الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى أين يساق الأردن؟

خالد الصعوب

2021 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن كانت شعارات كلنا الأردن تشاهد بالعين المجردة في كل مكان وزمان في الأردن، أصبحت اللهم نفسي و"حصّل منصب قبل فوات الأوان" و "تغذى فيهم قبل أن يتعشوا فيك" و "فلان وصل وأصبح يصرف له مخصص ماذا ينقصني أنا" هي الطاغية وكأن الأردنيين ناموا من عشيتهم أحرارا ثم أصبحوا وقد صار الأردن أداة تفاخر جوفاء، يقال فيها القول ويفعل غيره.

ما يجري في ظل الكورونا يقول بما لا يدع مجالا للشك أن الأردن تساق للهاوية سوقا، فإن وصلت الإصابات حد الذروة وما بعدها ستغلق البلاد وينهار قطاعها الصحي يتبع قطاعها التعليمي والاقتصادي بشكل حتمي. تتضارب القرارات وكأن التنسيق كلمة لا نعرفها فلا يعود المواطن واثقا بقرار رسمي بل ويسخر من كل قرار ويشكك في نواياه وبدل أن نصلح النوايا ويصدقها العمل نهاجم الساخر وينقلب القوم أحزابا ولكل شخص رأيه وتصبح الرقابة هي المشكلة. وثق المواطنون لأول مرة منذ زمن بحكومتهم عندما أحسنت الإدارة فكيف أصبحت وكأنها حكومة هواة يصلون للنتائج بالتجربة والخطأ؟

بادرت الإمارات حليفة الأزمات لتوفير أطراف صناعية لفتى الزرقاء والتكفل بعلاجه، بادرت لإطلاق سراح نسائنا المحتجزات للتنفيذ القضائي كما بادرت لتصوير حلقات من الإحسان للأردنيين في برنامج قلبي اطمأن وكأننا واقفين على باب جامع زايد ننتظر الصدقات، فهل ستبادر للتدخل بلقاحات أو مساعدات بينما تنشر الدحلانيين بيننا وهل عجزنا عن كفاية حاجتنا حتى تمد لنا يد النخوة المسمومة.

لو لم يكن الأردنيون يملكون زمام أمرهم لما ضربوا أروع الأمثلة في إدارة الأزمة عند اندلاعها. لأشهر متواصلة كان المواطنون والجيش وأجهزة الدولة متكاتفين كدار حلت بها مصيبة فأحسن رب الدار إدارتها وجعلها سببا في قوة عياله، فما الذي حصل ليصبح الأردنيون فجأة وكأنما لا نعرف كيف نريد وكيف نكون ونحن خير وفينا الخير؟ ما الذي حصل ليصبح الأردن محطة وصول إلى منصب وجاه ومال لا أكثر فعلا بينما ندق الرؤوس لأجله قولا؟ ما الذي حصل لتصبح المسؤولية تشريفا ينظر له بعين الحسد فينسى منها التكليف ويكون احترام شاغل المنصب مقرونا بمنصبه دون أن يهم احترامه لنفسه قبل ذلك؟

لم تختلف الشخوص ولم تختفي القدرات أو البصيرة فجأة بل اختلفت النوايا والخطة أخذ الأردن إلى محطة لا رجعة منها، إلى انهيار تام إلى مرحلة الضرورات التي تبيح المحظورات من التضحية بالسيادة أو القبول بالاحتلال أو الانضمام لمعشر دول أخرى بما يغير ديمغرافية الدولة وربما جغرافيتها على خطى الجزر المصرية. ما يحصل اليوم ليس صدفة ولا شحا في حكماء ومفكرين بل شح في الإخلاص لتراب نرائي بحبه بينما نخونه كل يوم ونتاجر به في كل إخفاقه في تحمل المسؤولية وفي كل دناءة وتدني لمنصب ومخصصات وفي كل شخصنة للمشكلة دون تشخيص لتكون سببا لمشكلة أكبر دون حل.

الوصول لفوضى داخلية بفعل غلق سبل العيش وضعف الإدارة وبفعل الجوع الذي إن حل سيلعن كبيرنا وصغيرنا لن يبقي لنا وطنا نعتز فيه.

انهضوا أيها الأردنيون قبل فوات الأوان! انهضوا فهذا التراب لم يرخص بعد! انهضوا فنحن نتآكل من الداخل!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة