الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن لم تكن معنا.. فأنت ضدنا ومن يخالفنا فهو عدونا .!

مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)

2021 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


كثير من مشاكلنا التي توقعنا في اختلافات مع الكثير ممن نحبهم هو إصرارنا على آرائنا وذلك لان النفس البشرية طبعت على حب «الأنا» ومنها فإن كل واحد منا يرى بأنه هو الصح و الآخرين على خطأ..من الواضح الان أن معظم الذين يكتبون في مواقع التواصل الأجتماعي وخاصة كتاب الفيس بوك لا يكتبون بتجرّد القاعدة لديهم من يخالفهم هو عدوهم..
من ليس معنا فإنه ضدنا.. من لا يتقاطع معنا نقيم عليه الحد! من لا يؤيدنا ليس منا.. ومن يرد علينا بتعليق صريح نعلن عليه الحرب بدعم ممن يدور في فلكهم من شبيحتهم .. ومن يبدي رأيه بما لا يتطابق معهم في الراي نجرّحه بأشد العبارات بشاعة ومن ثم نعمل بلوك عليه!
تلك هي مشكلتنا الحقيقية، حينما لا نملك في غالبيتنا العظمى على الأقل ثقافة الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية، ونملك بدلا منها فن التجريح بأبشع الكلمات وأقساها؛ فن الإهانة ورفض تقبل الاختلاف. هؤلاء لا يكتبون عن موضوع ما ، إنطلاقاً من إيمانهم بإيجابيات هذا وذاك الموضوع أو قناعاتهم بسلبيات هذا وذاك الموضوع .إنما يكتبون إنطلاقاً من إيمانهم العميق بضرورة الدفاع عن قناعاتهم المنبثقة من مصالحهم الشخصية الضيقة التي وفرتها لهم أسيادهم ...
نتابع ونصاب بالإحباط مما وصلنا إليه، ونحن نعيش في أوقات لم نعد نحتمل فيها بَعضنا بعضا لان اسياد البعض يحركه مثل الدومنا حسب مصالحه وغاياته الشخصية .مع الاسف الان لا نريد أن نسمع إلا ما يمليه علينا عقلنا وضميرنا، خطأ كان أم صوابا.
طبعا هذا، للأسف، مؤشر على مستوى الانغلاق الكبير الذي يعيشه مجتمعنا بعيدا عن الحوار، أو قبول الاختلاف بالرأي.
ولهذا .... فأن القضية ببساطة باتت تتمحور في سياسة الدفاع عن قناعات الأسياد والاصنام الذين يؤمّنون المصالح الشخصية بغض النظر عن حقيقة الموضوع والقناعة الشخصية وبات من الضروري في نظر المستفيدين من اسيادهم واصنامهم التصدي لكل من يشكل خطراً أو تهديداً لهذه القناعات والمصالح كل ذلك لأن أحدهم كتب او قال رأيا لم يعجب الآخر ولم يؤيده!
هكذا بدأت المعادلة الجديدة تفرض بنفسها على الواقع الذي بدأ يطغى عليه التطرف عندما يستوجب تغييب العقل وقتل الرغبات طبعا هي أمراضنا المجتمعية التي تظهر لنا عند أول حوار أو نقاش. ولهذه الأمراض أكثر من سبب؛ منها أننا اعتدنا عبر سنوات حياتنا، ومع تعاقب الأجيال، أن هناك رأيا مسيطرا على الجميع أن يؤيده، سواء اقتنع الطرف الثاني أم لا، ولا مجال للنقاش بشأنه. فالحياد لا يكفي هنا ابدا ... إن لم تكن معي ... فأنت ضدي لامجال للنقاش ..
طبعا كنا نعول مع قدوم عصر التكنولوجيا الحديث وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي لدى الجميع بأن تكون منصات حرة لتبادل الآراء والافكار؛ هذه المنصات بوابات تعلمنا كيف يكون الحوار والاختلاف؛ وان تكون نافذة تؤكد على مفهوم قبول الغير؛ وبالتالي تكون هذه المواقع والمنصات مكانا لتعزيز الأفكار وإثراء المحتوى. لكن مع الاسف الشديد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أداة تعكس ثقافة المجتمع غير المعتاد على الحوار، ومن ثم بوابة للخلاف والكراهية والطعن والتجريح بأعراض الناس، والابتعاد عن الأخلاق والضوابط المجتمعية، والتشهير بالآخرين بابشع العبارات.
لا يضر الاختلاف الاراء والافكار بأي قضية كانت بل العكس صحيح. لذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة، طالما نحن نرفض الآخر ولانتقبله بافكاره ، وفق العقلية ذاتها، من دون إحداث أي تغيير حقيقي في داخلنا ، أو قناعة بأن اختلافنا يميزنا، إن كان مبنيا على الاحترام الراي والراي الاخر !
أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه..فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ !! قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر ! لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا بالضرورة لمجرد أنه رأينا! لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلابد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كلا منهم يرى ما لا تراه.
اذن الاختلاف في الرأي الواقعي لا يدمر ولا يكذب ولا يفسد للود قضية.
دمتم خيرا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة