الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق الجديد لماذا يريد -عمر- أن يصير -همر-؟

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 7 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


لم تكن سيارة الهمر الأميركية معروفة في منطقتنا قبل دخول القوات الأميركية إلى العراق محتلة، وصرنا نراها عبر شاشات التلفزيون وهي تجوب شوارع بغداد تبث الرعب، والفوضى، في عراق قيل وقتها إنه محرر ثم قيل عنه بعد ذلك إنه عراق جديد.
بعد ذلك أطلت الهمر تجوب شوارعنا بألوانها بفخامتها وعنجهيتها، وهي تشبه إلى حد كبير الجندي الأميركي المحمل بمختلف أنواع العتاد الحربي، ولأن لكل امرئ من اسمه نصيباً فإن الهمر والتي تعني المطرقة تشبه إلى حد كبير المطرقة بسطوتها وقسوتها، وضربها بكل قوة.
والآن ما علاقة عمر بالهمر؟ وهل في ربط الاسمين مع بعضهما فنتازيا تشبه خلطبيطة أو سمك لبن تمر هندي؟
الجواب عن السؤالين السابقين هو الآتي:
يعيش العراق (الجديد) منذ (تحريره) على يد المحتلين وأعوانهم حرباً طائفية خفية، تساهم فيها جميع الأطراف بنسب متفاوتة، فمنهم من يقود تلك الحرب الطائفية ويؤلب عليها، وبعضهم رجال حكم، يجلسون على المقاعد الحكومية وينظِّرون لمستقبل العراق المشرق كما يرونه، ومنهم من يعمل على تنفيذ توجيهات أولئك بكل عناية ودقة، ومنهم من هو هدف سهل تصطاده الميليشيات أينما تحرك، وتدفعه دفعاً للنزوح ومغادرة العراق، وإلاّ فإن المقصلة الطائفية جاهزة، وما عليه سوى الاختيار بين أمرين أولهما أشد مرارة من ثانيهما.
صديقنا عمر واحد ممن طاردته المقصلة فأغلق محله في سوق الشورجة لا لذنب اقترفه إبان حكم النظام السابق فهو لم يكن بعثياً ولم يسبق له أن كان جندياً كونه وحيد أبويه، حتى أنه لم يسبق له حسب شهادة أقرب المقربين منه الدخول إلى مخفر للشرطة، ولم يرتكب مخالفة مرورية واحدة طيلة سنوات حياته التي تجاوزت الأربعين سنة بقليل.
عمر هذا تلقى رسالتي تهديد تعلمانه أن ساعته حانت فإما أن يغادر وإما أن... ولأنه صعب عليه ترك أمه العاجزة وحيدة في بغداد، وصعب عليه ترك بغداد جريحة فقد قرر أن يبقى، ولأنه أكثر التفكير في الأمر فإن الله هداه إلى حيلة يتخلص بها من عبء اسمه الذي صار حملاً ثقيلاً على كاهليه، وكاد أن يهوي برأسه من بين كتفيه، فأمسك القلم وأدار حرف العين في اسمه حتى صارت هاء، ليتحول اسمه بجرة قلم من (عمر) إلى (همر) وهكذا ضرب عصفورين بحجر واحد، العصفور الأول أنه وفور خروجه إلى الشارع صباح اليوم التالي باغتته دورية ميليشيا من تلك الدوريات الملثمة التي تجوب شوارع بغداد وحين طلبوا هويته وجدوا اسمه همراً، فهزوا رؤوسهم وتركوه يمضي في حال سبيله، وأما العصفور الثاني فكان في الشارع الثاني حين طلبت منه دورية أميركية هويته وحين قرؤوا الاسم قال له الجندي: (أوه همر... يو أر جود مان).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية