الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبررات العدوان الاسرائيلي على لبنان

نضال محمد العضايلة

2006 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


من الواضح أن "حزب الله"، لم يكن الهدف الوحيد للعدوان الاسرائيلي على لبنان ، ويبدو ان اسرائيل قصدت من اجتياحها الصارخ للشعب اللبناني عدة من المقاصد في اطار مبررات القضاء على حزب الله ومن الواضح ايضا ان اسرائيل في "طحنها" للبنانيين ، ستخرج من هذه المعركة أكثر ضعفاً مما هي عليه الان .
وحتى لا ننجر خلف المبررات المعلنة للدولة العبرية فسننتقل مباشرة إلى استقراء المبررات الإسرائيلية الحقيقية في هذا الشأن، مع مراعاة أن عملية التعاطي مع هذه المبررات لا تخلو من إشكاليات المد والجزر، وهي إشكاليات تحتاج إلى وقفة أخرى إن لم يكن أكثر.
ليس مهما غايات العدوان الإسرائيلي على لبنان لانها مكشوفة وهي تتمثل في انتهاز الفرصة لاعادة بناء قواعد جديدة لها في لبنان وتحطيم حزب الله ، وأيضًا الصراع العربي الاسرائيلي برمته ، لذلك فان مبررات الحرب الطاحنة على لبنان تتعلق بمحور الصراع في المنطقة من جهة والموقف من ايران حليفة حزب الله الرئيس من جهة اخرى ، ولبنان، وسورية وإيران، وان كانت رغبة اسرائيل في مجابهة إيران على خلفية برنامجها النووي لا تتعدى القضاء على الحليف الابرز لها في المنطقة ( حزب الله ) لكن مقابل ذلك كله لدينا حيّز معيّن من العمل. وحيث تبرز الحكومة اللبنانية باعتبارها العنوان الأكثر ضعفاً، فان العنوان القوي لدى الاسرائيليين هو سورية وحزب الله. وفي كل الحالات تبرز الحاجة للانقضاض على لبنان وتدميره وهذا الامر يعني ان اسرائيل اليوم تفرغ غضبها في نقاط محورية بالنسبة لها ولامريكا وعلى اقل تقدير فان اسر الجنديين اليهوديين كان العذر الذي اعطت به امريكا لاسرائيل الحق في اجتياح لبنان وتدميره تحت ذريعة القضاء على حزب الله وليس فقط استعادة الجنديين الاسيرين .
لذلك فان اهم المبررات هو الحصول على ثمن سياسي، عن طريق تقويض مكانة حزب الله داخل لبنان بواسطة المس بأهداف لدولة لبنان، ومن ثم إيجاد ضغط دولي على حزب الله ومن يدعمه من أجل نزع سلاحه، ولتحقق اسرائيل بعد ذلك هدفها بإلحاق ضربة قاسية بقدرات حزب الله العسكرية في سبيل خفض قدرته على المس بأهداف مدنية داخل إسرائيل. هكذا على الاقل يقول الاسرائيليون وهكذا يرى محللو الرأي العام في الدولة العبرية .

لهذا وذاك فان اسرائيل مقبلة على تحقيق هذه المبررات، من خلال تصعيد الامور أكثر فأكثر. خصوصا وان لدى حزب الله وسائل رد أكثر قسوة مقابل إسرائيل لم لم تلجا اليها اليها بعد .
وامام هذا كله فان إسرائيل، مهما يبلغ تصعيد عدوانها، لا تملك الإمكانيات لتبديد قوة حزب الله العسكرية، وهي أيضًا لا تملك المفاتيح لتبديد قوة حزب الله السياسية في المشهد اللبناني الداخلي مع استمرار عملياتها الحربية، أما المستقبل فإنه مفتوح على جميع الاحتمالات وليس على احتمال التجاوب مع ما تمهّد إسرائيل له فحسب. والرهان إذن هو أن "تزرع" هذه الحرب الإسرائيلية الواسعة والمتدحرجة بذور الفتنة اللبنانية الداخلية القادمة، التي تبقى بمثابة المعوّل الرئيس عليه لما سيسفر عنه المستقبل، على الأقل من جهة إسرائيل.

ويرى محللون أن الحرب الحالية على لبنان إنما جاءت تمهيدًا لفتح شهيّة التطورات الداخلية اللبنانية نحو المزيد من ممارسة الضغط على حزب الله وتلك مسألة يظل أمرها منوطًا بالتطورات اللبنانية الداخلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لخوض سباق الترشح لنيل ولاية ر


.. تقارير تتوقع استمرار العلاقات بين القاعدة والحوثيين على النه




.. ولي عهد الكويت الجديد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يؤدي اليم


.. داعمو غزة يقتحمون محل ماكدونالدر في فرنسا




.. جون كيربي: نأمل موافقة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي جو باي