الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر 🇪🇬 تستطيع خلق هوامش المناورة والمفاجأة معاً ...

مروان صباح

2021 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


/ يجادل البعض ، ليس دون اثباتات وجيهة ، بل البعض يميل إلى الصدق والمكاشفة عندما يدعو إلى الحرب ، لكن ليست هناك الآن مصلحة عربية في فتح جبهة قتالية أخرى ، فأغلب الجبهات مفتوحة أو مستباحة ، لكن هذا لا يعني أبداً ، أن تقف القاهرة مكتوفة الحال أمام تداعيات مخاطر السد الأثيوبي ، لأن ببساطة من الممكن أن يُفهم عدم تحرك المصريين 🇪🇬 عسكرياً ضد الإجراءات الأحادية بأنه عجز ، في المقابل ، وهذه وجة نظري على الأقل ، تتحرك الدبلوماسية المصرية ضمن الرؤية التنموية الشاملة التى يعاد من خلالها بناء 🔨 الجمهورية الجديدة والحديثة والمتطورة والقادرة على إعادة مكانة مصر 🇪🇬 إلى وضعها الإقليمي والدولي الطبيعيين ، المقابل أيضاً ، كانت مشكلة مصر قبل ثورة الضباط 👮‍♀ الاحرار تعاني من الفيضانات المستمرة التى أعدمت المحاصيل المزارعين وذهب ضحيتها الكثير من البشر ، بالإضافة إلى أن الجغرافيا المصرية كانت غارقة بالعتمة ، ومع بناء السد العالي الذي يعتبر من أهم وأكبر المشاريع العملاقة في العصر الحديث ، انتهى ✅ أمر الفيضانات وعمت الكهرباء بطول وعرض الجغرافيا ، إبتداءً من العاصمة والمدن والقرى وليست انتهاءً بالطرقات الرئيسية أو الفرعية ، وأيضاً ساهمت الكهرباء بشكل كبير في التنمية الصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية والثقافية بمختلفها وأيضاً السياسية والعسكرية والسياحية التى باتت الأخيرة تدر لها سنوياً العملة الصعبة ، لكن تاريخياً أخفقت الحكومات السابقة في توظيف المياه بشكل مدروس ، وهذا جعل ويجعل المصريين يشعرون بالخطر الداهم كل ما تم تصعيد ملف السد الأثيوبي ، وهنا نتحدث بصراحة 😶 عن أثيوبيا التى تأخرت عن مصر 🇪🇬 ما يقارب 70 عاماً ، حتى هذا اليوم يعاني الشعب الاثيوبي من الظلمة ، 75٪ من الشعب يعيشون في العتمة ، وبالتالي يفتقدون إلى الحد الأدنى من بديهيات الحداثة العالمية ، بالطبع نتيجة غياب الكهرباء .

بالطبع ، ما يخيفني 😟 شخصياً ، ليست أثيوبيا الحالية ، لكن ما هو مقلق 👀 فعلاً أثيوبيا القادمة ، كيف ستكون اثيوبيا في المستقل ، إذنً ، السؤال الذي من المفترض طرحه ، هل هناك جهة تعيد بناء 🔨 الدولة الاثيوبية في أفريقيا لكي تكون مشابهة لإيران🇮🇷 أو تركيا🇹🇷 أخرى ، بهدف استنزاف القوة الأكبر للعرب ، والواقعة بين أفريقيا واسيا ، الجواب ببساطة وبلا تردد ، طبعاً ، هذا تماماً ما يجري على نار 🔥 هادئة ، وهنا لا بد من توضيح مسألة جوهرية ، قد تغيب عن الكثير ، الفكرة بالأصل لا تنحصر في بناء🔨 السد المائي ، لأن الباني يدرك جيداً أن الجدار يمكن تعطيله بسهولة طالما جمهورية مصر 🇪🇬 العربية تمتلك جيشاً قوياً💪 وأجهزة استخبارات أيديها قادرة للوصول إلى أهدافها ، وايضاً مع تبني حكومة القاهرة مشروع تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواد الأساسية أعطها ذلك ميزة لكي تُحقق جزء كبير من السيادة ، لكن ما يزعج في المسألة الإثيوبية ، تلك النوايا الدفينة والتى تتعلق تحديداً بسد النهضة وبهذا التوقيت⏱، وبالتالي تساهم القوى الإقليمية والدولية بشكل عضوي في بناء القوة الاثيوبية من أجل🙌 صنع توازن استراتيجي بين البلدين ، إن كان ذلك على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري أو الاقتصادي ، أي أن ، حتى الآن المصريون لا يجدون مشكلة في تعطيل السد بطريقة ما ، لأنهم على دراية تامة بقدرات اثيوبيا العسكرية والاقتصادية ، وبالتالي البنيوية الاثيوبية لا تتحمل أي صراع محتمل 🧐 ، لكن هذا التقدير لن يكون نافع في المنظور القريب ، لأن مع إنتاج الكهرباء سيكون هناك عائد سنوي لخزينة الدولة بما لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار💵 ، كمرحلة أولى ، بالطبع ، هناك جملة مشاريع قيد التنفذ ، تشرف عليها مؤسسة التنمية الدولية الأمريكية ( DFC)، بالإضافة لمشاريع نافذة من خلال المؤسسة التابعة للخارجية الأمريكية ذائعة الصيت ب( USAId) ، يستثمران الطرفان في البنية التحتية وايضاً في خلق مجتمع حديث ومن خلال نشر شبكات الإتصالات السلكية واللاسلكية فضلاً 🥺 إلى كل ذلك ، هناك دعم مركز للجيش وأجهزة الاستخارات ، في المقابل ، يتحرك الجانب الإسرائيلي عبر خبرائه في اثيوبيا من أجل 🙌 توفير الدعم في كافة المجالات مثل مساهمته في تطوير الصناعة وإدخال التكنولوجيا الزراعية التي تفتقر إليها إثيوبيا رغم امتلاكها للثروة المائية والأراضي الشاسعة ، بل باشر الموساد في بناء 🔨 قاعدة استخباراتية وعسكرية وصحية وتعليمية ، فإسرائيل تعتبرها منطقة حيوية واستراتيجية لها ومع وجودها الكبير في جزيرة🏝 دهلك الاريترية والذي منحها موطأ قدم هناك ، بات الموساد يُدير مركزاً للمراقبة وجمع المعلومات عن اليمن والسعودية والسودان ، بل له صولات وجولات في تغذية الصراعات داخل اثيوبيا مستغلاً للأرضية الخصبة التى تركها المستعمر ، وبالتالى ، سعدت إسرائيل🇮🇱 تماماً عندما غادر✌ حزب الشيوعي الماركسي سدة الحكم في أثيوبيا ، لكي تعيد 🔁 وتواصل ما بدأت في بنائه 🔨 ، بعد ما توقفت✋ عنه أثناء حكم منغستو ميريام ، حزب الشيوعي السابق ، هو بناء 🚧 الحلم الصهيوني ، الأسطورة إياها من النيل للفرات ، وبالفعل تحقق ذلك في كل من العراق 🇮🇶 وسوريا ، اليوم البلدان أصبحا في دائرة⭕ العطش .

كان طلب القاهرة بالأمر اللافت ، إذنً ، على ماذا تعتمد مصر 🇪🇬، عندما تُصر على المشاركة في إدارة السد ، كأن الأمر محتوماً ، وبالتالي تعتمد بادئ ذي بدء ، على القانون البشري ، تُعتبر مياه 💦 النيل هو الشيء الوحيد المشترك بين منتاهرين ، على الرغم من الصراعات التاريخية ، بقت المياه تتدفق دون أي عائق ، أيضاً حسب اتفاقية عام 1996 ، أكدت على أن النيل قانونياً نهراً دولياً ، وبالتالي من حق القاهرة إذ ما شعرت بتهديد جوهري لوجودها ، أن تنسحب من الإتفاق الموقع بينها وبين السوادن واثيوبيا عام 2015م، وتحويل قضية النيل إلى مسألة دولية ، وهنا قد تطرح اثيوبيا مسألة السيادة على السد النهضة كدولة ينبع النهر من بلادها ، من خلال المفاهيم التى تُقدم على نحو أن المساس بالسيادة محرم ، لكن أيضاً ما يؤرق المرء ، امتعاضها وتلكؤها بالاعتراف بحصة مصر 🇪🇬 البالغة 55 مليار متر مكعب والتى لن تعد كافية مع إرتفاع المتواصل للسكان ، وهنا يكمن سر اصرارها بالتفرد في إدارة السد ، الذي سيمنحها في المستقبل التحكم بكميات الماء المتدفقة ، فبلد مثل مصر 🇪🇬 بالأصل يعاني من شح المياه ، ليس فقط المياه 💧 المختصة للشرب ، بل مياه الإنتاج الذي يقوم عليها الاكتفاء الذاتي ، أيضاً هناك جانب مسكوت عنه دولياً ، حتى الآن التقارير الدولية لم تفصح عن جودة ومتانة السد الأثيوبي، على سبيل المثال ، هناك إجماع عالمي على متانة والطريقة التى بُني بها السد العالي ، بتكلفة المليار دولار💵 أيام ما كان الدولار دولار💵 ، لأن ما يثير تخوف المراقبين هو ما مصير السد مستقبلاً بعد التعبئة النهائية ، صحيح أنه سيتحول السد إلى عامل رفاهية للاثيوبيين ، لكن في المقابل ، سيعتبر قنبلة💣 مائية ، قابلة للانفجار باتجاه ، كل من السودان 🇸🇩 ومصر 🇪🇬 .

من يملك القدرة على رؤية الحقيقة لا يتوجه إلى كنفها ، صحيح أن الحلول المائية أصبحت مع التكنولوجيا متعددة ، ربما تكلفتها مرتفعة ، لكن مع التحديث من الممكن أن تصبح أقل تكلفة من ماء النيل ، بالطبع ايضاً ، من الجدير للقاهرة الشروع في بناء 🔨 مشروع قناة جونقلي الذي يعزز مياه 💦 النيل ب 20 مليار متر مكعب ، وهذا المشروع يعزز علاقة القاهرة مع العمق الأفريقي ، وبمعزل عن الإتفاق أو الاختلاف حول مصداقية الطرف الإثيوبي ، لم تعد الحكاية تنحصر على انقاذ مصر 🇪🇬 من الاذى الكامن من السد ، لكن ما يحتاجه المصريين ، هو توفير الذكاء في إلتقاط تفاصيل العلاقات من أجل تنظيم مستويات التكافؤ بين الماضي والحاضر والقوة والضعف ، وهنا لا بد من وضع النقاط على الحروف ، فالنظام المصري بطبيعته التكوينية ، لم يُبنى على تصدير العقيدة ، أي أنه نظام وطني وليس مُصدر للافكار ، وهذا ينعكس تماماً على جيشه والشعب الذي يحكمه ، أي أنه غير مؤهل لخوض حروب مفتوحة وطويلة ، لكنه في ذات الوقت ، يدير النظام جيشاً وشعباً ، بنيويتهما الوطنية قابلة بقوة وعنفوان فريدتين في الدفاع عن الأرض والحقوق القومية ، وبالتالي ، الصراع القائم في المنطقة ، هو صراع بين مشروع عقائدي لديه طموح في تحقيق 🤨الطموح الصهيوني أو المشاريع الأخرى ، مثل إقامة الدولة العربية الشيعية أو الفارسية أو العثمانية ، إذنً ، لم تعد تنفع تلك المدرسة 🏫 التى كانت تتيح فيها ترقية البيدق إلى جنرال أو وزير ، بل ، لا بد للوطنية المعزولة بين المشاريع العقائدية ، أن تجيد قراءة الواقع جيداً ، والتى تسمح للقاهرة بخلق هوامش مكشوفة وأخر مخفية ، الأولى للمناورة والأخرى للمفاجأة ، وهنا زبدة الموضوع وخاتمته أيضاً ، وهذا لا يحصل سوى بكسر الأطر المؤسسات الدولة التى أعاقت تاريخياً اندماج الطاقات الشبابية في مؤسساتها ، تلك المؤسسات التى لديها دقة ✊ في فهم الذات وتقبلها والإمساك بها كونها الهوية التى ستحقق الوعي وبدورها ستوفر الإنتاجات المختلفة والامتداد من أجل تقوية وتعزيز الأمن القومي العربي ، والتى أيضاً تجعل من مصر قوة علمية🔬 حقيقية ، ساعتها فقط ، لا تجرؤ اثيوبيا أو غيرها أن تتفلحص معها . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م