الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستمر حزب الله.. ؟

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 7 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


حزب الله ظاهرة نوعية لم تعهدها أمتنا من قبل، تمتاز على توفير الشروط الطبيعية للمقاومة التي لم نعهدها بالشكل الذي صار معروفاً للجميع.
حتى تتوفر الشروط الطبيعية للمقاومة لابد من توفر العناصر التالية:
1- الإرادة
2- المعرفة
3- التنظيم
4- الإمكانيات
5- الاستراتيجية
الإرادة:
حسب ما هو واضح أن حزب الله بكوادره القيادية والعاملة يتوفر لديهم عنصر الإرادة القائمة على الفكر الجهادي الإستشهادي المستمد من روح الإسلام العقلاني الإنساني، الذي لا يُفرّق بين دين وآخر، وبين طائفة وأخرى، لكنه يعتمد الفداء ضد العدوان المُحدّد دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة، وعن المظلومين في بقاع الأرض، لذلك استطاع عبر طرح رؤيته الدينية والسياسية استقطاب العديد من أبناء الأمة، ليس على أساس طائفي، بل على أساس إنساني بحت، وحسب ما علمت أنه يسمح لأي كان من المشاركة بواجبه دون خلفيات إلا التحقق من الشخص، وهذا حق لأنه شيء من الحيطة من إمكانيات الخرق الخارجي له، وحق أيضاً لأي مقاومة تحمل في ضميرها همّ الأمة المُحبطة المُتخبطة عبر تيجانها المُزيفين،وهو اعتماد الدقّة في قبول أي شخص للانتساب لها.
المعرفة:
تمتاز كوادر حزب الله على المعرفة الدقيقة بمكونها الديني والسياسي، ومعرفة المحيط القريب الذي تعيش فيه، والمحيط البعيد التي هي جزء منه،وأكثر من ذلك أنها تعرف عدوّها المُحدّد وهو إسرائيل بتفاصيله الدقيقة بالمعاني التاريخية والبنيوية المعتقدية والسياسية والاقتصادية والنفسية،وتعرف مهامها وكيفية التعامل مع تنفيذ هذه المهام.
التنظيم:
أهم جانب في المسألة التنظيمية هو العمل المؤسساتي، الذي يمتاز عليه هذا الحزب،فكوادره تعرف مهامها وتقوم بتنفيذها بدقة نوعية بكل مستوياتها، بدءا من الطعام والشراب واللباس والطبابة ونهاية بالمسائل العسكرية، يُضاف له المؤسسات المُنتجة بالمعنى الاقتصادي، التي تقوم بتغطية النفقات هذه، وأهم من هذا كله تحقيق السرية النوعية حتى لا يعرف العدو شيئاً عنها، وخاصة بما يتعلق بالشؤون العسكرية والأمنية، وأكثر من ذلك أن الحزب شكّل كادراً أمنيا مهمته خرق مؤسسات العدو العسكرية والأمنية، ومن نتائج عمل هذا الكادر استقدام العقيد الإسرائيلي الذي تم أسره وزف هذه البشرى أمينه العام حسن نصر الله خلال خطاب كان يُلقيه منذ سنوات، ومثال آخر على خرق حزب الله معرفته بالجنرال الإسرائيلي الذي كان يزور شمال فلسطين المُحتلة وتم قتله والإعلان عن اسمه مباشرة، ومثال ثالث استقدام مجموعة من الكوماندوس الإسرائيلي لنقطة تم القضاء عليهم وعددهم/12/حسب ما أذكر.
الإمكانيات:
حسب ما أصبح واضح أن لدى حزب الله إمكانيات عسكرية خاصة بدأت بمساعدات من جهات تؤمن بقضية فلسطين ، وتمتاز علاقة كادر الحزب بهذه الإمكانيات ليس على أساس الاستهلاك بل والإنتاج أيضا، أي يمكن أن يكون لدى الحزب إمكانية إنتاج المعدات العسكرية منطلقا من استراتيجية محسوبة بدقة ومرسومة لزمن طويل، واحتمالات عديدة على ضوء الصراع الذي يتوفر على دعم غير محدود من قبل الغرب للعدو الصهيوني، ولابد للاستمرار بهذه المقاومة من توفر إنتاج المعدات العسكرية وحاجات المقاتلين خلال المعارك وهذا يجعل الصمود أكبر.
الاستراتيجية:
من الواضح أن قيادة حزب الله تتوفر على استراتيجية بناء وعمل نوعية أيضا،وحسب ما علمت من المُقرّبين من هذا الحزب أن أمينه العام الشهيد عباس الموسوي كان يتمتع بعقل استراتيجي قل في هذا الزمن، وأن أمينه العام الحالي من مدرسة الشهيد،وبالنسبة لنا نحن ربما لا نعرف غير السيد حسن نصر الله بإمكانياته التي صار يعرفها الجميع، وهذا يؤكد أن أمينه العام الشهيد كان يعرف من يختار لقيادة الحزب من بعده، حيث الصدق والتواضع والبساطة التي جذبت واستقطبت العديد من الشباب في الساحتين العربية والإسلامية، وعلى الأغلب اليسار العالمي المُعادي لأمريكا والإمبريالية.
تمتاز استراتيجية حزب الله اللبنانية المتعلقة بالبناء على التفاعل الحقيقي والعميق والصادق بالوسط الشعبي من كل الطيف الذي يُشكّل الساحة اللبنانية، فلافرق بين لبناني ولبناني إلا بقدر انتمائه لوطنه،أما استراتيجيته المُتعلقة بالعمل فتقوم على تحديد الأهداف الإنسانية والمدنية والعسكرية،فهو يقدم المساعدات لجميع اللبنانيين بغض النظر عن الخلفية، بل المهم عنده الأمانة الوطنية والصدق، لذلك نجد أن الطيف الوطني الذي ليس له استمالات نحو أعداء الوطن كله تقريبا على علاقة شريفة بحزب الله، وذلك من منطلق القناعة بتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال.
أما استراتيجيته العربية فتقوم على توحيد العرب على أهداف تُمثّل مصلحتهم العليا، لذلك استطاع حزب الله من بناء جسور حقيقية في الساحة العربية، عبر المنظمات الوطنية الرافضة للاحتلال الإسرائيلي دون التدخل بشؤون هذه البلدان لأي سبب كان، بل أنه حدّد أهدافه بتحرير الأراضي العربية المحتلة من الغاصبين، ومساعدة المنظمات العربية التي تناضل من أجل هذا التحرير، والتنسيق معها على أساس الأهداف المشتركة.
بالنسبة لاستراتيجيته الإسلامية لم تقم على أساس مذهبي، بل إسلامي سَمْحْ متفاعل مع وسطه المُنوّع على أساس البعد الإسلامي الإنساني، لذلك ربما يكون قد استقطب من الأديان والمذاهب الأخرى الكثير بحكم مواصفاته التي قل أن يماثلها نظير.
وأخيرا بالنسبة لاستراتيجيته العالمية، فهو ينال كل الاحترام من الدول والمنظمات العالمية التي تتبنى الدفاع عن الشعوب المقهورة في العالم كله.
بعد كل ما ذُكر يبقى عنصر هام جدا مُتوفر للعضو بما يتعلق بالبناء النفسي، إذ يعتمد حزب الله على المتطوّع السيد وليس المُتطوّع العبد أو المَستَغلّْْْ وهذا أهم العوامل في صراع واضح يكون فيه المُقاتل نقي النفس والذهن،خال من لغة الثأر بكل مستوياته.
بهذه المواصفات النوعية البنيوية والتكتيكية والاستراتيجية، يتوفر لهذا الحزب إمكانيات الاستمرار رغم كل الحصار العربي المُفوّت والعصري، والحصار الغربي الموالي لإسرائيل، حيث ينال في الوجدان كل الاحترام حتى من العدو الإسرائيلي، الذي أكده استطلاع الرأي الذي أجرته محطة الجزيرة مع المستوطنين، الذين قالوا علناً:نُصدق حزب الله ولا نُصدٌق قادتنا .
الصراع العسكري النوعي الذي يخوضه حزب الله مع الجيش الإسرائيلي، والذي يُحقق فيه تقدُّماً لم نعهده من قبل، ذلك كله يؤكد أن هذا الحزب خلال السنوات الست الأخيرة لم يكن جالساً يبحث عن دور سياسي هنا أو هناك، بل لم ينسى أهدافه التي تُدركها كوادره بوعي معهود، لذلك فوجئنا جميعاً بمقاومة لم يتمكن منها جيش نظامي في مثل هذه الحروب،وخاصة في مساحة جغرافية بطول 2.5كم وعمق3.5كم كلفت إسرائيل حتى اليوم الثالث عشر حسب الإذاعة الإسرائيلية: 13دبابة+مروحيتين+65 عسكري بين قتيل وجريح، وهذا بالمعنى العسكري كارثة حسب التحاليل العسكرية الميدانية لخبراء عسكريين عالميين.
يبقى بالنسبة لمن ينتقدون المقاومة خاصة في هذه الظروف، ومع هذه النتائج من عودة الكرامة والمشاعر الوطنية المُتّقدة لأبناء أمة فقدتها عبر خمسين عاماً بصراع غير متكافئ، حدّد عناصره الغرب المُتآمر على هذه الأمة بفرضه أسلحة غير مُكافئة لسلاح العدو.
يبقى أن يُدركوا أن هذه المُنظّمة اللبنانية العربية المسلمة العالمية الإنسانية لا يمكن لشريف في هذا العالم إلا وأن يُثمن دورها، ويُعطيها حقها الذي تستحقه بكفاءتها وقدرتها الذاتية والموضوعية وانتماءها لمجتمعها،وأن قرارها نابع من إدراكها لحقوقها وحقوق الأمة التي بدأت بحقوق أهلنا في فلسطين،ولطبيعة الصراع وطبيعة التآمر عليها من أصغر الدوائر إلى أكبرها،ولم يكن قرارها نتيجة إملاءات من خرج دائرتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال