الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-مُحَاصَر والتُّهمة أستاذ-

العلاوية مصطفى

2021 / 3 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


Elmehdi Fikri يقول :

من أكثر ما غاظني في الإنزال الوطني الأخير الذي كان في الرباط، حصار القوى القمعية للأساتذة بشتى الوسائل والسبل، وقد امتد هذا الحصار ليشمل مختلف المحطات المؤدية للعاصمة، حيث تعرضنا أنا من كانا معي لمضايقات من طرف الشرطة أمام مدخل محطة القطار بدعوى التدابير الاحترازية، ولا يقع في هذا الاختبار الضيق إلا من بدت على هيئتهم سيماء التدريس، حتى أن بعضهم طُرح عليه سؤال (هل أنت أستاذ أم مواطن؟) يا حبيبي ما هذا العبث!؟ وكأن الأستاذ ليس مواطنا ومجرد متمرد يريد الخراب لهذا البلد. كدنا نُرد أنا ومن معي لولا استعانتنا بأسلوب من أساليب الحرب _والحرب الخدعة كما تعلمون_ وهو أسلوب التمويه والمراوغة حيث قدم كل منا عذرا ينفي عنه الأستاذية ويشفع له بالمرور، سألني أحد المحاصِرين الواقفين على باب المحطة:
ورقة التنقل من فضلك؟
رددت عليه:
أنا طالب ولدي اختبارات هاته الأيام.
قال لي:
أرني بطاقة الطالب؟
فأريتها إياه واقتنع بها تاركا إياي أعبر، وفي نفسي أقول عنه (يا له من غبي) وكأن الأستاذ لايمكن أن يكون طالبا ولديه بطاقة تشهد بذلك! لقد اقتنع بحجة مغالطية واهية وبطريقة سهلة جدا، وبنفس الطريقة مر من كانا معي من خلال تقديمهما حجتين من نفس الطينة التمويهية.
ليس هذا فقط بل اتصلنا ببعض الزملاء وأخبرونا بأن الشرطة ترجع وترد الأساتذة الذين نزلوا في محطة القطار بالرباط ، مما جعلنا نُعمل قليلا من الذكاء ونتجاوز محطة الرباط إلى محطة سلا حيث لايوجد تضييق كما هو الشأن في العاصمة، وبالفعل هذا ما فعلناه ونجحت خطتنا عبر إكمال ما تبقى عبر وسيلة "الترام" إلى ميدان النضال بساحة باب الأحد.
لم تكن تلك نهاية التضييق والحصار، بل كانت تلك بدايته، فلازال أمامنا مشوار طويل منه، حيث فوجئنا بمرور السلطات على أصحاب الفنادق وإخبارههم بعدم تأجير الغرف في يومي الإضراب للأساتذة ولمن ليست لديهم ورقة التنقل، فبقينا نطوف على جميع الفنادق دون جدوى، حتى أنه من الطريف مما مر معنا أن المستقبل في أحد الفنادق سأل من معي عن وظيفتهما فقال الأول تلميذ فضربه الثاني بمرفقه مستدركا عليه قائلا (يقصد نحن طلبة) والموظف عرفهما من سيماهما أساتذة وابتسم، ثم أخبرنا بصريح العبارة بأن السلطات شددت معهم في الأوامر، وأنها أخرجت بعض الأساتذة ليلا من الفندق، وذلك في خرق شامل لكل مبادئ حقوق الإنسان ومبدأ الأمن والأمان الذي تتباهى به دولتنا، أين هو هذا الأمن؟ من خلال التنكيل بالأستاذ و إشعاره بالخوف والرعب، وإخراجه ليلا للشارع بدون أي موجب حق.
تعبنا واطررنا لأخذ قسط من الراحة للغذاء ارتاحت معه ذواتنا استعدادا لما هو قادم ، ثم اتجهنا بعده مباشرة لأداء الواجب النضالي، وهناك يا أصحابي رأينا _ كما رأيتم في بعض المقاطع الرائجة في العالم الرقمي_ شتى أنواع القمع والظلم والاعتداء، والدماء المسالة من الأساتذة والأستاذات، وجُلاد مختلفون من شرط وقوات مساعدة وحتى الأعوان يا حبيبي "المقدمية" وجدونا غنيمة مسالمة سهلة المنال لا عنف فيها، فجربوا فينا كل أنواع الضرب والدفع والقمع، وكل هذا منعا لمظاهرة سلمية واضحة المطالب، وذلك لإرسال رسالة مفادها أن التعاقد جريمة في حق المدرسة العمومية، وخطابنا موجه لوزارة التريية الوطنية فقط وتأبى الداخلية كالعادة إلا أن تحشر أنفها في أمور تزيدها تعقيدا أكثر من حلها، ما يحدث للأساتذة في المغرب لم يحدث أبدا في أي بلد كان، ولو أن ما وقع عندنا حصل في دولة من الدول التي تعظم حقوق الإنسان لقامت القيامة على كل قطرة دم أريقت ظلما عدوانا.
#احموا_الأساتذة_في_المغرب.
#proteger_a_los_profesores_en_marruecos
#protéger_les_enseignants_au_Maroc.
#protect_teachers_in_morocco.
#Schützen_Sie_Lehrer_in_Marokko
#ⴼⴰⵔⴳ_ⵉ_ⵉⵙⵍⵎⴰⴷⵏ_ⴳ_ⵍⵎⵕⵕⵓⴽ بقلم الأستاذ المهدي فكري Elmehdi Fikri








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو


.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي




.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي