الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم مولدي

نور السامي

2021 / 3 / 10
الادب والفن


كعادتي استيقظ عند اذان الفجر كي اصلي واعدد قهوتي ...
لكن اليوم في تاريخ التقويم الميلادي هو 9/3 ... جميل اندهشت لاني نسيت هذا اليوم المميز انه يوم ميلادي ولكن لا اعلم لما هذا العام نسيت يوم ميلادي ففي الاعوام السابقة كنت اتحضر ليوم ميلادي قبل اسبوع على الاقل ولكن يالدهشة ما الذي جرى لي ... صليت وأتممت صلاتي وصادف انني في هذا اليوم لم اقدم على اجازة ليوم واحد من عملي كما كنت افعل في السنوات السابقة فالأمس كانت الشوارع مزدحمة والدوام الرسمي شبه معطل فأخذت سباتاً من وظيفتي فصادف يوم ميلادي.... فشكرت الله لهذه المصادفة .
لم اعد الى النوم قرأت القرآن وشكرت الله على العام الذي مضى بدون اي كوارث وحمدته على كل النعم وعلى كل من هم حولي جلست على اريكتي كي اقلب في برامج التواصل الاجتماعي . فوجدت البعض من الاصدقاء قد ارسل لي التهاني وهنا بدأ ذهولي يزداد ..
غريب كانت امي قبل ميلادي بأسبوع هي من تذكرني أ معقول ان امي نست ميلادي؟
ولكني عذرتها وعذرت ابي ايضا فالله المستعان في مرضهم ومشقات الحياة ...
انتظرت ان يستيقظ زوجي فبطبيعته قبل شهر من ميلادي يحضر لي التهنئة المناسبة ويكتب عني أمام الملأ في صفحته على برنامج التواصل الاجتماعي ويخلدني برسالة سنوية تعتبر ذكرى للعام الذي يلي
أستيقظ زوجي وأعددت له الفطور وكنت انتظر منه ان ينطق بحرف واحد يبين لي انه لم ينسى تاريخ ميلادي ولكن الصدمة ازدادت فزوجي الذي كان يخلد ميلادي كل سنة هذه السنة نسي ان يوم التاسع من اذار ميلاد حبيبته كما يقول سابقا ... صراحة شعرت بنوع من الاحباط لكني سرعان ما ذكرته فتبسم وتعذر لي واخذ بعضه مسرعا للسيارة كي لا يضيع الوقت كون لديه موعد اجتماع ...
لم ابين له اي شيء من خيبتي وودعته كعادتي عندما اكون متواجدة امام باب المنزل وعدت فجلست مع نفسي تساءلت كثيراً ما سبب غفلة كل من حولي من الناس الواقعين في حين ان زملائي في الدائرة وأصدقاء العالم الافتراضي اغلبهم بعث لي التهاني ....
ابدأنا نتباعد في ما بيننا انا اعلم انت التباعد الاجتماعي بسبب كورونا ولد انقطاع في العلاقات الاجتماعية والإنسانية ولكن لم يفرضوا تباعد المشاعر ...
أ بسبب زحمة الحياة بدأنا لا نهتم لتفاصيل اقرب من لدينا ... ام حياتنا اصبحت كلها تكنولوجيا حتى في العلاقات الانسانية ... بعد عشرة دقائق جاءني اشعار لهاتفي وإذا بزوجي ارسل لي تهنئة .
ضحكت كثيرا واندهشت اكثر أهو احساس بتأنيب الضمير اتجاهي كوني لم يمر يوم ميلاده في عام إلا وأنا كنت اول من يهنئه قبل كل البشر ام اصبحت الرجال تخلد علاقات التواصل الاجتماعي ... شيء مضحك جداً وفي نفس الوقت مبكي جداً للذين يحملون المشاعر المرهفة .

ثم بعدها اتصلت امي وكعادتها تبكي يوم ميلادي بأن ابنتها الوحيدة كبرت .
نعم فأنا اليوم بلغت سن السبعة وثلاثين عام وبدأ خوف امي يزداد فأمي كل ما كبروا اولادها سنة زاد خوفها من ان يصلوا سن معين يمرضوا به كعامة الناس كما ان امي تخاف على وجهي ان تصبه التجاعيد او ان يشيب شعر رأسي لأنني صغيرتها ... جميلة امي بذلك الشعور الذي يزعجني ويفرحني فانا اخاف عليها من البكاء لكثرة المرض فانزعج كونها تتألم ويفرحني انني لازلت احيا بحب مطلق اشعر بأنني لازلت طفلة ...
ولكن بعد انتهائي من مكالمة امي وأبي حزمت امري وشددت ازري وقمت فأعددت كوباً من (الكباتشينو) واستمعت لفيروز وحضرت اجمل عقد لدي وأجمل ثوب معلق ولبسته داخل المنزل دعماً لمشاعري وهنئت نفسي وقبلتها في المرايا ... فأن لم اعن نفسي وأسندها وأدللها واعتني بها فمن سوف يفعل كل هذا غيري ... أ اجعل من نفسي حلقة للإحباط ... لا فنفسي هي مصدر طاقتي وبعد ساعات قليلة جاء زوجي ويحمل بيده كعكة ميلادي ويتبسم فقال لي مهما انشغلت او نسيت لكني لن انسى كل صبرك على بعض تجاهلي احيانا فشعرت بحبه دون ان يتكلم فابتسامته كانت تفي بكل كلمات العالم... ومن هنا تأتي نصيحتي .
لنفسي ولكل سيدة مثلي علينا ان نمنح العذر احياناً لمن حولنا فعبئ الحياة اصبح كبيرا جدا .. كذلك ان لم تكوني انت العون الاول لنفسك فلا تنتظرين من يعينك وان لم تنفضين ثوب حزنك انت اولاً فلا تنتظرين من احدِ أن ينفضه لك فكوني انت السند لذاتك وأنت السعادة واصنعي من ابسط الامور شيء يسعدك حتى لو كنت جالسة في بيتك فمزاجك لا يستحق البعثرة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب