الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدارة الرئيس بايدن وتحديات العراق

كاظم الموسوي

2021 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ما أن أعلن عن فوز جو بايدن بمنصب رئاسة الولايات المتحدة وحتى دخوله البيت الأبيض نشر سياسيون عراقيون والسفارة الأمريكية وجيوشهم الإلكترونية وذبابهم الالكتروني على وسائل التواصل والإعلام صورا للقاءات بينهم وبايدن، ظاهرين حالة من المعرفة المسبقة به، وحوارات له معهم. وهذه اشارة تاكيد على أن الرئيس الحالي يعرف السياسيين العراقيين الذين يلعبون دورا في المشهد السياسي، منذ غزو العراق واحتلاله وحتى اليوم، وان السياسيين العراقيين يعرفون الرئيس الجديد، وعندهم صور مسجلة تبين ذلك. ومنذ كان بايدن عضوا في الكونغرس الأمريكي ونائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما، كان مكلفا بالملف العراقي، وصاحب مشروع تقسيمه على أسس طائفية واثنية، إلى ثلاثة أقاليم بمسمياتها التي قسم العراق أمريكيا عليها. وكان قد زار العراق في تلك الفترة عشرات المرات، أو أكثر مسؤول امريكي زار العراق وعرف أوضاعه خلال فترة الغزو والاحتلال وبعد انسحاب القوات الأمريكية من ارض العراق رسميا، وابقاء قوات موزعة في قواعد عسكرية متفرقة على الأرض العراقية، وتوقيع معاهدة شاملة.
وليس الرئيس الأمريكي بايدن وحده، بل وأغلب إدارته لهم معرفة مباشرة في الأوضاع العراقية، عن طريق ما كلفوا به سابقا، عملا وظيفيا أو مهمات رسمية، وبالتأكيد تاخذ تلك الصلات والمعرفة دورها في رسم السياسات مع العراق. رغم أن الرئيس بايدن في عرضه الاول لسياسته الخارجية لم يتطرق إلى الملف العراقي، الا أن الملف مطروح امامه، منذ استلامه منصبه، وتعرض قواته وسفارته والعاصمة بغداد الى تفجيرات وصواريخ، لها تعبيرها السياسي.
ما هي التحديات التي سيواجهها بايدن في العراق وماذا سيقدم لها وماذا سيرد عليه السياسيون في العراق؟.
ابرز التحديات تتركز في الوضع الأمني في العراق، انطلاقاً من وجود قوات أمريكية مدججة بالسلاح تحت عنوان تدريب القوات العراقية ومكافحة الإرهاب من تنظيم "داعش". ومقابله قرار من مجلس النواب العراقي يطالب بإخراج القوات الأجنبية، الأمريكية خصوصا، التي ينشر احيانا انها بحجم خمسة أو ستة الاف عسكري، يضاف لها ما اعلنه حلف الأطلسي رسميا منً زيادة قواته من 400 الى 5000 عسكري في العراق، مع تسريب اخبار عن تطوير قواعد عسكرية وبناء قواعد عسكرية جديدة. إضافة إلى وجود اكبر سفارة أمريكية في العالم، مساحة ومهمات، وأعداد العاملين فيها.
من هذا التحدي يولد تحدي اخر منه، حول بناء دولة مستقرة، لم يتحقق كما أرادت السياسات الأمريكية منذ غزو العراق، وخلق هذا التحدي ارباكا معقدا، يقتضي إعادة النظر فيه. فلا مشروع بايدن الذي طرحه في حينه حلا لازمة الدولة في العراق ومصادقة الكونغرس الأمريكي عليه، ولا ما تقوم به السفارة الامريكية من تنفيذ مشاريع تفتيت وتأزيم الأزمات الداخلية، قادرة على او تساعد برامجها على إيجاد حل. وليس يسيرا بعد مسيرة حكم وزعت وفق التقسيم الأمريكي الذي أقره بايدن واستمر وجوده على أساس دولة اتحادية تحتوي الاقليم الكردي، شبه المستقل، بالتوافق والحماية الأمريكية والتأييد الصهيوني. فضلا عن توزيع السلطات عرفيا على أسس المحاصصة ووضع دستور يتفق معها دون النص عليها.
وهذه الحالة قد تصنع لها تحديا متعدد الاوجه، داخليا وخارجيا، مع سعة التناقضات الداخلية، والعلاقات في الإقليم وفي المركز، وما بينهما، وما توفره من عوامل قلق وعدم استقرار واستفحال الأزمات الاخرى، ويتبعها ما يوفره الموقف الأمريكي المشجع لها، بتهديد مشروع بايدن وفي رئاسته الان.
والتحدي الرابع يكمن في العلاقات الاقليمية، وسياسات الهيمنة الامبريالية، سياسيا واقتصاديا وامنيا وثقافيا، وتجهيز قاعدة محلية للانطلاق منها لتطبيق تلك السياسات. وهو ما تحقق بعضه في التشكيل الحكومي الاخير، ولكنه غير قادر على فرض الأمر الواقع وابعاد اي تأثير داخلي او خارجي حول مخططات الهيمنة ونهب الثروات والامتداد الإقليمي منه وعبر قاعدته المتخادمة والمتساكنة مع المشروعات السياسية في العراق والمنطقة.
والتحدي الخامس يرتبط بتداخل المصالح الأمريكية مع أهداف سياستها في المنطقة و تحالفاتها وشركائها، ووجود القاعدة العسكرية الإستراتيجية في المنطقة، في الوقت الذي لا يشكل العراق طرفا فيها، تحالفا أو شراكة، رغم احتلاله. أي أن أهداف السياسة الأمريكية في المنطقة قد لا تتطابق مع المصالح العراقية ولا يمكن أن تخدم الشراكة أو التحالف معها. ولكن الموقع الاستراتيجي للعراق وجواره لأكبر تحد للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، الجمهورية الإسلامية في ايران، يجعل التعامل معه أولوية في أية سياسة مخططة للتحكم في المنطقة واحتواء إيران وحماية الأهداف الاستراتيجية للهيمنة الاستعمارية.
ومع هذه التحديات وغيرها سيكون لبايدن وإدارته دور في رسم مسار العلاقات البينية وصولا إلى مستقبل البلاد والمنطقة. فبحكم كون بايدن، المسؤول الامريكي الأكثر معرفة بالاوضاع الداخلية وكذلك وزراء آخرون من ادارته، تكون المواجهة مصيرية وتاخذ قضايا بناء الدولة والاستقلال السياسي والتنمية الاقتصادية والعلاقات الوطنية والإقليمية والدولية الاولوية على محك العملية السياسية وتفاعل القوى المؤثرة في العراق أساسا وارتباطاتها، الداخلية والخارجية.. وستكون الفترة القادمة، فترة اختبار معقدة لتطورات العلاقات العراقية الأمريكية والمشهد السياسي في المنطقة عموما. فالإدارة الأمريكية لن تتخلى عن نفوذها ولا سيما تحت حكم بايدن، الخبير بالقضية العراقية، كما سمي منذ تكليفه بالملف العراقي، ولها مخططاتها ومشاريعها بخصوص الوضع في العراق، وموقعه من قضايا المنطقة الاخرى، بمتعلقاتها الكثيرة، وهو مقدم على انتخابات تشريعية مطلوبة شعبيا كآلية للتغيير، من جهة وتكون حاملة لما تريده الإدارة الأمريكية من ضمن مشاريعها ومخططاتها المعلنة صراحة من جهة اخرى، مع خطورة ما يعيشه العراق من أزمات عديدة، متشابكة. مطروحة اليوم ومستمرة الى الايام القادمة، ولها تداعياتها المباشرة على الاوضاع الاخرى، وبالتأكيد تترك آثارها على هذه التحديات وعلى ما يرسم من خطط ومشاريع، أغلبها معلن ويتفاعل مع تطورات المشهد السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ