الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الشاعر ابراهيم نصرالله

عبدالقادر حميدة

2006 / 7 / 28
مقابلات و حوارات


تعرضت مؤخرا الأعمال الكاملة للشاعر والروائي ابراهيم نصرالله للمصادرة ، من قبل دائرة المطبوعات في الأردن ، مما أثار حفيظة رابطة الكتاب الأردنيين و الكثير من المبدعين والمثقفين العرب ، مبدين استغرابهم تجاه دواوين شعرية صدرت منذ أكثر من 22 عاما ، ولمعرفة وقع المفاجأة على الشاعر ، و تطورات هذه القضية ، طرحنا عليه جملة من الأسئلة، التي لم يبخل بالإجابة عليها ، توضيحا لحقيقة الأمر ، و حلما لروائي و شاعر كبير ..

1/ كيف جاءك النبأ ، و ماذا كنت تكتب حينها ؟
- في البداية علمت الخبر من ناشر كتبي (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) وكنت أعتقد أن المنع تم بقرار إداري كما يحدث عادة، يصدر عن دائرة المطبوعات والنشر في الأردن، إلا إن تصريحات مدير هذه الدائرة نقل الأمر إلى مستوى آخر تماما، حين أعلن عبر الصحافة أن الأعمال الكاملة أحيلت إلى المدّعي العام، بتهم هي: المساس بالدولة، المساس بالجيش، زعزعة الاستقرار وإثارة الفتن. وهي تهم تخضع لقانون العقوبات وليس لقانون المطبوعات، ومن هنا اتسعت القضية لأنها المرة الأولى التي تلجأ فيها الحكومة لمثل هذا الإجراء، وزاد من خطورة الأمر أن الديوان (نعمان يسترد لون) صدر منذ اثنين وعشرين عاما وأعيدت طباعته في التسعينات، وكنا نعد العدة لطباعته مرة أخرى ضمن الأعمال الشعرية، كما أن الأعمال التي تضمه مجازة خطيا مرتين على أقل.
2/ وصفت رابطة الكتاب الأردنيين هذا العمل بالاستفزازي ، فهل تراه أنت كذلك ، أم أن هناك مرامي أخرى لا يدركها القارئ البسيط ، هل من توضيح ؟
ـ القرار خطير وليس استفزازيا فقط، فأن ترسل الناس إلى المحاكم بتهم كبيرة كهذه مسألة ليست سهلة، إنها عقاب بأثر رجعي، وهذا يعني أنها سابقة يمكن بعدها محاكمة كل النصوص التي كتبها الكتاب في الماضي.
3/ أحفظ لك مقطعا جميلا في إحدى قصائدك تقول فيه : لا تقول الحقيقة أكثر من نصفها ، فما نصف الحقيقة في هذه القضية ؟
- نصف الحقيقة غائب وغير مفهوم، لا بالنسبة لي ولا لسواي من الكتاب، نصفها لدى دائرة المطبوعات، ففي الوقت الذي صدر فيه كتابي الجديد (السيرة الطائرة/ أقل من عدو وأكثر من صديق) وكنت أتوقع منعه، لم يتم ذلك، رغم أن إجازته لم تكن سهله، وبقي أكثر من شهر ونصف الشهر لدى الرقابة، وحين أجازوه جاؤوا في اليوم التالي لمكاتب دار النشر وحدث ما حدث.
4/ بعد رواياتك الجميلة / عو .. و طفل الممحاة الملحمة الفلسطينية الرائعة .. هل من جديد .. و على ماذا يشتغل ابراهيم نصرالله الآن؟
- لقد صدر كتابي الأخير الذي أشرت إليه، وهو كتاب مختلف تماما بالنسبة لتجربتي الأدبية، وفيه سعي لإيجاد شكل مختلف لكتابة السيرة، وبعيدا عن هذا الكتاب أكمل الآن الرواية السادسة من مشروع (الملهاة الفلسطينية) وهو يتناول الفترة من الربع الأخير من القرن التاسع عشر حتى عام النكبة، وهي رواية مستقلة بنفسها تماما كبقية روايات الملهاة، وأظن أنها تحتاج لعام آخر من العمل.

5 / ماذا تقول للمثقفين الذين تضامنوا معك ، و هل ترى أن مجرد التوقيع على لائحة مساندة يعد تضامنا كافيا ، وخاصة في الفترة الصعبة التي يمر بها العالم العربي عموما و المثقف العربي خصوصا ؟
- كل تضامن، أيا كان شكله كان مهما، وقد ترك هذا أثرا كبيرا، بحيث بدأت دائرة المطبوعات بالتحدث عن نيتها في التراجع، لكن حتى الآن يبدو الأمر مراوغا لأن القضية لم تسحب من المحكمة، وإذا استمرت هناك، فأظن أن حملة الاحتجاج يجب أن تتجدد، وقد حاولت في الفترة الماضية تجميدها.
وبهذه المناسبة أوجه التحية لكل الأصدقاء في العالم العربي والعالم الذين تحركوا بسرعة، وكان لموقفهم هذا أثره المعنوي والمادي في مسار هذه القضية.

6/ ماذا تقول للمثقف الجزائري الذي ظل يقرؤك ويحترمك، وخاصة والجزائر تستعد لاحتضان تظاهرة / الجزائر عاصمة الثقافة العربية العام 2007 ، وما هي اقتراحاتك بهذا الشأن ؟
- الجزائر كانت وستظل على الدوام جزءا أصيلا من تاريخنا الروحي والإبداعي أيضا، إنها علامة كبرى في مسيرتنا نحو التحرر كما أن كتابها وفنانيها شكلوا رافدا من أهم روافد الثقافة العربية، وتركوا أثرا كبيرا في القارئ العربي وهم يحتلون مكانة بارزة اليوم في الخارطة الثقافية العربية..
أما عن هذه التظاهرة الكبرى فكل ما أتمناه هو النجاح النوعي لها، وأنا على ثقة بأنها ستولد حراكا نوعيا عبر اللقاءات الكثيرة التي ستتم بين المثقفين الجزائرين وأخوانهم المثقفين العرب.

7 / كلمة أخيرة ؟
- أحب عبر هذا الحوار أن أوجه التحية لأصدقائي الكتاب والفنانين الجزائريين وإلى القراء الجزائرين الذي أسعد كثيرا برسائلهم التي تجعلني دائما أحس بأن الكلمة هي الأقدر والأسرع في مجال قطع المسافات وتجاوز كل الحدود، رسائلهم التي تجعلني دائما على يقين بأننا نملك قلبا واحدا، روحا واحدة، ومستقبلا واحدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية