الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيدين مفتوحتين

المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)

2021 / 3 / 12
الادب والفن


أُطعِمُ نارَ المدفأةِ أوراقَ الأوديسة/
تلك قصّة لا تريد أن تُنهي بردَ هذا الشتاء
وعبثاً تنتظرين يا بينيلوبي
بطلَك التائهَ الأسيرَ في أحضان ماسخة الفرسان...

عبثاً تنتظرين بحّارتك الذين يصارعون وحوش المتوسط
ووحوش أحلامهم الوثيرة بلافتات حسيرة في ساحات أوروبا
عبثاً تنتظرين وعود سادة الحرب بتحريرك من أمراء الحرب في نهاية خيوطهم
عبثاً تفهمين كيف تسلّق من تم مسخُهم قردةً وخنازير
جدران مزابل المؤتمرات ليرعوا ورق تواليتات اللجان في أستانة وسوتشي...

عبثاً تفسّرين من أيّ مزابل الكهانة خرجت مسوخ الخلافات والإمارات
لتعرّي أشجار غوطتك بعين الوحش وتقتلَ أزهارها بلُحى الكراهية
عبثاً تفسّرين توسطات ثعالب السياسة الذين نسّقوا قيادة حصان طروادة إلى ساحة المرجة
عبثاً تفسّرين جشعَ الأخ الذي جمّد أطرافكِ وعقد عنقك بحبال وهم الخلاص
وعبثاً تنتظرين فصائل جند الله التي تحولت مرتزقةً بيد شياطين الحرب...

وعبثاً عبثاً عبثاً يا بينيلوبي
تكسرين عزلتك الكسيرة وتخرجين بنسيجك المهترئ من ظلّ الجدار/
عبثاً تبحثين عن حلوياتك الشهيرة في طوابير الجياع التي تقف لشمّ رائحة الخبز
عن أقمشة مدن الحرير في سوق الحميدية المخنوق الوجه بالنايلون
عن بهارات الهند والسند في سوق البزورية المطحون برائحة المجارير
عن ياسمين الخشب العتيق على الجسور المثقلة بالإسمنت عارياً من عطر اللون
وعبثاً تبحثين عن روح شفافية روحك
في ضريح محيي الدين بن عربي الذي يعرش عليه لبلاب الدين...

عبثاً تتأمّلين يا بينيلوبي سيفَ الأمويين أن يشهرَ في ساحةٍ يحاصرها غمد فقه المُسوخ
شوارعَ حريتك أن تنفتح أمام دبّابات الرّوس التي تحيط قصر المهاجرين
أحلامَ مجدك في شموخ بواباتك سدى بعد أن توقف عن جريان تاريخها بردى
وعبثاً تتأملين هدوءَ الجامع الأمويّ في صراخ المسوخ الذين يلطمون وجهك
ويجلدون ظهر التاريخ بالسلاسل...

لا تجلسي يا بينيلوبي شغوفةً في مقهى النّوفرة
الحكواتي الساحر بشارب أبو زيد الهلالي
غادر دكاكين كتبك مسحوراً بأوهام مقاهي باريس من دون شارب
لا تقفي متحسّرة أمام البرلمان
ببغاوات الوالي الببغاء تذرق معه على حيطانه
بمؤخرات قرود عارية من الحياء
ولا تمرّي لتفقّد غرفتي المتواضعة في شارع العابد
سوف تخنقك الحسرةُ من احتلالها بمخلّفات الجرذان...

عبثاً تشدّين يا بينيلوبي
قوس بطلك في أعلى بواباتك السبع
لأن الذكرى قاب قوسين أو أدنى من الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع