الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا عدوة الشعوب ..!

هادي فريد التكريتي

2006 / 7 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


أمريكا عدوة الشعوب !، هذا الشعار رفعه الحزب الشيوعي العراقي ، حيث كان رأس الرمح في الحركة الوطنية العراقية ، منذ خمسينات القرن الماضي ، ولا زال يحتفظ بصحة المعنى والمبنى على أرض الواقع ، ليس على الأرض العراقية بل وعلى المنطقة العربية برمتها . فأمريكا وبعد أكثر من ثلاث سنوات ، من حربها على العراق وإسقاط نظامه الفاشي ، أسست لحكم طائفي ، مطبقة بإبداع شعارا استعماريا قديما " فرق تسد " ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن الفتنة الدينية ـ الطائفية والقومية ـ العنصرية " مزدهرة " وفي تصاعد مستمر بفضل حصيلة التوظيف لتجاربها المختلفة في أقطار مختلفة من العالم ، حيث قد أسهمت في تشكيل وإدارة منظمات عسكرية بلباس مدني ، لقتل واغتيال القادة النشطين والمقاومين لسياساتها ، فأمريكا الجنوبية تشهد على " مآثرها " في هذا الخصوص ، ولها في كل بلد من هذه المنطقة فضائح سجلها تاريخ رؤسائها ، على مختلف توجهاتهم ، كشفها ورواها مديرو ال C.I.A. الذين تعاقبوا على إدارة هذه المؤسسة .
ما حصل في أمريكا اللاتينية ، حصل ، ولا زال يحصل ، في بلدان وحكومات جنوب شرق أسيا ، فحركات التحرر الوطني فيها ، عانت من حروب وتدخلات عسكرية مباشرة ، ساندتها ودعمتها مختلف الإدارات الأمريكية ، ولما أعيتها أساليبها العسكرية ، من تحقيق أهدافها المتمثلة بإسقاط حكومات بعض الأنظمة الثورية ، أو حرفها عن اتجاهاتها ، بواسطة الانقلابات ، لجأت إلى تشكيل وتأسيس منظمات سرية شبه عسكرية ، وشبكات إرهابية رديفة لقواتها ، تمارس القتل السري والعلني ، لكل المناوئين السياسيين والمعارضين لمشاريعها ، وتدير أساليب التآمر والتجسس والتخريب ، تحت واجهات مختلفة ، سياسية وتجارية وثقافية وصحافة ، وحتى جمعيات خيرية وحقوق إنسان .
ما سلكته أمريكا للوصول إلى أهدافها في معظم بلدان العالم ، يجرى في العراق ، ولا زالت أمريكا ومنظمات سرية حليفة ومتعاونة معها تمارس العنف لتحقيق أهدافها ، دون معرفة الوقت المحدد لانتهاء أهدافها المعلنة أو السرية ، نتيجة لأخطاء ارتكبتها الإدارة الأمريكية ، قبل الحرب وبعدها ، أدت إلى تعثر بناء مشروعها المعلن ( الديموقراطية ) عن طريق حكم حالي ، مبدؤه الأساس محاصصة طائفية ـ قومية ، تسبب في احتدام صراع ديني ، طائفي ـ طائفي ، وقومي ـ عنصري ، أداته مليشيات طائفية وتنظيمات شبه عسكرية تقودها قوى حزبية ، أغلبها مساهم في السلطة ، وما زاد في حدة هذا الصراع وتأجيجه انخراط شبكات إرهابية من خارج القطر ، إسلاموية تكفيرية ، تحت واجهة المقاومة " الشريفة " و" مجلس شورى المجاهدين " التابع لتنظيم القاعدة ، ساهمت هذه التنظيمات مع منظمات أجنبية شبه عسكرية ، إيرانية وإسرائيلية وأمريكية ، ودول أخرى ، متصارعة مع بعضها ، في خلط أوراق المتصارعين ، أدت في النتيجة ليس فقط إلى تعثر تحقيق أهداف المشروع الأمريكي في العراق ، وإنما أيضا صعوبة الخروج بمشروع " شرق أوسط جديد " ، وفق المخطط الأمريكي .
لدى الإدارة الأمريكية أساليب كثيرة تمتلكها للتغطية على فشلها ، لذا أقدمت على توسيع ساحة الصراع ، بإشراك إسرائيل ، أكثر دول المنطقة عدوانية ، بالهجوم على لبنان ، متذرعة بتحرير جنديين مختطفين من قبل حزب الله ، فمنذ أكثر من أسبوعين تشن إسرائيل ، بدعم ومساعدة أمريكية ، حربا قاسية ومدمرة ، مستخدمة كل ما لديها من أسلحة دمار ، المباحة والمحرمة دوليا ، ليس ضد حزب الله ، وإنما ضد الشعب اللبناني المسالم ، وتدمير كل البنى التحتية ، ومرافق الحياة الأساسية فيه ، مما اعتبر لبنان " بلدا منكوبا " ، وقبل الحرب على لبنان ، حاصرت ولا تزال تحاصر غزة ، بقصف الدبابات والطائرات بحجة إطلاق سراح جندي اختطفته حماس..هذا التدمير للشعبين الفلسطيني واللبناني ، لا يتناسب مع الأسباب التي سوقتهما إسرائيل وأمريكا لإعلان الحرب ، ونتيجتها سقوط مئات الشهداء والألاف من الجرحى ، إضافة للخراب الذي ألحق بالبلدين .
الموقف الأمريكي الداعم لهذه الحرب ، إن لم يكن مساهما في التخطيط لها ، عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا ، يقف ضد أية إدانة لإسرائيل ، وحائلا دون رغبة المجتمع الدولي لوقف الحرب وإطلاق النار ، قبل أن تحقق إسرائيل أهدافها ، وأهدافها كحدودها غير معروفة وغير معلومة ، مانحا إسرائيل وقتا أكثر لتدمير الشعب اللبناني وركائز اقتصاده ، ومقدما بسخاء مساعدات مادية " متنوعة " لهذا العدوان ، تمثلت بقنابل فراغية وعنقودية ، وصواريخ " ذكية " وكل ما تمتلكه الترسانة العسكرية الأمريكية من أسلحة فتاكة .
هذا الدمار في العراق وفلسطين ولبنان ، والبقية تتبع ، هدفه استباحة المنطقة ومصدره " أمريكا عدوة الشعوب ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية


.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل




.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا


.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا




.. Ctقتيلان وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل