الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة الديمقراطية في العراق

حيدر خليل محمد

2021 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لا نتحدث هنا عن فشل التجربة الديمقراطية أو نجاحها ، كما يكتب غالبية الكتاب والباحثين في الشأن السياسي.
إنما نتحدث عن هل هناك اصلا تجربة ديمقراطية في العراق؟ ، أو إنها مجرد تسمية أطلقت على عهد بعد نظامٍ ديكتاتوري حكم العراق قرابة أربعين عاما ؟

أعتقد أنها ليست تجربة ديمقراطية لأن من يقرأ هذه الثمانية عشر عاما التي مرت بهذه التجربة هي أقرب الى نظام شمولي لا يحكم فيها إلا الاحزاب الإسلامية حكما مطلقا منذ ثمانية عشر عاما .

الكثير عول على الإنتخابات وكان يعتقد إن الإنتخابات تصنع نظاما ديمقراطيا، لكن نسي ان في عهد صدام حسين كانت تجري انتخابات وفي عهد حسني مبارك في مصر كانت تجري إنتخابات لكن ، بقي النظام وبقي الرئيس والمرؤوس كلٌ في مكانه دون ان يطرأ أي تغير على شكل النظام .
الإنتخابات لوحدها لا تأتي بنظام ديمقراطي ولا تصنع الديمقراطية .
الطبقة السياسية التي حكمت العراق بعد التغيير عام 2003، لم تكن لديهم رؤية سياسية ولا مشروع ديمقراطي ولا مشروع لبناء دولة، أساسا .
بل تم إنشاء النظام العراقي على أساس توافقي وأئتلافي بين احزاب المكونات ، لا على أساس نظام مواطنة وديمقراطية وحقوق الإنسان، والسلطة التشريعية في الانظمة الديمقراطية يكون عملها رقابي ، لكن في العراق السلطة مقسمة بين المكونات ، والسلطة التشريعية هي من ذات المكونات ، لذلك عملها ليس رقابي ، بل في كل صراع بين الاحزاب المتصارعة ، تكون الاستجوابات سياسية ولا علاقة لها بالعمل الرقابي ، لذلك لم نرى إقالة لوزير أو مسؤول حكومي .
ملف تظاهرات تشرين

اعتقد ان تظاهرات تشرين هي نقطة فاصلة في العملية السياسية بعد التغيير عام 2003 ، وهي أو تجربة ديمقراطية للمجتمع العراقي ، لا للسلطة العراقية .

وهي أول تحدي واجهت السلطة بعد ثمانية عشر عاما من الحكم ، وكانت صدمة كبيرة للكثير من السياسيين وللسلطة ، ولهذا كانت رد فعل السلطة قمعيا بكل ما للكلمة من معنى، فحسب منظمة حقوق الإنسان في العراق منذ انطلاق التظاهرات والى الان سقط حوالي 581 شهيد ، وحوالي 16 الف جريح ، و80 حالة اغتيال ، والعشرات من المختطفين والمغيبين والهاربين لإقليم كوردستان هم من الناشطين والاعلاميين والمدونين ، ولازالت عمليات التصفية جارية .
من أسس أي نظام ديمقراطي هو حرية الرأي والتعبير والاعلام وحق التظاهر وهذه الحقوق كفلها الدستور العراقي عام 2005، لكن الواقع شيء آخر، بل ابسط حق من حقوق الإنسان هو ان يعيش الإنسان بكرامة ، ومن أهم حق من حقوق الإنسان هو حق الحياة ، هذه الحقوق مسلوبة في العراق ، بل لا يمكن تثقيف وتنوير المجتمع بهذه الحقوق لأنهم سيعدوك أنك عدوٌ لله وللاسلام وأنك تدعوا للكفر والضلال ! .

إذاً التجربة العراقية أشبه ما يكون أنها تجربة نظام شمولي قمعي همجي أو نظام فوضوي معقد ، تتحكم فيها الاحزاب المسيطرة على مفاصل الدولة، لا وجود لسلطة حقيقية على أرض الواقع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت