الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( طقوس محتواها الحب ))

رائد مهدي
(Raed Mahdi)

2021 / 3 / 11
الادب والفن


موضوع نقدي كتبته عن نص الشاعر العراقي د. رياض ابراهيم الدليمي والذي كان بعنوان
امرأة مجوسية .

النص :
إمرأة مجوسية
***
ابحثُ عن امرأةٍ مجوسيةٍ
تعلمني كيف اعبثُ بالنار
كيف أرتبُ طقوسي
أجمعُ حطبَ الذكريات
وهشيمَ الخطوات
تُعلمني كيف أصبحُ عاشقاً
محترفاً للجمرِ
قديساً محتالا
ألعبُ بنيرانِ القداسة
لا أخشى شهقةً مكبوتةً
من ألفِ عام..
أو بركاناً متفجراً اِستوطنَ الآه
سأضربُ دفوفي
أَرتَدي قمصان القداس
وأنتِ تطوفينَ في جذوة اللهب
سأغنى أغنية محارب
أرتلُ بصمت
لعيونك الخضر
ارقصُ رقصةَ نيروز
افتحُ ملاحمَ للفصول
وجنائن للوسامةِ
تناسخي بسواد الفساتين
احكمي بسلطةِ عطوركِ
انأ الكاهن الصعلوك
سأُعَمدَ عشقكِ
عند البزوغ
أقبلُ الأرضَ
أزرعُ لهاثي عند البياض
أمطرُ رضابي
فوق القمم الورديةِ
يا امرأة
فجرّي البراكين
زَلزِلّي خوفي
اقبضّي على السنين
أهجرّي أوطان التعاسة
جففي الوقت
بأوجاع النبض
لا تأففي من سعير النار
ولا من صهيل سبابة..!

------------

النقد :

البحث الذي يكتنفه مثل هذا الشغف الشديد وهذه اللهفة المتجذرة في القلب لابد أن يثمر نصا بهذا الرقي الإبداعي.

يتراء لي أن القلوب والمعابد متماثلة المحتوى على صعيد الإمتلاء بالمعنى فلكل معبد معبود ولكل قلب حبيب، ويتشارك المعبود والحبيب جمالية الحلول والتجلي في مكانه.

ألنص الذي أسماه الشاعر رياض الدليمي بعنوان امرأة مجوسية من وجهة نظري لم تكن به إشارة لعنوان ديني بقدر اشارته لتخصيص سمة تمييزية بارزة للشخص المقصود بالنص، فلم يكن هناك تشفير أو تعميم للإضاءة الشعرية وكان الحدث الشعري جلي في مساره الترتيبي ودقيق في مقصده الموضوعي ويبلغ المدى من أقصر الطرق الوصفية وعبر أوضح الصور الشعرية.

النص يتضمن إعلانات للرغبة بتلك المرأة وبما يود التعلم منها ومن خلالها:

ابحثُ عن امرأةٍ مجوسيةٍ
تعلمني كيف اعبثُ بالنار
كيف أرتبُ طقوسي
أجمعُ حطبَ الذكريات
وهشيمَ الخطوات
تُعلمني كيف أصبحُ عاشقاً
محترفاً للجمرِ
قديساً محتالا
ألعبُ بنيرانِ القداسة
لا أخشى شهقةً مكبوتةً
من ألفِ عام..
أو بركاناً متفجراً اِستوطنَ الآه

ويتوعد بالمزيد من جنون العشق متى بلغ تلك الأجواء الحالمة:

سأضربُ دفوفي
أَرتَدي قمصان القداس
وأنتِ تطوفينَ في جذوة اللهب
سأغنى أغنية محارب
أرتلُ بصمت
لعيونك الخضر
ارقصُ رقصةَ نيروز
افتحُ ملاحمَ للفصول
وجنائن للوسامةِ

ويستكمل سرد تفاصيل طقس عشقي يتهيأ لإقامته عند ذروة الحضور في ساعة اللقاء حيث مساحة التعبير عن حبه الحافل بكل ماهو استثنائي خلاب وبما لم يتطرق اليه أحد من قبله من الشعراء:

تناسخي بسواد الفساتين
احكمي بسلطةِ عطوركِ
انأ الكاهن الصعلوك
سأُعَمدَ عشقكِ
عند البزوغ
أقبلُ الأرضَ
أزرعُ لهاثي عند البياض
أمطرُ رضابي
فوق القمم الورديةِ
يا امرأة
فجرّي البراكين
زَلزِلّي خوفي
اقبضّي على السنين
أهجرّي أوطان التعاسة
جففي الوقت
بأوجاع النبض

النص اكتفى بالتطرق الى عينين خضراوتين من معالم وجه امرأة تمتلك من جاذبية الحضور مايضرم نيران اللهفة في القلب ويهيج جمر الاشتياق بعواصف من عشق تتغن به قصيدة بهذا المستوى الرائع من التدوين الشعري والصياغة الحسية والإبداع التصويري بغية الأثر البالغ لتعاطف المتلقي مع قضية عشقية بهذا الطرح الغني بالجمال الخلاب.

ويختتم الشاعر قصيدته بعبارتي:

لاتأففي من سعير النار
ولا من صهيل سبابة .

وإن دلت تلك على شيء فإنما على الأجواء العاطفية اللاهبة بنار العشق وجمر الرغبة وأما صهيل السبابة فهو تعبير رمزي لما يمكن الإشارة إليه بطريقة مشوبة بالجموح والتعبير بجرأة المحب الذي لايكترث سوى لمن ملك القلب وحلق به الى سماوات القصائد وجال به بين نجوم من خيال ومن واقع.

آن لي القول أن النص هو من أجمل ماقرأت للشاعر د. رياض ابراهيم الدليمي وأنها تجربة فريدة لقصيدة حب جامعة للطقس العشقي والطقس الديني برجاء التقرب للحب الجامع لكل جميل ونفيس ومميز بروعة وجوده وحضوره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع