الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليعم السلام والمحبة أرض العراق !

صبحي مبارك مال الله

2021 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كشفت الزيارة التأريخية لقداسة البابا فرنسيس -بابا الفاتيكان -للعراق الكثير من المعاني والثوابت الوطنية للشعب العراقي والذي لايستطيع التخلي عنها مهما جار عليه الزمن من حروب وأوبئة وفقر وإختلاق الصراع الطائفي المحاصصي السياسي .فالعراق مهد الحضارات والتقدم والتطور العلمي وفي المقدمة الكتابة واللغة والحرف ، هذه الزيارة الميمونة التي إستغرقت ثلاثة أيام بين الخامس والثامن من آذار كانت أشبة بهبت إنسام منعشة على وجوه العراقيين وشعور لايوصف بالأمان والتأكيد على المحبة والألفة بين مكونات وأطياف الشعب.فالدور الذي يقوم به الحكماء والمدافعين عن البشرية هو دور يجلب القوة والعزم على تجاوز المحن فالعراقيين بمختلف مكوناته كانوا بحاجة لهذه اللمسة الإنسانية الحنون . وكان خطابه ليس موجهاً للمسيحيين فقط بل موجه إلى كل أبناء الشعب العراقي وإلى السياسيين يدعوهم للسلام والتسامح . ففي الوقت الذي يعيش فيه العراقيون أزمة طاحنة سياسية ومجتمعية وتدهور واضح في كل نواحي الحياة ونهب الأموال العامة في وضح النهار، توجهت أنظار العالم أليه بمناسبة هذه الزيارة متمنين لهذا الشعب الطيب أن يتعافى ويعود السلام والإستقرار له وأن تنبذ الطبقة السياسية وحكومتها الخفية أو العميقة كل أشكال الصراع الطائفي والتمييز الديني وإحترام إقلياته وأبناء الديانات التي تشكل فسيفساء العراق وأن يتمتعوا بكافة حقوقهم وحرياتهم الدينية وأداء طقوسهم دون خوف أو وجل . كما آن الآوان لتقف القيادادات السياسية والدينية على إختلاف مذاهبهم ضد التطرف والتعصب الديني وضد القتل والإساءة إلى القيمة الإنسانية التي يحملها العراقيين . أن وحدة الشعب والإنتماء الوطني والتمسك بالهوية الوطنية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والإثنية هي المهمة الأولى والغاية التي نسعى أليها. فالرسالة التي وجهها قداسة البابا هي رسالة إلى كل العراقيين عندما جعل الزيارة متنوعة من شماله إلى الوسط إلى الجنوب مؤكداً على التسامح والأخوَّة . كما كانت زيارته إلى المرجع الأعلى أية الله السيستاني واللقاء به وبحث أمور واقع الشعب والمسيحيين والأقليات لها مردود إيجابي وقد إشترط السيستاني عدم حضور السياسيين في اللقاء وفي المقدمة رئيس الوزراء الكاظمي هذا اللقاء دليل على موقفه منهم من خلال ماجرى بعدم تلبية مطالب المتظاهرين وعن إستخدام العنف المفرط ضدهم وقد أكد السيستاني وبابا الفاتيكان بضرورة عدم تدخل رجال الدين في السياسة. لقد لفتت هذه الزيارة أنظار دول العالم إلى الملف العراقي الذي أصبح في الواجهة لغرض المساهمة من جديد إلى إعادة العراق على طريق البناء والتقدم وأن يكون العراق للعراقيين وأن لايحسب على أي محور من المحاور السياسية العالمية والإقليمية، أي أن لايكون مع المحور الإيراني ولا مع المحور الأمريكي وإنما مع محور الشعوب المُحبة للسلام والتعاون والتضامن. وقد إتفقا الطرفان على بناء محور وطني محايد وهذا ماتناقلته وسائل التواصل .
هذه الرسالة بالرغم من أهميتها لإنها تهم كل العراقيين سواء من الناحية التأريخية أو من الناحية الدينية أو من ناحية التعصب والهوس الديني والموقف من الإرهاب إلا إنها سلطت الضوء على ما حصل للشعب العراقي من عصابات داعش من سلب ونهب وقتل والإستيلاء على عقارات المواطنين وتدمير الكنائس والجوامع حيث ترك ذلك آثار وندب مؤلمة في جسد الشعب بتأثير القتل والنهب وإغتصاب النساء الأزيديات وبقية الأقليات .
لقد كانت هذه الزيارة غير مريحة لبعض أزلام الطبقة السياسية والكتل السياسية وتوجيه الشكوك والتهكم لها على أنها ملغومة. أو تمثل مصالح غربية وأن البابا إلتقى بالمرجع السيستاني ولم يلتق مرجع سني ...ألخ. لقد كانت الإجابة بأن البابا سبق له وإلتقى بقطب السنة الشيخ أحمد الطيب في مشيخة الأزهر .كما جاء كداعية للسلام حيث دعا السياسيين العراقيين ل(تحويل أدوات الكراهية إلى أدوات للسلام) وكذلك دعا إلى عدم إراقة دماء العراقيين. كما سبق للبابا ان وصف الفساد في العراق بالمعركة الأشد في عام 2019 . وذُكر أيضاً عندما يعم السلام والوئام أرض العراق هل يشجع البابا عودة المسيحيين إلى مناطق سكناهم؟ اكد البابا على أن (الكنيسة حيّة في العراق ) .المحللين السياسيين يؤكدون على ان المرحلة القادمة سوف تشهد عقد إجتماعي جديد بين مكونات الشعب. ومن خلال مراقبة المشهد السياسي العراقي بأنه لاوجود للقداسة الوهمية التي تدعي بها المليشيات أو أقطاب الطبقة السياسية التي عندها مليشيات، واكدت اللقاءات بين البابا والمسؤولين العراقيين على أن تأخذ المؤسسات دورها الحقيقي والدعوة إلى حكم القانون والقضاء لغرض معاقبة الذين قاموا بالجرائم ضد أبناء الشعب العراقي .وأيضاً التأكيد على حرية التعبير والمعتقد وحرية المذهب والإنتماء الديني ومن أهم النقاط هي حقوق الإنسان والتأكيد على القرارات والقوانين التي يدعمها الدستور .
لقد بينت هذه الزيارة مستوى الهموم والعبأ الأكبر الجاثم على صدور العراقيين . فالمشاكل واحدة بالنسبة للجميع بغض النظر عن الدين أو المذهب والإنتماء الحزبي .
وحسب ما يرى المراقبون بأن الحركة المدنية العراقية بكافة إتجاهاتها سوف يكون لها دور تقدمي وتفتح أفاق واسعة نحو التقدم وتقوية الديمقراطية وبناء العراق الحر المعاصر دون هيمنة الأفكار المتخلفة . وبعد أن يحصل فصل الدين عن السياسية وتنشأ أجواء للبحث والتنوير وتمنح للإنسان العراقي فرصة الإختيار فالنقابات والجمعيات والمنتديات الثقافية ستكون بوابة للتطوير الديمقراطي ، وتنفتح أفاق للنجاح في كافة المجالات :- الصناعة والزراعة والتكنلوجيا ، والتقدم العلمي . ولهذا وجدنا إن هذه الزيارة كشفت أمكانات يمكن الإستفادة منها حيث كان حُسن التنظيم وتأمين الأمن ونظافة الشوارع ولو مؤقتاً ومشاركة الفرق الغنائية والموسيقية وتغلب الهدوء على الضجيج جميعها كانت مؤشر بأن المليشيات المسلحة قد أعطت فرصة للسلام ولابدّ لها أن تختفي وتنزع سلاحها . وشاهدنا الحشود الشعبية وتنظيم مسيراتها كانت مثال للجهد المبذول في تهيئة الأجواء للإستقبال . والنقطة الأخرى لاحظنا هناك إمكانات لتطوير السياحة وفتح الأبواب للإفواج السياحية لتأتي الى مشاهدة الآثار العراقية التأريخية التي تُعبَّر عن ذكاء وتطور الإنسان العراقي في تلك العصور التأريخية التي أسست للحضارات القديمة .وأخيراً غادرنا قداسة البابا الذي تركت زيارته أجمل الأحاسيس عند العراقيين الذين ودعهم بأجمل الكلمات وهي شكراً والتحيات للمرأة العراقية الشجاعة في يومها العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث