الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواجع الحياة

ابراهيم مصطفى علي

2021 / 3 / 11
الادب والفن


كنت والريح في طوافٍ نستنشق
من عتيق الأطلالٍ بعضٌ من الذكرى
واستذكر الطيف كيف كان ينثال منها
والأريج الساحر يسري ليسامر خدها
هذه الديار مذ تولى الدهر مجدها بغياً
أضاع مني غصناً اخضر مزهرا
إلّا ما جاد فيه قلبي المهزول من نبضٍ
عاد ليَ الأنفاس بعد الأسى
حتى الربيع كان واجماً علَّ الغيم
يعزف في القيثار للظامىء نَزْرا
والانسام أخفت غوالي الحمل في حقائب أسفارها
حينما أعيا رغام البيد كاهلْ جناحيها *
إذ ذاك شاقني الشوق أن أرى
ما تعجزعنه العين من رؤية ما مضى
لكن المحال لا تجدي فيه امنيةً
إن كان الأمر قد قضى
حتى على الجدران ناديت أن تشارك هذري *
فاغْرَبَتْ واستخفَّت بذِراب لَغْويَ هذا *
طالما الغاسق أضحى في عميق *
السبات أدمس العتمة مُكْفَهِرَّا
إلّأ البعض من هسيس السدف الخافت
أسمعه نائحاً لم يطق النأي عَنِّي أبَدا
جئت للحياة عارياً لا أملك غير مص اصبعٍ
بان ذاك عَظٌّ لمتاعٍ لا يساوي خردلا *
ثم تراءت لي بالإثم متخمة
شأنها شأن الزمان في الزنا
ويحاً لها ذات طعمٍ ضَرُّها في السمِّ
حيثما حَلَّت تلدغ في ذنبتها
والموروث من نخسها يبدو في الحلق كالدبُّوس
كلما اسْتَحْضَرْت غُرَّة غاربة كانت كالّلَياح في سناها *
إذ ذاك لا غير إلّا أن أعقد قراني على الأحلام
واستجدي لِلَأْمِ المواجع مكواةٌ تكوي تَشَكِّيها *
.............................................................
*غاسق : ليل شديد الظلمة.
* هذَر الشَّخصُ :تحدَّث بسرعة دون توقُّف وبأمور ومواضيع تافهة
* الذَّرِبُ ..السليطُ اللسان.
* الرَّغامُ : التُّرابُ
*اللَّياحُ (بفتح اللام وكسرها) : الأبيضُ من كلِّ شيء.
*هو من سَقَط المتاع: دنيء حقير لا خير فيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي