الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبعاد المصالحة الممكنة بين مصر وتركيا.

بسام الرياحي

2021 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يطوي الجفاء السياسي بين مصر وتركيا أعوام، أعوام من الخلافات والمناكفات وحرب خفية غير مباشرة ظهرت معالمها في الصراع الليبي أو الأطراف الليبية المتنازعة، حيث انحازت تركيا لحكومة الوفاق الإخوانية التي يقودها السراج عبر دعم عسكري ومعلوماتي وطائرات من دون طيار ومرتزقة سوريين من فصائل تابعة لها ودعاية إعلامية.أما مصر فقد خيرت المحور الإماراتي السعودي الداعم لخليفة حفتر وجيشه المتمركز قرب مدينة بنغازي الليبية غربا،وصعدت القاهرة ضد الأتراك بعد وضع قواتها على أهبة الإستعداد مهددة بضرب أي قوة تتجاوز خط الجفرة سرت.الخلافات لم تقتصر على المسألة أو القضية الليبية بل شقت المتوسط من شرقه إلى غربه وشماله بعد ما أثارته خطط التنقيب التركية من توترات مع اليونان ومصر التي أوفدت وزير دفاعها للجارة اللدودة لتركيا ووقعت ترسيم حدود بحرية وتعاون تقني وإستخباراتي مع اليونان التي أبدت إرتياح للخطوات المصرية.سنوات تخللتها مناورات عسكرية من الجانبين أسلحة وطائرات وغواصات وفي كل مناسبة ترسل رسائل مشفرة سياسيا مفادها الجاهزية وقدرات الردع من الطرفين، يبدو أن تركيا بتقاليدها السياسية القديمة وموروثها التاريخي في المنطقة تعي جيدا أن معاداة دولة بحجم مصر البشري والعسكري وبمقوماتها الإستراتيجة هو غاية في المبالغة والتهور وعليه بدأت لقاءات سرية إستخباراتية تتضارب الأنباء حول أمكنة إنعقادها والمرجح أنها جمعت وفود أمنية عالية المستوى تحت رئاسة عباس كامل رئيس المخابرات المصرية وحقان فيدان عن الإستخبارات التركية،ومن الواضح انها كانت لقاءات تمهيدية لشق الطريق نحو توافقات سياسية تسمح بعودة العلاقات بين الجانبين.المصالحة التركية المصرية لن تكون بهذه البساطة بعد تلك السنوات التي ألقت بظلالها على العلاقات وكونت عبء للبلدين في ترتيب أجواء مناسبة وإيجابية، تصريحات أردوغان كذلك الخارجية المصرية تكشف بوضوح أن المصالحة تعني إتفاق عملي على تصفية ملفات الخلافات منها ما هو إقتصادي ومنها ما هو سياسي مرتبطة أساسا بفترة سقوط الرئيس مرسي وتولي عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر.التوقيت مهم في السياسية، تركيا التي لا تبدو على وفاق مع الإدارة الأمريكية الجديدة وبايدن علاوة على مسائل عالقة مع أوروبا تحاول العودة لتفحص جغرافيتها وفتح ممرات وآفاق لها من بوابات التاريخ والإرتباط الجغرافي شأنها شأن مصر التي تعي جيدا أن تحديات المستقبل أعمق وعليه يجب غلق كل الخلافات التي تستنزف جهودها في تأمين النيل والعودة لدورها كمنظم وراعي ووسيط ومحطة إستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.المصالحة ممكنة إذا ما أراد كل طرف وضع كل متطلبات ترميم علاقة لا تحتاج لتعريف أو إطراء بين البلدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ