الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبادل الإشارات بين الشبيبة الإسلامية والسلطات المغربية حول قضية عودة مطيع إلى المغرب

مصطفى عنترة

2006 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا تأخرت عودة مطيع إلى أرض الوطن؟ ومن هي الجهات التي تعرقل هذه العودة؟ وما هي الأسباب الحقيقية وراء عدم تصفية ملف الشبيبة الإسلامية رغم الإعلان عن حسن نية قادتها بخصوص القضايا الوطنية الكبرى؟ ومن هي الجهات التي تروج في كل مناسبة خبر عودة الزعيم الروحي لتنظيم الشبيبة الإسلامية سابقا إلى أرض الوطن؟ هذه الأسئلة وأخرى تشكل محاور المقال التالي:
نفت الأمانة العامة للحركة الإسلامية المغربية( الشبيبة الإسلامية سابقا)
ما راج في الأسابيع الأخيرة من شائعات في الصحف المغربية عربية وفرنسية عن احتمال عودة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمـداوي إلى المغرب في غضون هذا الصيف وعن تلقيه ضمانات من السلطة المغربية في هذا الشأن.
واعتبرت الحركة الإسلامية المغربية في بيان لها حول ما يروج عن عودة عبد الكريم مطيع الحمداوي أن كل هذه الشائعات لا أصل لها، مؤكدة جملة من الحقائق:
أولها، لم تجر أي مفاوضات أو اتصالات بين الشيخ مطيع والسلطة المغربية حول عودته إلى أرض الوطن؛
ثانيها، لم يتلق مطيع أي ضمانات من السلطة المغربية مطلقا، ولم يجر أي حديث بينه وبينها حول العودة؛
ثالثها، لم تتلق الحركة الإسلامية المغربية أي ضمانات للعودة ولم تحاور السلطة المغربية حولها مطلقا،
رابعها، عودة مطيع مستبعدة حاليا ما لم يتم إلغاء الأحكام الصادرة ضده رسميا وعلانية ومن المصادر التي تملك ذلك؛
خامسها، عودة الشيخ مطيع لا علاقة لها بمرضه ولا بشفائه منه.
و أكدت الأمانة العامة للحركة الإسلامية المغربية في ذات السياق أن كل ما يروج في الساحة من شائعات حول هذا الموضوع لا أساس له من الصحة، مضيفة أنها لا تستبعد أن تكون هناك خلفيات لهذه الشائعات، غير سليمة ومرتبطة بنشاطات للأجهزة الأمنية المغربية...
وكان عبد الكريم، الزعيم الروحي لتنظيم الشبيبة الإسلامية سابقا، قد تحدث في أحد لقاءاته مع وسائل الإعلام حول مسلسل الاتصالات مع السلطة المغربية، حيث لخصها في أربعة مستويات ومراحل:
ـ مبادرات رسمية ما بين سنتي 1976 و 1980 ، للتوسط وإصلاح ذات البين، قامت بها لدى الملك الراحل شخصيا عدة شخصيات سعودية وكويتية في مقدمتهم الشيخ ابن باز رئيس إدارة الدعوة والإفتاء، والشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير التعليم العالي ورئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي في المملكة العربية السعودية، وقدمت للجميع وعودا لم تنجز لأسباب غير معروفة؛
ـ مبادرات مغربية رسمية في نفس الفترة، قام بها كل من الأستاذ أحمد بن سـودة مدير الديوان الملكي الأسبق، والأستاذ محمد الناصري سفير المغرب الأسبق في المملكة العربية السعودية، والدكتور أحمد رمزي وزير الصحة ثم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقا وغيرهم.. ، وكلهم وعدوا خيرا ولم ينجزوه؛
ـ اتصالات تمت بعد خروجه من المملكة العربية السعودية سنة 1980، بمبادرة من إدريس البصري، بعد أن تطايرت شظايا الشبيبة الإسلامية، بعضها في أحضان الأجهزة الأمنية، وبعضها في أحضان الثورة الإسلامية في إيران، وبعضها في أفغانستان، وبرزت منها استنباتات للعنف العفوي بتأثير المناخ السياسي العالمي آنـئذ، والإرادي بتخطيط من الأجهزة الأمنية المغربية التي رأت مصلحة في هذا الاستنبات؛
ـ الاتصالات الحديثة في العهد الجديد، وضمنها رسالة الأمانة العامة للشبيبة الإسلامية إلى العاهل المغربي، والحوار المباشر مع المسؤول الأول بالسفارة المغربية بدمشق،
وتأكيد حرص مطيع وأصدقائه على وحدة المغرب وسلامته ومقدساته. ولم يكن لهم من مطلب فيها إلا إسقاط جميع الأحكام الصادرة في حقهم كمهاجرين ومعتقلين، وضمان حقوقهم المادية والمعنوية المهدورة، بما فيها حق المشاركة الحرة في إطار دولة القانون والمؤسسات.
فالاتصالات بين الحكم والشبيبة الإسلامية المغربية (قبل أن تغير اسمها في المؤتمر الأخير) لم تنقطع على اعتبار أن إحدى سمات النظام السياسي ببلادنا هي عدم القطع مع معارضيه كيفما كانت درجة معارضتهم. وقد كان يشرف على هذه المفاوضات إلى الأمس القريب رجالات مقربين من وزير الداخلية الأسبق، حيث قطع مسلسل المفاوضات بين الاثنين أشواطا متقدمة كادت أن تتوج بعودتهم إلى المغرب حسب ما صرح به وزير الداخلية الأسبق في حديثه حول علاقته بالتنظيمات الإسلامية.
فقضية عودة عبد الكريم مطيع وأصدقائه في الشبيبة الإسلامية المغربية إلى أرض الوطن ما زالت موضوع نقاش وتساؤل من قبل مختلف المراقبين السياسيين خاصة في ظل مسلسل المصالحة الشاملة الذي شهده المغرب في السنوات الأخيرة من تطورات تسير في اتجاه طي صفحة الماضي، لكن هذه العودة قد تأخرت لأسباب غير واضحة ومفهومة. فمطيع كثف من رسائله وإشاراته وإيحاءاته إلى مختلف مكونات الطبقة السياسية من جهة، وبعض وسائل الإعلام ما فتئت تبشرنا بعودة الشيخ الحمداوي إلى وطنه من جهة أخرى، ومن جهة ثالثة أبرزت بعض الأقلام الدور السياسي للحركة الإسلاميـة المغربية( الشبيبة الإسلامية) مستقبلا في مواجهة جماعة العدل والإحسان وغيرها في إطار التوازنات السياسية التي تحكم استراتيجية الدولة داخل الحقل السياسي.
فالشروط السياسية الراهنة جد مواتية لإنهاء هذا الموضوع الذي تحاول بعض الجهات المعادية لمصالح بلادنا استغلاله كورقة سياسية لضرب "المغرب الحقوقي" وما حققه من مكتسبات هامة تقطع مع بعض الممارسات السابقة، مع العلم أن أعلى سلطة في البلاد تسكنها إرادة سياسية قوية لتصفية جميع الملفات السابقة.
أكثر من ذلك أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي سبق أن مارس ضغوطاته على النظام السياسي من أجل عدم العفو على عبد الكريم مطيع ومن معه والسماح لهم بالعودة إلى أرض الوطن، أصبحت له انشغـالات أخرى بفعل التحول السياسي الذي شهده منذ دخوله إلى العمل الحكومي، هذا فضلا عن تراجع موقع وجماهيرية الحزب الاتحادي.. فتخليد ذكرى عمر بن جلون على سبيل المثال لا الحصر لم تعد تشكل الحدث بالنسبة لجزء كبير من النخبة الاتحادية. فالإحـراج السياسي الذي من شأنه أن يشكله الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يعد ممكنا، اللهم إلا إذا كانت هناك أمورا أخرى تمنع من تصفية هذا الملف خارج تورط شبيبة عبد الكريم مطيع في جريمة اغتيال القائد الاتحادي عمر بنجلون!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-