الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزراعة الملحية ضرورة ملحه حان وقت استخدامها بالعراق

عبد الكريم حسن سلومي

2021 / 3 / 16
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


نتيجة لشحة المياه العذبة اليوم بالعراق والتي اصبحت كمياتها لا تفي بكل الحاجات للإنسان سواء منها(الغذائية والصناعية والبلديات كمياه شرب نقيه)فقد اصبح من الضروري ايجاد العديد من البدائل للمياه التقليدية التي للأسف اصبحت سلاح بيد دول تعمل بها على ابتزاز العراق اقتصاديا وسياسيا ومن اهم هذه البدائل من وجهة نظرنا ونظر الكثير من المختصين والباحثين هو المياه المالحة والاراضي المتملحة بكافة اشكالها والتي حان الوقت لاستخدامها في المناطق التي يتعذر توفير المياه العذبة فيها للزراعة لغرض انتاج محاصيل اقتصاديه علفيه وصناعيه وغذائية وغيرها بحيث تزرع انواع قابله لتحمل الظروف الزراعية بهكذا وسط ملحي
لقد اصبح اليوم استثمار اراضي ملحيه ومياه مالحه ضروري بهدف توفير الغذاء عن طريق انتاج محاصيل ذات قيمه غذائية او علفيه قادرة على التأقلم والعيش والنمو مع ظروف خاصه دون استخدام طرق الاستصلاح التقليدية
وبما ان العراق اليوم يزخر بالمياه المالحة من مصادر عديده اضافة لا راضي ملحيه واسعه لابد ومن الضروري الاستفادة منها وذلك باستثمارها للإنتاج حيث اصبح بالعراق مساحات واسعه من الاراضي قد خرجت من نطاق الانتاج الزراعي بسبب تملحها ونقص المياه الصالحة للزراعة ولكن مما يؤسف له انه لازال الري التقليدي بالعراق يساهم بصوره كبيره بتراكم الاملاح في الاراضي الخصبه مؤديا وباستمرار لخروج اراضي من صلاحية الانتاج
فاليوم اصبح تملح الاراضي ظاهرة واسعة الانتشار مع كون العراق اصلا يقع بالمناطق الجافه وهو بلد يشكوا وبقوه اليوم من شحة المياه العذبة الصالحة مع تصاعد نسبة الاراضي المالحة وزيادة تراكيز الاملاح بمياهه السطحية والجوفية لا سباب عديده خارجه احيانا عن ارادته الوطنية
ان ظاهرة التملح للأراضي والمياه هي بطبيعتها تعود لعوامل طبيعية جيولوجية اضافة لسوء ادارة موارد المياه مع ازاحة الغطاء النباتي لكثير من المساحات ومع ارتفاع درجات الحرارة بالعراق وقلة الامطار وزيادة نسبة التبخر وسلوك دول التشارك المائي بأعالي مصادر المياه السطحية التي لم تراعي الاعراف والقوانين الدولية والإسلامية كل ذلك ادى لزيادة نسبة الاملاح بالمياه والاراضي بنسب خطيره

وبسبب نقص المياه العذبة بالداخل العراقي اصبح من الضروري جدا تطوير القطاع الزراعي مع ايجاد موارد مائية اخرى وبديله كون المياه هي العامل الاهم بتطوير الزراعة والانتاج الغذائي وبذلك اصبح هنالك اتجاه كبير بكثير من دول العالم لاستخدام المياه المالحة لغرض التعويض عن النقص بالمياه العذبة لا نتاج الغذاء وتحقيق الامن المائي والغذائي واصبح استخدام هكذا نوع من المياه والاراضي بالعراق ضرورة ملحه اليوم كونه يعتبر اليوم يستورد اغلب غذائه من الخارج رغم انه كان من اوائل البلدان العالمية بالزراعة فالتفاوت للتساقط المطري بالعراق مع صفاته المناخية الجافه ومع قلة وارداته المائية الخارجية اليوم وعدم استخدام الاساليب العلمية في الزراعة والري واستمراره باستخدام اساليب وطرق متخلفة بهذا الشأن كل ذلك ادى لارتفاع مناسيب المياه الأرضية وتدهور كثير من الاراضي لديه حيث تم استبعاد الكثير منها لضعف الانتاج فيها ولكونها اصبحت ليست ذات جدوى اقتصاديه لزيادة نسبة الاملاح فيها مقابل قيمة الوحدة المائية المستخدمة للري فيها
لذا يجب السعي اليوم وبجديه للاستفادة من المياه الغير تقليديه وخاصة الملحية منها لأغراض الانتاج الزراعي وبطرق علميه محسوبة حيث اليوم هنالك دول استخدمت وبنجاح مثل هكذا مياه بالزراعة لا نتاج الغذاء والاعلاف عن طريق الزراعة الملحية ولضمان نجاح الزراعة الملحية يجب الاخذ بالعديد من الاساليب والطرق التي تجعل الزراعة الملحية ناجحة واقتصاديه
فالعراق بطبيعته كان وسيكون بلدا زراعي وان المياه والتربة لديه من اهم الموارد الطبيعية التي كانت توفر الغذاء لشعبه ولكن مما يؤسف له ان الزراعة الملحية بالعراق لم تنتشر الا بنطاقات محدودة وخاصة بالبحوث وبنطاق ضيق لبعض المناطق وهي تجارب فرديه وبمساحات قليله
ان ظاهرة انتشار الملوحة بالأراضي والمياه العراقية وخاصة بالمشاريع المستصلحة والاراضي التي كانت جيده وذات نوعيات صالحه للزراعة يعتبر من اهم المخاطر التي تواجه الزراعة الاروائية بالعراق حيث تتحول سنويا الكثير من الاراضي الخصبة الى اراضي ملحيه ذات انتاجيات منخفضه وقد يتم اخراجها مستقبلا من الاستثمار الزراعي مما اثر ذلك كثيرا على هجرة كثير من الفلاحين لا راضيهم التي كانت بالماضي القريب من اخصب الاراضي وتحولت الى اراضي مالحه وبحاله سيئة بفعل اسباب عديده
و الاراضي المالحة هي كل ارض تحتوي على كميات كبيره من الاملاح الذائبة او ضمن بنائها التركيبي والذي له تأثير سلبي على نمو النباتات نتيجة لارتفاع الضغط الأسموزي للمحلول بالتربة المزروعة وبالتالي يعمل على عدم قابلية النبات لامتصاص حاجاته من المياه والمواد الغذائية الموجودة بالتربة و التملح بالتربة ناتج من عوامل بعضها طبيعي والغالب نتيجة سوء ادارة الارض والمياه
فان سوء مواصفات مياه الري مع سوء ادارة عمليات الري اضافة لاستعمال كميات كبيره من مياه الري اكثر من حاجة النبات الفعلية مع زيادة نسب ترشيح المياه للأراضي الزراعية من قنوات الري المجاورة وعدم وجود شبكات نظام صرف وبزل للأراضي ادى لارتفاع مناسيب المياه الارضيه مع سوء المواصفات الكيميائية والفيزيائية للتربة المزروعة ومياه الري وارتفاع درجات الحرارة العالية بمناخ العراق وزيادة نسبة التبخر والنتح كل ذلك ادى لارتفاع نسبة الاملاح لكثير من الاراضي مع تغير نوعيات المياه باستمرار وعبر السنين
فاذا كانت ملوحة التربة ناتجه اصلا عن سوء الري فيجب ان يتم تطبيق نظام صرف للمياه الجوفية مع غسل الاملاح السطحية نحو الاسفل وانشاء شبكات صرف ملائمه لكل نوع من الاراضي والزراعة فيها ويتم ذلك أيضا باستخدام بعض المواد العضوية والجبس واضافتها للتربة مع عمليات غسل للتربة بمياه نقيه وبوجود حراثه عميقه واستخدام دورات زراعيه ومحاصيل تتحمل ملوحة عالية وزراعة محاصيل تعيد خصوبة التربة
ان عملية استصلاح الاراضي الملحية تعتبر من العمليات المعقدة لذا ان الزراعة الملحية اليوم اصبحت من الخيارات الاستراتيجية للعراق يجب العمل بها بصوره جديه و لابد من استخدامها لصعوبة المستقبل المائي فيه
فاليوم اصبح هنالك العديد من النباتات ذات القابلية الكبرى لتحمل الملوحة وبدرجات متفاوتة حيث توجد محاصيل حساسة جدا للأملاح واخرى متوسطة الحساسية وكذلك هنالك محاصيل متوسطة التحمل للملوحة وبعظها له قابلية التحمل الكبير للأملاح
لذلك فاليوم اصبح للزراعة الملحية اهميه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية بسبب التزايد السكاني المتزايد بالعالم مع التغيرات المناخية التي اثرت على شحة موارد المياه العذبة بالعالم
واخيرا نقول يا ترى هل دخل العراق بمجال استخدام هكذا نوع من الاراضي والمياه من اجل العمل على تحقيق الامن المائي والغذائي لشعبه ام نبقى ننتظر رحمة دول التشارك المائي لتعطينا ولو جزء من حقوقنا المائية التاريخية المكتسبة ام سيستمر العراق باستيراد منتجات ومحاصيل زراعيه وغذائية من دول استولت على حصصه المائية بطرق مخالفه لكل الاعراف والقوانين الدولية والإسلامية ولكن للأسف لم نرى لحد الان اي تحرك لا دارة موارد المياه بكفاءة او من المؤسسات الحكومية العليا من اجل الحصول على حقوق العراق وبذلك نرى انه سيكون مستقبل العراق كارثي بالعقود القادمة

المهندس الاستشاري
1-12-2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة