وللكل الأديان والمعتقدات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل