الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجموعة الشيوعية الثوريّة ، كولمبيا : لنكسر كلّ القيود ! من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانيّة جمعاء !

شادي الشماوي

2021 / 3 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


جريدة " الثورة " عدد 691 ، 15 مارس 2021
https://revcom.us/a/691/gcr-colombia-break-all-the-chains-for-liberation-of-women-and-all-humanity-en.html

يوم المرأة العالمي 2021 ! يوم تمرّد . يجب أن يكون 8 مارس يوما ثوريّا لإعلان تصميمنا بصلابة على كسر كلّ القيود التي تُخضع النساء و على القتال و العمل من أجل عالم جديد راديكاليّا يكون خاليا من جميع العلاقات التقليديّة و طرق التفكير القديمة التي تبقى الإنسانيّة في عبوديّة .
إنّ وجود النساء على كافة الجبهات في القتال ضد المضطهدين حول العالم يتّسع شيئا فشيئا و يقوى أكثر فأكير. و في يوم المرأة العالمي هذا تزلزل نضالات النساء الكوكب بأكمله : نضالات ضد الإغتصاب و الهرسلة الجنسيّة و الحرمان من حقّ الإجهاض أو التقليص فيه و ضد البرنوغرافيا و التعرّض للضرب و الشتائم و الإهانات و قطع الأعضاء الجنسيّة و اللباس الإجباري للحجاب و القتل باسم " الحبّ" و " الغيرة " أو باسم " الشرف ط و المتاجرة بالجنس و الفقر و البؤس ... و تبيّن كلّ هذه النضالات كيف تريد الكثير من النساء وضع نهاية للإضطهاد الجندريّ [ النوع الاجتماعي ].
وضع إضطها النساء يحتدّ و كذلك يحتدّ نضالهنّ ضدّه عبر العالم . و اليوم و نحن ندخل العقد الثالث من القرت الواحد و العشرين ، في يوم المرأة العالمي ، مع ذلك ، لا تزال هناك حاجة لنضال ثوري حقيقيّ لتحرير النساء . و لقد تغيّ دور النساء في العالم و محلّيا تغيّرا عميقا منذ الجزء الثانيّ من القرن العشرين و لكن لماذا حتّى بعد الكثير من التغيّرات في المجتمع ( على غرار مشارك النساء في الحرف و في الحياة العامة ) ، م يعرف إضطهاد النساء نهاية و إنّما بالعكس إتّخذ أشكالا جديدة ( حتّى بتلوينات فاشيّة ) ؟
يمكن أن يكون وضع النساء في مختلف البلدان متباينا إلاّ أنّه ينطوى على شيء مشترك : جميعهنّ مستعبدات في نظام بطرياركي / أبويّ مهيمن على العالم . و حتّى اليوم تعتبر النساء و تُعامل كعبيدات ولدت لإعادة إنتاج قوّة العمل و توفيرها لضمان تواصل هذا النظام الإستغلالي . تعتبر النساء و تعامل كعبيدات يهيمن على أجسادهنّ و أرواحهنّ الرجال . في هذا العالم ، وراء كلّ رجل مضطهِد يقف النظام الرأسمالي البطرياركي المسيطر بسلطته السياسيّة و الإيديولوجيّة و الثقافيّة و العسكريّة و القانونيّة . و النساء من الناس الأكثر إضطهادا من قبل النظام و بالتالى تتحمّل النساء أكبر عبء في القتال ضد المظاهر المستحكمة و التي لا رحمة فيها لذات النظام المعادي للنساء .
و مثلما أشار بدقّة كبيرة المفكّر و القائد الثوريّ بوب أفاكيان :
" التفوقّ الذكوريّ ... متشابك تمام التشابك و وثيق " الترابط " مع كامل التطوّر التاريخي للإنقسام بين المستغَلّين و المستغِلّين ، المضطَهَدين و المضطهِدين عبر العالم بما في ذلك النظام الرأسمالي-الإمبريالي المهيمن على العالم اليوم. قبل آلاف السنوات ، مع تطوّر المجتمعات الإنسانيّة بحيث كفّت وسائل الإنتاج ( الأرض و الحيوانات الأهليّة و الأدوات و ما إلى ذلك ) عن أن تكون مصادرا مشتركة بين الناس و بدلا من ذلك أضحت ملكيّة خاصة – و مع " تقسيم العمل ... أدّى هذا إلى هيمنة الأسر البطرياركيّة التي يملك فيها الرجل سلطة على زوجته ( أو زوجاته ) و أطفاله و النساء في المجتمع ككلّ تابعات للرجال ، مع كلّ العنف و الإرهاب الفكريّين منهما و الجسديّين المستخدمين لفرض هذا إلى جانب فرض كامل إيديولوجيا و ثقافة التفوّق الذكوري و كره النساء ... و المبرّرين و المعزّزين لللامساواة و الإضطهاد . "
( " لماذا نحتاج إلى ثورة فعلية و كيف يمكن حقّا القيام بالثورة " )
لقد أنجز أفاكيان أرضيّة جديدة في فهم العلاقة الجدليّة بين إضطهاد النساء و النظام الرأسمالي- الإمبريالي ،و الحلّ الثوريّ الراديكالي ! فيما تتعاطى بعض تيّارات الثورة و الشيوعيّة ( " نوعا ما " إقتصادويّة ) مع إضطهاد النساء كتناقض عرضيّ. و نزعة هامة لدى النسويّات تستبعد كلّيا نمط الإنتاج ( ببنيته التحتيّة و بنيته الفوقيّة ) ، مقاتلة في عدّة مناسبات الإضطهاد و التمييز الجنسيّين الحقيقيّين إلاّ أنّ النضال لا يوجّه ضد النظام الرأسمالي – الإمبريالي برمّته الذى نحتاج إلى الإطاحة به. و تغضّ مثل هذه النسويّات النظر عن نمط الإنتاج نظرا لكون البعض منهنّ واقعات في أسر " سياسات الهويّة " و " فكر التقاطع " باحثات عن حصّتهنّ في ظلّ هذا النظام القائم .
" سياسات " الهويّة " ... بالمعنى الجوهري هي حقّا تتمحور حول " ذاتى " و " لى " ؛ هي معروضة على الأقلّ موضوعيّا و عادة عن وعي ، ضد الآخرين ، حتّى الآخرين المضطهَدين بمرارة ، على نحو نشتمّ منه الفرديّة المقرفة و المنافسة التافهة القائمة على تلك النظرة ...
" سياسات الهويّة " تشوّه و تفسد و تسيء توجيه و تقوّض عرض النضال الضروري ضد الأشكال المرعبة فعلا من الإضطهاد ...
( بوب أفاكيان ، " أمل للإنسانيّة على أساس علميّ و القطع مع الفرديّة و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة " )
و " سياسات الهويّة " ظاهرة وفّرت أيضا هدفا سهلا و وسيلة للقوى الفاشيّة النامية للهجوم على النضال ضد كلّ إضطهاد و ظلم حقيقيّين جدّا بينما سياسات و إيديولوجيا " الهويّة " لا يوفّران أي حلّ حقيقي لذلك الإضطهاد و الظلم و لا بديل حقيقي للنظام الذى ولّد هذه الفاشيّة .
و فكر التقاطع رغم واقع أنّه يبدو ظاهريّا إطارا راديكاليّا و عالميّا يمكن أن يشمل و يلمس إضطهادات متعدّدة يعانى منها ملايين الناس على الكوكب دون كافة " فوضى " الإطاحة بالنظام الذى يولّد و يفرض هذه الإضطهادات – و فيه يُفترض أن تتأكّد الحقيقة و يعالج الظلم بتعيين معظم المضطهَدين في مواقع سلطة و قيادة في النضالات من أجل الإصلاحات – و بالفعل ، فكر التقاطع هذا لا يرى الإنقسامات الإجتماعيّة الجوهريّة العميقة الجذور و الفروقات اللامتكافئة في العالم مثل تلك بين الأمم الغنيّة و الأمم الفقيرة . و هكذا ، يفترض أنّ " التقاطعات " المعنيّة و " التجارب المباشرة " المشتركة عبر " المسالك الضيّقة " كافية لتغيير العالم .
لا نحتاج مزيد خداع الناس – لتبديد رغبتهم في التغيير الحقيقي بإتّباع أولئك الذين يبحثون عن العودة إلى " الهويّات " المضطهَدة ( الجندر أو الأثنيّة أو السنّ إلخ ) على أنّها رأسمال سياسيّ ،تبدو واجهته أحيانا راديكاليّة ، متعلّلين بأوهام ضارة و إصلاحات فارغة ؛ و أحيانا أخرى ، يروّجون لما يفترضون أنّهم مرشّحون " تقدّميّ,ن " من الطبقة الحاكمة . لسنا في حاجة إليها كي تصبغ الشرعيّة على " الحقّ في الكلام " و " لتقود " وفق الهويّات و الروايات الخاصة ، و إنّما بالأحرى ما نحتاجه هو الحكم على المشاريع الثوريّة إنطلاقا من مضمونها و من توجّهها العمليّ. ثمّة حاجة ملحّة إلى التغيير الجوهريّ و الراديكالي للعالم و لكلّ العلاقات الإجتماعيّة الإضطهاديّة . و هذا يتطلّب نقاشا و حوارا جدّيين بشأن الإصلاح الثورة : ما هو منيع هذه الفظاعات و ما هو الحلّ ، و ما الذى سيحرّر الإنسانيّة قاطبة و ما الذى سيكون مجرّد مراوغات في إطار النظام نفسه !
على الصعيد العالمي تدوّى صرخة النساء من اجل تغيير وضع القهر الذى هنّ أسيرات له . و الطاقة الهائلة لمثل هذه النضالات تنبع من الغضب ضد و الكره للإضطهاد الذى يثقل كاهل مليارات النساء و يخضعهنّ بالقوّة . و على كلّ مرء يرفض عالما حيث النساء مهانات و مهيمن عليهنّ و يقع الحطّ من قيمتهن و تتعرّضن إلى الضرب و التشويه الجسديّ و القتل و الهدف من ذلك إبقاءهنّ " موقعهنّ "، و على كلّ مرء أن يصطفّ إلى جانب و يتّحد مع النساء اللواتى تنزلن إلى الشوارع من الأرجنتين و الشيلي و الهند و إيران للمطالبة بوضع نهاية للهجمات الجنسيّة و قتل النساء و غير ذلك . و الآن بالذات ، هناك حاجة أكيدة لدعم النساء اللواتى تنزع حجابهنّ في إيران و يقع قمعهنّ . إنّنا نتوجّه بالدعوة إلى النساء المقاتلات في سبيل توسيع مجال المعركة ضد إضطهاد النساء و للنضال ضد كامل النظام الرأسمالي و سلوك طريق تحرير الإنسانيّة قاطبة . ( و ليس فحسب " جعل النظام يخدم مصلحتنا " ) ، و الإلتحاق بصفوف الثورة و التحوّل إلى محرّرات للإنسانيّة .
في يوم 8 مارس هذا ، ندعو كافة الحركات التقدّميّة و الثوريّة حقّا في كولمبيا و حول العالم ، و ندعو الذين يناضلون ضد البطرياركيّة و العنصريّة و الفاشيّة و الأصوليّة الدينيّة و تدمير البيئة و الفقر و اضطهاد القومي و القمع السياسي و الحروب الإمبرياليّة ، أن يلتحقوا بجميع الذين ينهضون في أماكن أخرى بأكثر شدّة كما هو الحال في إيران . ننادى كلّ الذين يعارضون أي شكل من الإضطهاد في ظلّ النظام الرأسمالي لوحيد الصفوف حول مطلب إطلاق سراح كافة المساجين السياسيّين في إيران . إنّ المساجين السياسيّين نساءا و رجالا يمثّلون اليوم مقاتلى الحرّية في مجتمعنا . لا يجب أن نسقط في تفاهة القتال من أجل " ذاتى " و " لى " . ينبغي أن نتّحد ضد كلّ الحكومات البطرياركيّة و القمعيّة و الإضطهادية. فتحرير النساء من إضطهادهنّ ، و هذه مسألة عالميّة ، يمكن و يجب أن يكون عامل توحيد يربط الحركات النسائيّة حول العالم. و تحرير النساء يمكّن كذلك من القتال في سبيل تحرير الإنسانيّة قاطبة .
@ComRevCo المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا – 8 مارس 2021 -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟