الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية شلعوط

علي دريوسي

2021 / 3 / 10
الادب والفن


آخيراً تزوج صديقي السوري سمير.
حضرت عرسه يوم السبت الماضي وهنأته.
أقام حفلة عرسه في مطعم جوناتان بوروفسكي.
كنت قد جلست مع صديقتي التونسية إلى طاولة مستديرة جلس إليها معارف عروسته الألمان.

تزوج سمير من إمرأة ألمانية في مثل عمره، نحيلة، باردة، شعر رأسها خفيف، صفراء، صوتها بليد، لا علاقة لها بالجاذبية.

قبل أن يتعرَّف سمير إلى صديقته بيرناديت كان وطنياً حتى نقي العظم، كان ساقطاً في حب الرئيس حدَّ الأرق ـ أقصد هنا رئيسه في العمل، مدير مؤسسة المياه التي أرسلته في منحة دراسية. كان الآدمي سمير ينام ويصحو على ذكر اسم الرئيس والدعاء له بالخير والصحة والبقاء.

كان يحلم ليلاً نهاراً باليوم الذي سيتخرج فيه من الجامعة بصفة دكتور مهندس، كي يعود إلى الوطن بسرعة القطارات الحديثة قبل أن تفتك الرياح الشمالية بحديقته العذراء.

كان يشرح لنا في أوقات الفراغ عن أحلامه في خدمة الوطن ورغبته الشديدة في تأدية الإلزامية العسكرية، وكيف سيضع نفسه تحت تصرف الرئيس إلى أن توافيه المنية.

فجأة تسمعه وقد اغرورقت عيناه بالدموع يُقسم بشرف أبيه وهو يقول: سأعمل المستحيل كي أدعو الرئيس لحضور زفافي على إمرأة شريفة مثلي ومن وطني الذي أعشق ترابه.

تغيّر الدرويش سمير كلياً حالما تعرَّف إلى بيرناديت مصادفة في مطبخ السكن الطلابي. صار متقلباً كالحرباء، أخذ مع الأيام ينتقد النظام ـ أقصد هنا نظام إدارة مؤسسة المياه ـ بل بات يتجرّأ على انتقاد الرئيس ـ رئيسه في العمل.

حين اِلتقى سمير بيرناديت، كانت هذه كئيبة فقد خرجت لتوّها من علاقة عاطفية فاشلة لم تعمّر طويلاً، وكانت تبحث عن حب جديد تُغيظ به صديقها الألماني الذي رماها بعد أن اختبرها ووجد بديلاً لها، ومع هذا بقيت صديقة وفية له.

حين بدأنا ـ في وقت متأخر من الليل ـ ننهض لتقديم هدايانا للعروسين وأخذ الصور التذكارية معهما، لفت نظري شخص طويل نحيل بعيون خضراء، راح الرجل الأنيق هذا يقبّل بيرناديت زوجة صديقي على وجنتيها، ثم وهو يقفل لها السلسلة الفضية ـ هديته لها ـ حول عنقها رسم على شفتيها قبلة وداع.

وحين جاء دوري للمباركة سألت صديقي باللغة العربية عمن يكون الرجل الطويل أنيق الملابس، وقبل أن يصلني جوابه أردفت: عزيزي سمير، لا تقل لي أنك فعلتها حقاً ودعوت الرئيس ـ أقصد رئيسك في مؤسسة المياه ـ لحضور حفل زفافك!؟

أجابني سمير بصوت مرتجف: لا لم يكن هذا هو الرئيس، بل العشيق السابق لزوجتي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا