الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين تمثال شيشنق الفرعون الامازيغي و تمثال عقبة, المجرم المتوحش الأجنبي

كوسلا ابشن

2021 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الفرق بين تمثال شيشنق الفرعون الامازيغي و تمثال عقبة, المجرم المتوحش الأعرابي

بمناسبة الإحتفال بالرأس السنة الامازيغية 2971 , رفع الستار في منطقة تيزي وزو لقبايلية عن تمثال ( شيشنق ) فرعون مصر من الأصول الليبية (الامازيغية),(الفرعون المؤسس للأسرة 22, و بداية الحكم الامازيغي الذي دام أكثر من قرنين, من 950 ق.م. الى 730ق.م. حكمته الأسر الأمازيغية من الأسرة 22 الى الأسرة 24). صاحب هذا الحدث التاريخي جدال عقيم دار حول أصول الفرعون شيشنق من جهة ومن جهة آخرى الهجمة العنصرية للبرابرة في دزاير (أبناء أم وأكثر من أب), المنددة بهذا الصرح التاريخي بدعاوي تخريفية توزعت بين الإدعاء بتشويه تاريخ دزايرأ و إدعاء أسطورية شخصية الفرعون شيشنق وعلاقته ببلاد الامازيغ وغيرهما من الخزعبلات العنصرية ضد رمزية أمازيغية لا تنتمي للعروبة العرقية المقدسة, فهذا التنديد المقدس المبني على أساس عنصري دلالته الجوهرية هي انعكاس لسيكولوجية النقص (المرض النفسي ) على تفكير البرابرة بقناع عربي.
تخليد لذكرى الفرعون الامازيغي العظيم بتمثال في بلده, هو حق للأمازيغ وأبناء عمومتهم الأقباط (حسب دراسة ل"ناشيونال جيوغرافيك" أغالبية الحمض النووي المصري 68% من جينات شمال أفريقيا), ليس فقط لأمازيغية الفرعون شيشنق وإنما كذلك لما جلبه عصر شيشنق من سلام لجميع مناطق ليبيا ( شمال افريقيا), وما رادف هذا السلم من إزدهار إقتصادي وإجتماعي وإستقرار سياسي, حتى إقترن تربعه على عرش مصر بالتقويم الامازيغي.
الوثائق التاريخية تأكد أمازيغية شيشنق وإرتباطه بليبيا وحكمه لكل أراضي ليبيا(شمال افريقيا). الوثيقة المادية التاريخية المجسدة على جدار معبد الكرنك أكدت توحيد شيشنق لمنطقة مصر والسودان وليبيا والشام في مملكة واحدة, ما يؤكد ليس فقط الانتماء الهوياتي للفرعون شيشنق, وإنما كذلك إرتباطه بليبيا ( بشمال افريقيا) بإعتباره حاكم المنطقة.
تمثال هذا الفرعون الامازيغي الذي تتحدث الوثائق التاريخية المادية عن عظمته, في دزاير أو في باقي بلاد الامازيغ (شمال افريقيا) ليس سرقة تاريخ الاخرين وليس تزوير لتاريخ دزاير كما يدعي جهلة و مزوري تاريخ بلاد الامازيغ, بل يعد التمثال تكريما لشخصية أمازيغية عظيمة شاركة في صناعة حضارة مصر و بلاد الامازيغ, و قد ورد ذكره حتى في التوراة, الكتاب المقدس لليهود والمسيحيين:(سفر الملوك الأول, اصحاح 14: 25 و26) "وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ, صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى أُورُشَلِيم".
"وأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ, وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخَذَ جَمِيعَ أَتْرَاسِ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ".
الاصحاح 14:25 و26 دون مهاجمة شيشنق بلاد رحبعام ونهب كنوز الهيكل, وسبا أهلها وأخذ كنوز بيت الرب يهوذا وبيت الملك وآلاف الأتراس الذهبية المصنوعة في عهد الملك سليمان. و قد دونت النقوش على جدران معبد الكرنك أن شيشنق هاجم كل فلسطين فأخضع كل المنطقة لحكمه.
معادات المعاليم المادية للتراث الأمازيغ يهدف الى تدمير الذاكرة التاريخية, وإعادة تشكيل الوقائع التاريخية حسب إرادة إستعمارية لصناعة الذاكرة الشعبية وفق معاير اللاعلمية لتزييف الوعي الجمعي و صناعة الذاكرة المتخيلة من خلال صناعة رموز بديلة إستعمارية, محاولة من القوى الاستعمارية الى طمس الرموز المحلية الأكثر أهمية في تنظيم وظيفة الوعي الجمعي وبناء الذاكرة الشعبية, وإستبدالها بالمزيف المرتبط بالإستعمار وتاريخه المتخيل.
مبدئية الشوفينية العروبية من التراث المادي والفكري لشعوب الاوطان المحتلة له إستمراريته التاريخية, يقول إبن خلدون في (العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب والعجم والبربر) :"عزم الرشيد على هدم إيوان كسرى وإستشار يحيى بن خالد ونصحه أن لا يفعل وإتهمه الرشيد بالنعرة للعجم وشرع في هدمه لكنه في آلاخير عجز عن إتمام الهدم" وفي نفس المرجع يقول إبن خلدون:"كذلك فعل المأمون في عزمه هدم أهرام مصر" و عن إتلاف علوم فارس يقول إبن خلدون في نفس المرجع:"ان المسلمين لما فتحوا بلاد فارس, وأصابوا من كتبهم وصحائف علومهم... كتب سعد بن أبي وقاص الى عمر بن الخطاب يستأذنه في شأنها... فكتب اليه عمر , فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه, وان يكن ضلالا فقد كفاناه الله, فطوحوها في الماء أو في النار". وعن أثار وتراث شمال إفريقيا يقول إبن خلدون :" وافريقية والمغرب لما جاز اليها بنو هلال وبنو سليم منذ اول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خرابا كلها بعد ان كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمرانا تشهد بذلك اثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر".
أيديولوجية نفي الذات المحلية و رمزيتها التاريخية (تمثال الفرعون شيشنق, رمز العزة الامازيغية), أنتجت الرمزية البديلة, المتجسدة في التعبيرات الرمزية الإستعمارية العروبية (تمثال عقبة ابن نافع و ضريحه) وبالضبط في منطقة أمازيغوفونية مدينة تيزي وزو, رفض المحلي وإستبداله بالأجنبي, وهذا السلوك المتناقض في الدلالة ايديولوجية والسيكولوجية بشرعنة الرموز الإحتلالية (عقبة), وتحويل إجرامه الى فعل مؤثر على نفسية ضحايا عقبة الى درجة تحويل جرائمه الى عمل يرتقي الى القداسة, و هي السيكولوجية التي أنتجت "سيدي عقبة". وهنا يكمن تناقض بين الواقع المتخيل و الحقيقة العلمية والموضوعية لوجود تمثال المجرم عقبة في بلاد لقبايل وهو زرع سيكولوجية الخوف في عقول أحفاد الاحرار أبناء أرض مقبرة عقبة السفاح, والتذكير المهين والمذل لهم في كل دقيقة وثانية بالجرائم الشنيعة الوحشية التي إرتكبها السفاح عقبة في بلاد الامازيغ. وهذا السلوك النفسي نجد مفرداته في الخطابات التوعدية للقوى الكولونيالية, وأحسن نموذج هو خطاب الحسن الفاشي بعد مجزرة الريف يناير 1984,بقوله " سكان الشمال يعرفون ولي العهد, ومن الاحسن ان لا يعرفوا الحسن الثاني ", و المقصود من الخطاب الترهيبي, أن الأمير الحسن إرتكب جينوسيد الريف (1958-1959), والذي في نظره لا يساوي شيْ, بما يمكن ان يفعله الان وهو "الملك" صاحب الامر والنهي, هو الرب فوق الارض الامازيغ.
حقد عقبة وكرهه لغير العرب و إضطهادهم حتى الآبادة العرقية, قد وجد تطبيقاته في الاستبسال في القتل والتعذيب والتنكيل بالأسرى والنهب والسبي و قطع أطراف الجسم الإنساني.
مدعوما بألاف من جند الشام قاد عقبة السفاح حملة إبادة ضد المدن و القرى و ساكنتهما, بأساليبه البربرية في التفنن في القتل وتمزيق الاوصال والتنكيل بالاسرى واهانة قادة المناطقة المحتلة. بعض الأمثلة عن ما رواه بعض المؤرخون عن همجيته وحقده على الامازيغ,"قدم ودان فافتتحها، واخذ ملكهم فجدع أذنه، فقال: لم فعلت هذا بي؟ وقد عاهدتني، فقال عقبة: فعلت هذا بك، أدبا لك، إذا مسست أذنك ذكرته، فلم تحارب العرب". عن ابن عبد الحكم، كتاب "فتوح إفريقية والأندلس"، ص-51. و فعل نفس الشيئ مع قائد خوار "فمضى إلى قصور خوار فإفتتحها حتى انتهى إلى أقصاها وفيه ملكها فقطع أصبعه فقال: لم فعلت هذا بي؟ قال أدبا لك إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب العرب", نفس المرجع ص. 52. الفعل الدال على وحشيته وإذلال لغير العرب والاستمتاع بآلام غير المنتميين الى عرقه, وهذا الفعل اللاإنساني الدال عن الطابع البربري في ثقافة السفاح عقبة ابن نافع. فقد قال ابن عذاري المراكشي عنه في كتابه "البيان المغرب في أخبار الاندلس والمغرب", ص.19: "فوصل عقبة إلى إفريقية فإفتتحها ودخلها ووضع السيف في أهلها...وأوغل في الغرب يقتل و يأسر أُمّة بعد أُمّة وطائفة بعد طائفة" ... " وفي نفس المرجع, ص. 24:"...فمضى إلى المُنستير فقاتلهم قتلا شديدا حتى ظن أنه الفناء". وقال ابن خلدون" فسار عقبة وفتح وغنم وسبى وأثخن فيهم وانتهى إلى السوس وقاتل مسوفة من أهل اللثام وراء السوس ووقف على البحر المحيط" تاريخ ابن خلدون.
هذه جرائم السفاح عقبة الذي شيد له الشوفين العرقيون تمثالا بمدينة تيزي وازو و مزارا ببسكرى لتخليد جرائمه الوحشية واللاإنسانية, المعبر عنها في القاموس العروبي اللاواقعي بالبطولات الفائقة الروعة والكمال. ودلالتها الحقيقية هي إهانة وإذلال للامازيغ ضحايا الإرهابي السفاح عقبة و كذا هي إهانة لكل أحرار العالم المكافحين ضد رموز الارهاب والاستبداد والعبودية و ضد رموز الاستعمار القديم و الجديد وجرائمهم الوحشية.
الموقف الموضوعي من التمثالين يكمن في الأحقية الطبيعية والقانونية الانسية, بين تخليد رمزية محلية بأهميتها التاريخية والآثرية وبين شرعنة رمزية إستعمارية وإجرامية. تشيد تمثال لتخليد شخصية أمازيغية بدلالتها التاريخية لا يتناقض مع الحق الطبيعي والقانوني الدولي بالتخليد والإعتزاز بالشخصيات التاريخية. أما تشييد تمثال لمجرم حرب في بلاد الامازيغ و بالضبط في مدينة تيزي وزو يعد إنتهاك لحقوق الانسان وحقوق الشعب الامازيغي.
أحقية تخليد ذكرى الفرعون الامازيغي بتشييد تمثاله تكريما له, يقابلها أحقية رفض الامازيغ وجود تمثال المجرم عقبة رمز الآبادة والإرهاب والتحقير والإهانة للشعب الامازيغي.
تحطيم تمثال المجرم عقبة و تكريم الفرعون شيشنق, مطلبين طبيعيين أخلاقيين لا ينفصلان عن مطالب الكرامة والحرية الإنسيين. تشييد تمثال شيشنق إرادة الشعب صاحب الشرعية الطبيعية والقانونية في بلاده, وتحطيم رمز الاستعمار والقتل والعبودية, هو كذلك مطلب طبيعي وشرعي, وإرادة شعبية أمازيغية في التخلص من بقايا الرمزية الإستعمارية والعبودية والاستبداد, المهينة لكرامة الإنسان الامازيغي.
سياسة التعتيم عن تاريخية جرائم الأعراب وعلى رأسهم جرائم عقبة السفاح في بلاد الامازيغ, ما جعل احرار لقبايل بوعيهم الذاتي التصدي لكل المؤامرات اللاأخلاقية واللاطبيعية للسلطة الكولونيالية و منها تشييد النصب التذكاري للمجرم عقبة المهين للذات الامازيغية و لتيزي وزو المدينة الحرة والبطلة, وعلى لقبايل المسؤولية قبل غيرهم بالمطالبة بإزالة هذا النصب المهين لكرامتهم وإنسانيتهم.
الإدراك الواعي للشعوب المقهورة حفزها على إرغام السلطات على تحطيم رموز الاستعمار والعبودية, وإزالة تماثيل الشخصيات المعروفة بإنتهاك حقوق الانسان, كما حصل من إجبار السلطات بولاية فيرجينيا الامريكية بإزالة تمثال " كريستوفر كلومبوس", وما حصل في انجلترا بمدينة بريستول من تحطيم المحتجون لتمثال إدوارد كولستون أحد رموز تجارة العبيد, أوما حصل مؤخرا يوم 23فبراير 2021, من إزالة تمثال الجنرال فرانسيسكو فرانكو (مجرم حرب الريف), بعد يوم واحد من إقرار المجلس المحلي لمد ينة مريتش (مليلية) الامازيغية المحتلة,على إزالة تمثال مجرم الحرب الدكتاتور فراكو.
في موجة هذه الاحداث العادلة بظاهرة تحطيم تماثل رموز إنتهاك حقوق الشعوب, وفي ظروف إنتفاظة الحرية والكرامة في دزاير, فمن العار والسخرية الإبقاء على تمثال السفاح عقبة شامخا في تيزي وزو , يهين كرامتكم ويذكركم بجرائمه البربرية المتعددة والمختلفة من إبادة وسبي و إهانة لإنسانية الإنسان الامازيغي.
آن الوقت يا أحرار لقبايل لتحطيم تمثال العار, المدنس لأرضكم الطاهرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا