الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انفجار الإطارات وانهيار الاتحاد السوفيتي بسبب الفساد والغباء!

محمد علي حسين - البحرين

2021 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الغباء الإداري سبب الفساد

صناعة الأبطال المزيفين

يقول خروتشوف: اتصل بي الرفيق جوزيف ستالين.. وقال تعال إلى مكتبي بسرعة يانيكيتا.. هناك مؤامرة كبيرة.

وصلت وكان معنا مجموعة من الوزراء...

وقال ستالين: يا رفيق نيكيتا.. لدينا معمل إطارات (دواليب). وهذا المعمل هو هدية من شركة فورد الأمريكية. وهو ينتج الإطارات منذ سنوات وبشكل جيد.. ولكن فجأة.. ومنذ ستة أشهر. بدأ هذا المعمل ينتج دواليب تنفجر بعد بضعة كيلومترات.. ولم يعرف أحد السبب.. أريدك أن تذهب إلى المعمل فورا وتكتشف ما هو السبب.

وصلت المعمل وباشرت التحقيق فورا، وكان أول ما لفت نظري هو حائط الأبطال على مدخل المعمل على هذا الحائط توضع صور أفضل العمال والإداريين والذين عملوا بجد ونشاط خلال شهر، وبدأت التحقيقات مباشرة من الإدارة حتى أصغر عامل.. لا أحد منهم يعرف الأسباب..

قررت النوم في المعمل حتى أحل هذا اللغز ..

إستيقظت في الصباح الباكر .. ووقفت في أول خط الإنتاج وقمت بمتابعة أحد الإطارات (الدولاب) ومشيت معه من نقطة الصفر حتى خروجه من المعمل.. وأصبت بالإحباط.. كل شيء طبيعي وكل شيء صحيح وكل شيء متقن ولكن الإطار انفجر بعد بضعة كيلومترات..

جمعت المهندسين والعمال والإداريين واحضرت المخططات وقمت بالإتصال بالمهندسين الأمريكيين.. لم نصل إلى حل...

قمت بتحليل المواد الخام المستخدمة في صناعة ذلك الإطار.. التحليل أثبت أنها ممتازة جداً وليست هي السبب أبداً.. والأطار انفجر بدون سبب.. أصابني الإحباط.. وأحسست بالعجز.. وبينما أنا أمشي في المعمل لفت نظري حائط الأبطال في المعمل.. يوجد في رأس قائمة الأبطال أحد المهندسين على رأس القائمة.. ما لفت نظري أن هذا المهندس على رأس القائمة منذ ستة أشهر، أي منذ بدأت هذه الإطارات بالإنفجار دون سبب..

لم أستطع النوم.. قمت باستدعاء هذا المهندس إلى مكتبي فورا للتحقيق معه، وقلت له.. ارجوك اشرح لي يا رفيق.. كيف استطعت أن تكون بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية؟

قال: لقد استطعت أن أوفر الملايين من الروبلات للمعمل والدولة.

قلت: وكيف استطعت أن تفعل ذلك؟
قال: ببساطة قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية في الإطار وبالتالي استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا..

هنا أصابتني السعادة الكبيرة لأنني عرفت حل اللغز أخيرا ولم أصبر على ذلك..

اتصلت بستالين فورا وشرحت له ما حدث، وبعد دقيقة صمت قال بالحرف: والآن.. أين دفنت جثة هذا الغبي؟

في الواقع لم أعدمه يا رفيق.. بل سأرسله إلى سيبيريا، لأن الناس لن تفهم لماذا نعدم بطل إنتاج...

في الواقع

ليس بالضرورة أن تكون فاسداً وسارقا، لتؤذينا وتدمرنا.. يكفي أن تكون غبياً.

ونحن نضع الأغبياء في المواقع المهمة والأساسية ونبدع في تكريمهم والوطن ينهار امام الجميع.

**********

شهادات البحرينيين الذين درسوا في "جامعة پاتريس لومومبا" عن الأوضاع الاقتصادية السيئة في الاتحاد السوفيتي

شهد بعض الأهل والرفاق الذين درسوا في "جامعة پاتريس لومومبا" في فترة الستينات والسبعينات، على الأوضاع الاقتصادية السيئة في الاتحاد السوفيتي، وشح المواد الغذائية، والطوابير الطويلة أمام المحلات التجارية والمخابز، من أجل الحصول على شرائح الخبز والمواد الغذائية!.

أحد هؤلاء الشهود كان الرفيق الراحل "د. جاسم ديتو" الذي تخرج من "جامعة پاتريس لومومبا"، وهو شقيق القيادي في جبهة التحرير البحرينية "ابراهيم جمعة ديتو".

حسب رأيي المتواضع "جوزيف ستالين" كان المتهم الأول في انهيار الاتحاد السوفيتي، الذي أصبح دكتاتوراً دموياًً وقام بتصفية أكثر من 20 مليون من معارضيه. وحتى رفيقه المفكر الثوري الاشتراكي "ليون تروتسكي" لم ينجو من بطشه، وهرب إلى خارج البلاد، ولكن تم اغتياله بأمر الدكتاتور ستالين في المكسيك في 21 أغسطس 1940!؟.

فيديو.. جوزيف ستالين: الدكتاتور الأحمر
https://www.youtube.com/watch?v=MtrxpcPsn08

والمتهم الثاني في سقوط الاتحاد السوفيتي كان ليونيد بريجنيف

يرى الكثير من المحللين والمؤرخين أن البداية الحقيقية لانهيار الاتحاد السوفييتي كانت بعد الانقلاب الذي قاده الزعيم الرابع في الكريملين «ليونيد بريجنيف» داخل الحزب الشيوعي السوفييتي عام 1964 ضد خروتشوف وعزله، فقد كانت هذه البداية لظهور طبقة الأغنياء في الاتحاد السوفييتي.

والتي تكونت من كبار موظفي الدولة المرتشين ومن تجار السوق السوداء، ومن عصابات المجرمين والمافيا، وقد خرجت الصحف الغربية تهلل لعزل خروتشوف، وتتنبأ بأن يرى السوفييت مع بريجنيف قدرا أكبر من الحريات والديمقراطية. وقد تغلغل الفساد لأول مرة في أجهزة الأمن السوفييتية في عهد بريجنيف، وعلى رأسها جهاز الاستخبارات كي.جي.بي، وظهرت امتيازات الصفوة وأبناء الحكام، وانعكس ذلك بشكل واضح علي حياة أبناء أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب في موسكو وفي باقي الجمهوريات السوفيتية. وكان أبناء بريجنيف «يورى وجالينا» أكبر مثال على هذا الفساد، فقد امتدت أيديهما إلى ثروات الدولة بشكل غير مشروع، وقد عرف عن جالينا بريجنيف أنها كانت أكثر امرأة تملك حلياً من الماس الفاخر والأحجار الكريمة في العالم كله، وكان لها سلطة ونفوذ قويان علي رؤساء مناجم ومصانع الماس والحلي الروسية في إقليم «ياقوتيا» الروسي أشهر مناطق إنتاج الماس في العالم.

محمد علي حسين

لقراءة المزيد عن بريجنيف أرجو فتح الرابط
https://www.albayan.ae/our-homes/2010-01-07-1.205929

**********

مذكرات عميل سابق في الـ"كي جي بي".. روسيا دولة الفساد العظمى

يعري فلاديمير ميدفيديف، في كتابه «إنسان خلف الظهر»، السقوط الأخلاقي الذي تردى فيه ليونيد بريجنيف عندما هرم، وضعف شخصية ميخائيل غورباتشوف. ويرصد كشاهد عيان ردود الفعل الخاصة أثناء الكثير من المواقف السياسية الدولية للرئيسين المؤثرين في تاريخ الاتحاد السوفيتي.

يروي فلاديمير ميدفيديف الجنرال بالمخابرات السوفيتية «كي جي بي» الذي قاد الحراسة الشخصية للرئيسين ليونيد بريجنيف وميخائيل غورباتشوف لسنوات طويلة ورافقهما في كل رحلاتهما داخل البلاد أو خارجها ولم يفارقهما ليلا أو نهارا، ما جرى خلال ما يقرب من ثلاثين عاما (1961 – 1991) كاشفا عن الكثير من تفاصيل الحياة الخاصة للزعماء السوفييت وأخطائهم وهزائمهم ونقاط الضعف في شخصياتهم وارتكابهم للمحرمات وأمراضهم وعيوبهم.

ويتوقف ميدفيديف، في كتابه «إنسان خلف الظهر»، مليا عند الفساد الذي كان ينخر أركان الدولة قبيل أحداث انقلاب 1991 الذي أدى إلى سقوط الاتحاد السوفيتي راصدا ما كان يجري على الأرض من انفلات طال كل جمهوريات الاتحاد، وما يدور في الأروقة من ألاعيب الساسة والعسكريين، كما يركز على مسألة هامة وهي: من يحمي الشعب من رغبات الحاكم الشخصية إذا كان ينفرد بالحكم؟ ومن يعوض الشعب إن كان الحاكم مريضا وحالته المزاجية ليست على ما يرام؟ وما يمكن أن يترتب على هذا من قرارات قد تكون مصيرية؟

فيديو.. انهيار الاتحاد السوفيتي
https://www.youtube.com/watch?v=1-Yg3rHhGR0

إنسان خلف الظهر

اختار المترجم للكتاب عنوان «حكم العواجيز.. اللحظات الأخيرة من حكم الاتحاد السوفيتي» فيما عنوانه الأصلي «إنسان خلف الظهر» أو «المرافق» وقد علل ذلك بأن الكتاب ركز على سلوكيات القادة السوفييت الذين يعتبرون السبب الرئيسي في انهيار الاتحاد السوفيتي بعد أن تيبست عقولهم وفقدوا القدرة الجسمانية والعقلية على إدارة البلاد.

ولفت ميدفيديف إلى أن أهمية الكتاب ترجع إلى أن حارسا شخصيا لم يقدم على كتابة مذكراته وحياته في دولة كانت محاطة بستار حديدي، والأهم أنه تعرض للسلوكيات الشخصية للزعماء، وتحدث عن نواقصهم التي لا يعرفها أحد، كما أنه شاهد عيان على فترة من أهم فترات التحول في الاتحاد السوفيتي السابق، وهي اللحظات التي سبقت انهيار هذه الإمبراطورية المخيفة.

يكشف الكاتب أن همّ الحراسة الشخصية لم يكن حماية الحكام السوفييت من خطر خارجي، ولكن من أنفسهم بعد أن فقدوا العقل والتوازن واستسلموا لنزواتهم.

ويعترف كيف كان الحراس يخلطون الفودكا بالماء حرصا على صحة السكرتير العام، وكيف أضيف إلى مهنتهم كحراس أن يدخنوا للسكرتير العام وينفثون الدخان في وجهه، أشياء كثيرة لم يعرفها أحد عن القيادة السوفيتية، أبسطها غرام بريجنيف بإحدى الممرضات، مما اضطر الكي جي بي ووزارات السيادة إلى وضع خطة لإبعادها عن بريجنيف، أسرار وفاة أندروبوف وتشيرنينكو، السكرتيرين العامين اللذين خلفا بريجنيف بسرعة وخلال فترة قصيرة.

ليونيد بريجنيف

(ولد 19 ديسمبر 1906 – توفي 10 نوفمبر 1982). كان الرئيس الفعلي للاتحاد السوفيتي بين عامي 1964 و1982، ولكن في الفترة الأولى كان يشاركه السلطة آخرون. كان الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي بين عامي 1964 و1982، وكان رئيسا لمجلس السوفييت الأعلى (رئيس الدولة) مرتين، بين العامين 1960 و1964 وبين العامين 1977 و1982. ترأس الاتحاد كخليفة ليخورتشوف. ازدادت في عهده قوة المافيا وانتشارها بشكل واسع وملحوظ.


عن الأسباب التي دفعته إلى الكتابة، يقول الكاتب «ما دفعني إلى كتابة مذكراتي بالتحديد هو الكتب الغريبة التي ظهرت، فقد عرفت حياة الزعماء ورأيتها من الداخل، وعندما تعرفت على مذكرات الناس الذين كانوا على قمة هرم السلطة، رأيت تبريرات واضحة وأحيانا بلهاء لتصرفاتهم ولقراراتهم. والتبريرات كما هو معروف تختلف عن الحقيقة، فهي ليست نفس الشيء بالتأكيد.

أنا أتصور أن مذكرات قادة الدولة، هي الحكاية الرسمية للحقيقة، لا أكثر. لهذا نادرا ما يعترف الزعماء بهزائمهم وخطأ حساباتهم الفادحة ولا يعترفون على الإطلاق بأمراضهم أو وغالبا ما يخفون عيوبهم.

لكن من ناحية أخرى هل من الضروري أن يعرف الناس البسطاء نقاط الضعف عند زعمائهم، عن اندفاع وعدم اتزان غروشوف، عن الانحطاط الصحي والأخلاقي لبريجنيف، وانعدام شخصية وتقلّب غورباتشوف؟ نعم عندما يكون نظام الدولة شمولي أو شبه ديمقراطي، و يقود البلاد شخص واحد، فمن يحمي الناس حينئذ من أهوائه ونزواته، من مرض هذا الشخص، من أنه سيؤثر ليس فقط في مصير دولته، بل في العالم أيضا».

ويتعرّض الكاتب لرحلات الصيد التي يقوم بها بريجنيف وبعض قادة الكرملين، مشيرا إلى أن «انتصارات القادة في الأشياء الصغيرة مثل الصيد دائما ما كانت تؤثر على الحالة المزاجية لهم على الرغم من أنهم يدركون الظروف الخاصة التي ساعدتهم على التميز أثناء عملية الصيد، حب الذات والتكبر والغرور هذا الأمر لم يكن مقصوراً على بريجنيف فقط الذي كان يحقق ذاته أثناء عملية الصيد.

بقلم الكاتب محمد الحمامصي

رابط الموضوع

https://alarab.co.uk/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%83%D9%8A-%D8%AC%D9%8A-%D8%A8%D9%8A-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%89

المصادر: المواقع العربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز القضايا التي تصدرت المناظرة بين بايدن وترامب


.. الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه ترامب يتبادلان الاتهامات بع




.. هل يتنحى بايدن؟ وأبرز البدلاء المحتملين


.. توثيق اشتباكات عنيفة في رفح جنوبي قطاع غزة




.. آيزنكوت: يجب على كل الذين أخفقوا في صد هجوم السابع من أكتوبر