الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة الفوضى

خالد العلاونه

2021 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ظهرت الكثير من الأوصاف والمسميات للدول ..منها الدوله العميقه .. الدوله الريعيه .. الدوله الراعيه ..الدولة الرخوه .... وغيرها من المسميات .. لم اجد ما ينطبق على دولتنا أو ما يلائمها أكثر من وصف الدولة الفوضوية ..أو دولة الفوضى ..

يبدو أننا نعيش فعلا في دولة أصبحت فيها الفوضى السمه الغالبه فقد عمت الفوضى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واصبحنا نسير إلى المجهول .
فوضى في كل شيء ..وفوضويون في كل مكان حتى لم يعد يحكمنا دستور ولا يقيدنا قانون ..وأصبح كل منا يغني على ليلاه .
فوضى سياسيه واقصد هنا السياسه الداخلية في ادارة الدوله وتتمثل الفوضى السياسيه بطرق واسس تشكيل الحكومات وتعديلها وتبديلها..والتي يجمع اغلبية المتابعين انها لا تعتمد في معظمها على الكفاءة والخبرة والقدرة والنزاهه بقدر ما تعتمد على صلات القربى والزمالة والمحسوبية والشلليه حتى انه يقال ان رئيس الوزراء لا علاقة له بتسمية الوزراء او اختيارهم .. وقد رأينا في تشكيل حكومة الرزاز وتعديلاتها كيف انها اعتمدت على زمالة الوزراء لدولة الرئيس سواء في البنك الاهلي او البنك الدولي وقبله حكومة عبدالله النسور التي جاءت بالجيران واطباء الابر الصينيه وغيرها الكثبر
ومن مظاهر الفوضى السياسيه ايضا أسس اختيار أعضاء مجلس الأعيان والذي وجوده بالاصل صوره من صور الفوضى السياسيه .. حيث اصبح الاختيار يعتمد على الترضيات والمحسوبيات ولكل جهة حصة في التشكيل .. بالإضافة إلى فوضى التدخلات الحكوميه في الانتخابات البرلمانيه من خلال فوضى القانون والتعليمات وفوضى الألو التي تتبع عند مناقشة اي قانون او مناقشة اي قضية عامه

اما الفوضى الادارية والتنظيمية فشرحها يطول وفيها الكثير بدءا من وجود وزارة رديفة لكل وزارة تحت مسمى (هيئة تنظيم ) .. لا تنظم الا جداول رواتب موظفيها الخياليه ومكافاتهم وامتيازاتهم الفلكيه ، ناهيك عن الفوضى في التعيينات الغير مبرره في مرافق الدولة وبالدرجات العليا لأبناء المسؤولين والحيتان حتى لو تطلب الامر استحداث هيئة او مديرية جديدة لتعيين ابن معالي فلان ولارضاء دولة علان .. دون سلطة او دور لديوان الخدمة المدنيه الذي اسس اصلا ليكون سلطة على رقاب ابناء الفقراء والحراثين

أيضا هناك فوضى اقتصاديه تتمثل في حجم المديونية الكبير والذي ذهبت معظم أمواله امتيازات واعطيات وهبات تقسم على مجموعة من المحسوبين على هذا وتلك .. ومن مظاهره ايضا تلك العطاءات الجنونية والخياليه والتي تحال على المحسوبين وباضعاف التكلفة الحقيقيه ولسنوات طويلة وخير دليل على ذلك فوضى مشروع الباص السريع
فوضى اجتماعيه أوصلت المواطن الأردني إلى حد التسول على أبواب الديوان الملكي الذي يعتبر وجوده أيضا جزء من الفوضى في العدد الكبير من موظفيه وامتيازاتهم وكذلك التوسل على أبواب التنمية الاجتماعيه والجمعيات الخيريه
حتى الدين أصبح فيه الكثير من الفوضى من خلال الكم الهائل من الإجراءات غير المبرره بحجة جائحة كورونا ناهيك عن سيل الفتاوى العارم والتي تحابي رغبات المسؤولين
..
فوضى في التعليم .. تتمثل في عدم القدرة على ايجاد نظام تعليمي واقعي قابل للتطبيق يمتد تطبيقه لعشر سنوات على الاقل حتى تظهر نتائجه .. فكل وزير ياتي يرى انه الاقدر والاجدر على الارتقاء في مستوى التعليم فتجده ينحدر به الى الحضيض وما امتحان الثانوية العامه الا دليلا واضحا على الفوضى حيث اصبح هذا الامتحان حقل تجارب لكل وزير او مسؤول ولم نثبت على طريقة واحده لاجراء الامتحان منذ ما يزيد على عشر سنوات مما ادى الا وجود فوضى في العلامات والمعدلات حتى افقدوا التوجيهي قيمته ومكانته ومعناه .. اما التعليم الجامعي فحدث ولا حرج .. فقد فتحوا باب التجارة بالتعليم على مصراعيه فانتشرت عشرات الجامعات الخاصة التي تعمل معظمها على مبدأ ادفع وتخرج ما حدى بالجامعات الرسميه ان تسير على النهج لتستطيع القيام بواجباتها تجاه التعليم فاصبحت الجامعات كما وصفها الامير حسن يوما انها مدارس كبيره

فوضى في الصحة ... بينت جائحة كورونا ان منظومتنا الصحيه ليست بحجم التغني الذي كنا نتغناه بها قبل ذلك فظهرت الفوضى بالاجراءات الحكوميه وتضارب التصريحات بين المسؤولين حول الوباء حتى اوصلونا الى حالة من الحيرة والضياع ثم جاءت فوضى الارقام التي تتباين تباينا كبيرا وحسب رغبة الحكومة وتوجهاتها وقد تسرب قبل ايام كشفا لا اعرف مدى صحته يبين اعداد الاصابات والوفيات وحالات الشفاء لعشرة ايام قادمة ما يبين ان الارقام تعد مسبقا والفوضى عامة

فوضى اعلاميه تتمثل بقناتين رسميتين تتنافسان في ايهما يقدم رواتب اعلى وامتيازات أكثر لموظفيها تاركين الوطن وهمومه للاعلام الخارجي وللمواقع الاخباريه الالكترونيه
فوضى حتى في الرياضه حيث ان موظفتبن في اتحاد كرة القدم يتقاضين مخصصات أكثر من رواتب ثلاثة أطباء اختصاص ومدرب مخصصاته وامتيازاته اكثر من رواتب خمسين معلم ولم نرى انجازا أو تقدما على سلم الرياضه
...... فوضى في كل مناحي الحياه وفواصل الدوله ... فوضى عارمة سببها قرارات فردية ارتجالية بعيدة عن الدراسات والابحاث العلمية الواقعيه وفساد مستشري طال كل مقدرات الدوله ومواردها بيعا ونهبا ولصلصة ... وبعد كل كارثة او سرقة او مصيبة نكتفي بتقديم كبش فداء وتشكيل لجنة تقصي حقائق ..ثم نعود لممارسة فوضانا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم