الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقهاء المقاومة

نبيل محمود والى

2006 / 7 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


إستراتيجية حزب الله لم تردع الدولة العبرية عن العربدة برا وجوا وبحرا على الدولة اللبنانية أو إيقاف تشريد وتهجير الآلاف من المواطنين من الجنوب إلى الشمال تاركين ديارهم وممتلكاتهم التي شيدوها بالعرق والجهد و مقتل ما يزيد عن أربعمائة مواطن أعلن عن وفاتهم ناهيك عن أعداد المصابين بخلاف الجثث التي لم يتم استخراجها بعد من تحت الأنقاض والركام .

لم تمنع إسرائيل من إلحاق الدمار بالدولة والشعب اللبناني والبني التحتية والتي لن يستطيع أحد تقدير حجمها الحقيقي والكارثى إلا بعد توقف أزيز الطائرات وهدير المدافع كما إن تلك الإستراتيجية قدمت للدولة العبرية العديد من جثث مقاتلي حزب الله والتي سوف تتاجر بهم إسرائيل بعد انتهاء المعارك ناهيك عن التلوث النفسي للمواطن اللبناني ثم البيئي القائم حاليا في لبنان بحرا وبرا .

لأول مرة في التاريخ وحدت تلك الإستراتيجية كل القوى العظمى والأوروبية في العالم والذي لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية على موقف وقلب رجل واحد رافضا صدور قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار سامحا للدولة العبرية بالاستمرار في تكسيح حزب الله كما أن تلك الإستراتيجية لم تردع إسرائيل عن احتلال منطقة مارون الرأس الإستراتيجية وبنت جبيل عاصمة حزب الله الرمز تمهيدا لفرض حزام أمنى إسرائيلي محتل على الأراضي اللبنانية .

مزقت ما تبقى النظام العربي المترنح بين معارض ومؤيد وصامت إيذانا بطرح مشروع الشرق الأوسط الجديد برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وفى ذات الوقت فإن تلك الإستراتيجية أظهرت الموقف الحقيقي لسوريا وإيران الداعم لحزب الله ولبنان بالعنتريات والتصريحات فقط والاكتفاء بدور شاهد مشفش حاجة ! كما أن تلك الإستراتيجية ساهمت أيضا في قتل عدد من المواطنين العرب غير اليهود المقيمون في إسرائيل و أبرزت على السطح مشروع الفتنة الكبرى بين الطوائف اللبنانية عقب انتهاء الحرب أي كانت نتيجتها .

كما وضعت الدولة السورية على خط النيران الإسرائيلية والأمريكية عندما يقرر العم سام ترجمة قانون محاسبة سوريا على أفعالها في لبنان والعراق وفلسطين إلى حيز التنفيذ و بهدف تحقيق أهداف إستراتيجية دولية تجاه إيران ! والتواجد الحالي للأساطيل الأمريكية في المنطقة قادما عبر قناة السويس دليل ملموس على ما قد يحدث مستقبلا طالما أن الولايات المتحدة قد أمسكت بقرار الحرب والسلم في الأزمة اللبنانية .

وأخيرا وضعت تلك الإستراتيجية النظام اللبناني الحاكم الضعيف بأكمله أمام أحد خيارات ثلاثة مرة وقاسية فإما النموذج المصري أو الأردني وعقد معاهدة سلام مع إسرائيل وإما النموذج السوري المتمثل في صمت السلاح المطبق على هضبة الجولان السورية المحتلة على مدى أكثر من ثلاثة عقود أو الاستمرار على ذات النهج الذي أحل الخراب بلبنان و جعل من الدولة اللبنانية دولة الموت ومرتعا خصبا لهواة السياسة ومفتشي النضال وجنرالات المقاهي وجماعات الصمود والتلوي والتشدد الديني وفقهاء المقاومة مما قدم الفرصة على أطباق من الذهب لإسرائيل وأمريكا لعرض سلة أفكارهم وأطروحاتهم في مؤتمر روما قبل البدء في تنفيذها على الأرض بقوة السلاح !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم