الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضباب

منصور الريكان

2021 / 3 / 14
الادب والفن


1- قبل الضباب
(1)
الحبُّ مثلُ السيفِ يَقتلنيْ ويقتلُ قاتليْ
يا عاذليْ …….
يا منزوي في داخليْ
يا عاصفاً مُتَشتّتاً يا خوفَ عشقٍ بابليْ
أغرقْ بظلِّ تَمنّعَكْ كالجاهليْ ……
أشباحُ عُمركَ تحتمي بضبابِ صدٍ يَنجليْ
ستنوءُ مكتومَ الخُطى
يا خائفاً منْ نَزفِ أحلامِ الدُمى
يا بركةً تَجتاحُنيْ
وتنزُّ تفرشُ وهنَها بتمهلِّ
(2)
الحبُّ مثلُ السيفِ يَقتلُنيْ ويَقتلُ قاتليْ
ويؤجّجُ الرغباتِ نزفاً منْ تَعبْ….
ويسلّمُ الأحزانَ ليْ …
مثلُ الرمادِ بعينِ قاتليَ أنتحبْ
ويهاجرُ كحمامةٍ تَعبى
تتيهُ بحضرةِ المولى نزيفُها مُكتَسبْ
بخريطةِ الذكرى …
تداهمُ نارَ عمرٍ مُلتهبْ
يا ويحَها ….
فهيَ التي تبكي على ظلِّ الكلامْ …
وتتيهُ مثلَ عناكبَ الصحراءِ لا ظلاًّ يخاصمُها ولا حتّى الندَمْ
ومنَ الألمْ …
تستلُّ أروقةً معصبةً رحيقاً منْ زهورِ الشوكِ تذويْ كالعَدمْ
وأنا المعلقُ منْ رفاتِ أصابعيْ
داستْ عليَّ الريحُ تَعبى والعناكبُ في يديْ ..
خاطتْ خُلاصاتِ الحضارةِ منْ زوالْ …
نهضَتْ بمملكةِ الخَيالْ
ظلَّتْ تُراهنُ للجَمالْ ….
والريحُ تصفرُ والزمانُ بعيدُ عنْ لغةِ الوِصالْ ..
يا عاذليْ ….

2- الضباب
لا تلعبَي لُعبَ الكُبارْ
فأنتِ أصغرُ ما يدارْ
أما الهوى فيكِ طريقاً صاغراً ملَّ الخيارْ …..
فالحبُّ يغويْ قاتليْ
ويظلُّ يَمخرُ في دمهْ
كالملهمةْ ….
يا بردَ قلبيْ واحتراقَ مواجعيْ
أرجوكِ أنْ لا تَرجعيْ …..
فالوهمُ فيكِ مكائدُ
والدمعُ فيكِ مَصائدُ
ونوايا موتيْ عازفٌ غمرَ التوسّد بالأسفْ
وأساوركْ لَجّتْ ترنُّ كَما الخزفْ
هزّتْ رُعافَ قَصائديْ وبَنتْ تذوبُ كملتحِفْ
وحيَ البكاءْ
الكلماتُ تتعبُ منْ قَرفْ
يا موتي الوهميّ أنتَ قَتلتنيْ
وأبحْتنيْ مرَّ الكلامْ
يا عاذليْ …

3- بعد الضباب
(1)
أنتَ الذي آويتَ أفكارَ العناءْ
ورسمتَ نزفَ العينِ حبراً منْ دماءْ
وغرقتَ في وحيِ الظلامْ
وبلا كلامْ ……
وبلعتَ مرسومَ الخلافةِ هائجاً
وعلى القبيلةِ أنْ تَطأ لُعَبَ الغرامْ …..
فالسيفُ يَحفرُ في المواجعِ والحطامْ
ويُشتتُ الأحلامَ بينَ تعجبٍ وتأسفٍ لا شئَ فيكَ سوى الخصامْ
أشهرتَ سيفَ مقاصِدكْ
ولعقتَ وحيَ هزيمةٍ منْ أدعياءْ ..
يا عاذلي ….
(2)
فعلامَ تعلنُ أنْ ينالَ لهاثكَ ويُسمّمُ الفرحَ المراوغَ للبقاءْ
فالحبُّ في وطني يدورُ على الموائدِ غانيةْ
يقتادُها السلطانُ دسّها في جيوبي خاويةْ
رغباتُها تقتادني عندَ الحروبْ
وتفرّ منّي في السلامْ
وتضيعُ في صبرِ القبائلِ حافيةْ
يا أيّها السيفُ المراهقُ قدْ ذبحتَ شَتاتيَ
وتركتَ أوجاعي مرايا لاعقاتْ
والسيفُ يقتلنيْ
ويقتلُ قاتليْ ……
(3)
سيفرُّ طيرَ الدمِّ مذبوحاً أنيقْ
وبلا جذور منَ الطريقْ
ويبوحُ سراً للقبيلةِ بالندوبْ
- أينَ الحروبْ ….
سيقولُها ويقهقهُ ويبيعُ عشّهُ للذنوبْ
خمرٌ .. قراراتٌ وحزنٌ للجرادْ
ومآسيٌ غبراءُ في عمقِ البلادْ
والسيفُ يخرجُ منْ دميْ
كالعلقمِ …
وأنا المُحاصِرُ قاتليْ
يا صوتَ بَلبَلةِ النساءْ
وما يزنُّ منَ الهراءْ
لا تعجليْ ..
فالعشقُ يبقى بابليْ
مهما الطغاةُ تمنطقوا أو غيّروا لعبَ البكاءْ
تبقى الدموعُ رهينةً والسيفُ يقتلُ قاتليْ
يا عاذليْ ….


11/10/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال