الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشر سنوات، فأين نحن اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل-

فلورنس غزلان

2021 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


عشر سنوات ، فأين نحن اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل؟

يتقدم الربيع نحونا مختالاً، سبق وسعينا إليه نطرق بابه ليكون فاتحة انطلاق نحو أفق الحرية والكرامة، الآن نتذكر كيف هرعنا إليه دون أي زادٍ أو فكر أو سياسة أو قانون ، أوصديق ورفيق في الإنسانية يقف معنا ، بكل عفوية وسذاجة انطلقت حناجرنا تنفث وجعنا وجوعنا للانعتاق والخروج من شرنقة عقود من القهر والحرمان، وما أن سارت أقدامنا العارية ورؤوسنا المرفوعة نحو الشمس حتى بدأنا نكتشف أن منابرنا تسقط تباعاً بيد الإسلام السياسي والسلفي، وتلونت مظاهراتنا بألوان البنادق واشتعل صوت الرصاص بحجة حمايتنا....إلى أن بدأت رايات تهتف باسم الله وتغني لنبيه تختال بين متظاهرينا، ونحن نسقط كالمٌنَومين أوالمُخَدَّرين في كابوس التسليح القادم على مركبات البترول وأمواله ،تلونت معارضتنا وأصبحت تحتل أرضنا أجناس غريبة اللغة واللكنة ،بعيدة الهدف والغاية عما نريده ونبغيه من ثورتنا ، بالطبع غضت الجارة الشمالية تركيا النظر عن دخول هذه الأجناس، كان مال البترول كريماً لإجهاض حلمنا، ولم يكن لدينا قيادة سياسية معارِضة تستطيع أن تصحح الخطأ وتقود نحو تحقيق الأمل، أحزاب مشرذمة ضعيفة وسلطة متوحشة تدعمها منذ الرصاصة الأولى ميليشيات تابعة لإيران " كحزب الله وغيره من الميليشيات التي ربتها إيران في العراق وأفغانستان وغيرها" ، وراحت مطحنة الموت والدمار تحطم كل حياة ، تمركز من أطلقوا على أنفسهم " الثوار المسلحون " بين السكان في الأحياء المأهولة ، مما أدى لمزيد من ضربات الطيران التي تضرب دون تمييز ، رغم كل شيء اهتز كيان النظام وبات بينه وبين الانهيار وقتاً قصيراً، فاستدعى روسيا لتتدخل أولا ،لأطماع سياسية واستراتيجية وثانياً لتصفية حساب بين بوتين و مسلمي دول الاتحاد السوفييتي سابقاً وخارج أرضها ...فالأرض السورية ومواطنها لايعني بوتين من قريب أو بعيد ،
وحينها انطلق العد العكسي لصالح النظام وأعوانه ، رغم أن سوريا لم تعد لخارطتها الحقيقية ، بل أصبحت عبارة عن مناطق نفوذ لعدة دول ، ايران تريد تحقيق مطامعها في رسم خريطة نفوذ تبدأ من العراق " المحتلة سياسياً من إيران " وتدخل منطقة الجزيرة شرقاً إلى أن تمر بالقلمون وتنتهي بالبقاع، أما روسيا فتحتل المنطقة الساحلية بقاعدتيها الأكبر خارج الأرض الروسية " حميميم وطرطوس" ناهيك عن وضع يدها على مرفأي اللاذقية وطرطوس، وتوقيعها معاهدة مع الأسد لاستخراج الغاز من البحر المتوسط ، أمريكا متواجدة في الشمال الشرقي وتشرف على آبار البترول ،وتقول أن وجودها مرتبط بمحاربة داعش وفلوله داعمة " قسد " حيث الدويلة الكردية الحالمة بتوسيع إطارها من خلال هذا الدعم ، الذي لايمكن أن يضحي بعلاقته مع تركيا " العضو في حلف شمال الأطلسي "، علما أن تركيا أنشأت لنفسها جيباً من خلال دعمها لجبهة النصرة في منطقة إدلب ولها تواجد هناك يمتد حتى عفرين ووقعت إتفاقية مع روسيا تتبادل من خلالها المصالح والنفوذ، أما إسرائيل فلها الباع الطويل في ضرب الأراضي السوري وتحجيم ولجم كل تمدد إيراني أو تسليح لحزب الله بموافقة كلا من روسيا وأمريكا.
هذا هو وضعنا اليوم ، فأين نحن من الحلم وماهو واقعنا؟ ، معظمنا لازال يقول أن " الثورة لم تمت" ! طوابير الجوع على اللقمة وطوابير على البنزين والمازوت وغلاء يقصم ظهر ثمانين بالمئة من الشعب السوري، يقضي نهاره في الجري وراء اللقمة والدواء ولا يحصل عليهما، بينما يدفع بشار الأسد بمواليه ليكتبوا العرائض مطالبين " فرنسا " والدول الغربية برفع الحظر عن نظام الأسد ورفع العمل بقانون " قيصر"!!! ، وكأن النظام بريء من الفساد والسرقات والمحسوبيات وتهريب أموال الدولة إلى البنوك الأجنبية، لا بل يحاولون تلميع وتنظيف أيادي النظام القاتل والغارق حتى الأكتاف بدماء السوريين من خلال ادعائهم أن " سوريا كانت بخير قبل عام 2011 !، وكأن السوريين آنذاك ينعمون بالرفاهية والحرية والديموقراطية، فهل يكتفي المرء بالخبز وحده؟ قليل من الخجل والحياء يامن تغسلون أيدي بشار وأزلامه وشبيحته ، إنما نقول لكم " اللي استحوا ماتوا" والأكثر عيباً أن من يرفعن عقيرتهن نساء ...نساء لم يعرفن الحرمان ولا الجوع ، تباً لكن ولأنوثتكن العاقرة عقلا وفكراً وموقفاً .
فلورنس غزلان ــ باريس 16/03/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م