الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السكوت عن الأغتصاب جريمة

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2021 / 3 / 19
الادب والفن


حفلات الأغتصاب الجماعية في السجون وظلام الشارع العراقي والعربي

زملائي وزميلاتي أكتبوا شهادة تعرضكم للإغتصاب لتبقى درساً للأجيال القادمة

يكون الأغتصاب الجسدي شائعاً في مجتمعات العنف والطهرانية الكبت الأجتماعي والجنسي والسياسي، وأشار إلى ذلك من بين أساتذة علم الأجتماع الدكتور علي الوردي، بطريقة سرد حوادث والتعليق عليها وبين كيف يفتخر أبن المحلة بحفل أغتصاب جماعي يقع على صبي جميل وتسمى هذه "بالشدة" وهو شيء كانوا يفتخرون بذلك في أحاديث المقاهي، ويفعل ذلك في كل الأمكنة، سأروي لكم بأختصار ما رأيته بأم عيني حينما كنت أكمل خدمتي العسكرية بموقع قريب من مدينة الشعب في بغداد، كنت في سرية إنشاءات بعد أن طردنا بسبب أنتمائتنا السياسية للحزب الشيوعي العراقي إلى وحدات ثانوية في الجيش كان ذلك عام 1976، وكنت مع جندي من مدينة العزيزية أسمه "داوود" كثيري المخلفات نودع بالسجن بين فترة وأخرى عقوبة لغيابنا وتأخرنا. في إحدى المرات أودع جندي متطوع صغير السن، جميل الشكل، كثير الهروب، فبات بعض نواب الضباط وضابط وبعد منتصف الليل وكان الوقت صيفاً أخذوه إلى غرفة قريبة من السجن وتناوبوا عليه، جاء عريف مسؤول عن السجن وعرض علينا مضاجعته، فرفضت ساخراً وقرصت "داوود" الذي لمع وجهه بالرغبة، كي يصمت. لامني على ذلك، بعد أسبوع أشتكاهم فأودعو السجن جميعاً كان الدكتاتور شديداً مع الشذوذ، للحد من هذه الظاهرة التي تكاد تكون قريناُ سرياً مستشرياً استشراء الطهرانية والتبجح الظاهري بالشرف في القيم والأعراف العراقية القريبة إلى بنية العشيرة منه إلى المجتمع المدني،
لا أريد الخوض في هذا الموضوع الشائك الذي يحتاج إلى ثورة إجتماعية جذرية تقلب هذه الأعراف التي رست على الإدعاء والكذب وقلب الحقائق، وممارسة كل الرذائل بالسر وفي ستر الظلام، والطهر والصلاة والتبتل في العلن،
حاول كتاب معدودين الحفر في هذا الموضوع العويص بعض نصوص فؤاد التكرلي وقبله بعض قصص يوسف متي، وجهدت بشكل مستفيض في نصوصي لفضح بنية هذه القيم التي هي سبب من أسباب الخراب المجتمعي وتدهور الأخلاق في العراق.
أما ما يجري للسجين السياسي ومنذ أكثر من خمسين سنة من تعذيب يأتي الأغتصاب الجسدي كمفردة بديهية من مجموع ما يمارس على السجين أو السجينة من إذلال وسحق،
في هذه الإشارة السريعة أود أن أنبه زملاء لي ورفاق وشخصيات تعرضوا إلى عملية الاغتصاب البشعة في حملة السلطة على القوى الديمقراطية والشيوعيين في زانزين الأمن العامة العراقية، أنبه إلى ضرورة كتابة شهاداتهم التفصيلية لعرض طبيعة هذه الجريمة البشعة التي تخرب بنية الإنسان النفسية وتجعله معوقاً ما تبقى من عمره. فإحدى الشخصيات الصحفية اليسارية المهمة بعد أن قرأت رواياتي وقصصي، حسدتني على صراحتي وجزمت بأنها لا تستطيع كتابة تجربيتها بالرغم من كونها جاوزت الخامسة والثمانين من العمر لكنها وصفت لي المشهد قالت:
- رفيق كنت معصوبة العينين فلم أرَ الوجوه التي أغتصبتني ولا عددهم، كنت كمن يحتضر ومع ذلك لم يتمكنوا من كسر إرادتي، لكنهم جاءوا بطفليّ فجراً، كانا بالدشاديش يرتجفون من البرد والرعب وشرعوا بالتحضر لإغتصابهم حينها إنهرت. ألححت عليها بكتابة هذه التجربة لا سيما أنها صحفية مخضرمة ولديها قدرة على الكتابة وأبديت إستعدادي لتحرير ما تكتبه، لكن مرت على هذه الحوارات سنتان دون أن أسمع شيئاً.
الشخصية الثانية روائي معروف يكتب بغزارة، أعرفه قصة أغتصابه في مديرية أمن بغداد، والتقيته في بيروت 1979، ووقتها قدم شهادته إلى منظمة دولية لحقوق الإنسان، اتصلت به تلفونياً قبل عامين وفتحت موضوع الأغتصاب وقت تسارع أخبار عن أختطاف المتظاهرين السلميين وتعرضهم إلى الأغتصاب والتعذيب، وأبديت أستغرابي من تحاشي هذه التجربة في مطولاته الروائية، وأعتبرت أن كتابة شهادة عن هذه التجربة ضرورة أخلاقية تقع بعنقه كي يكون ضوء للأجيال العراقية القادمة، وهذه الشهادة قد تساهم في وقف هذا السلوك الوحشي الراسخ في البيئة العراقية العنيفة، لكن الزميل خفف من الأمر وأخبرني بأنه ضخم الموضوع بطلب من رفاقه، هو صحيح أغتصب لكن ضّخم العدد، أنهيت المكالمة يائساً إذ وجدته لا يريد حتى الحديث بهذا الموضوع
أما الشخصية الثالثة، فهي أيضاً تعمل في ميدان الثقافة ولها كتب مهمة عن نشأت الثقافة العراقية الحديثة، وتعيش أيضاً مثل رفيقي بالمنفى منذ أكثر من ثلاثين عاماَ، وتعرضت عند أعتقالها في 1979 إلى عملية أغتصاب جماعي وحشي إذ روي لنا والمصدر رفاق كانوا في الحزب الشيوعي العراقي بأن أكثر من 23 رجل أمن قاموا بأغتصابها، لكنها لم تتحدث عن ذلك ولم تكتب عنه.
فتخيلوا معي يا أصدقائي
إذا كانت هذه النخبة تخشي ولأسباب تتعلق بالسمعة تسجل شهادتها عن تعرضها لإغتصاب جماعي في المعتقل
فكيف بالعراقي بنت كانت أو شاب تعرض لإغتصاب سواء في معتقل أو في المجتمع أو في بيت أهله ويفضح من قام بسحقه وأعطابه وتعويق حياته إلى الأبد
كيف؟

18-3-2021
دنمارك
—————-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاغتصاب ورفض الكتابة عنه وجهان لعملة واحدة!
طلال الربيعي ( 2021 / 3 / 19 - 01:39 )
و الرفض هو بمثابة تشجيع ضمني للجاني او التسامح معه في احسن الاحوال. ولا ادري كيف يكون هؤلاء شيوعيين وهم ذكوريون حتى النخاع فيتبنوا نفس معتقد الجاني ويعتبرون اغتصابهم بمثابة فقدان لشرفهم وليس لشرف الجاني. وشيوعية تساوي بين الجنس والشرف هي شيوعية منحطة كانحطاط عمليات الاغتصاب.
ولا ادري هل حصل من تم اغتصابهم من الرجال والنساء على علاج نفسي, لأن الاغتصاب, او حتى التعذيب بمفرده, يترك اضرارا بالغة, نفسية وجنسية وفي العلاقات الحميمية, وحتى السياسية, قد تلازم الضحية طوال عمره.


2 - موضوع لا يجوز السكوت عليه
صباح كنجي ( 2021 / 3 / 20 - 13:13 )
الإغتصاب الذي تتحدث عنه في السجون السابقة من عهد البعث لا شيء مقارنة بتفشي هذه الظاهرة مع موجات العنف وما رافقها من اغتصاب للنساء في المدن والمعتقلات وطالت ابناء وشباب من المحسوبين على الطائفة في الطرف الثاني من المعادلة الاسلامية.. حدثني ضابط من الذين كانوا في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في ايام العمل السري.. انه شاهد عدة حالات اغتصاب مارسها الضباط العسكريون في الجيش اثناء تحرير المدن العراقية حيث كانوا يستفردون بالنساء ويهددوهم بالقتل اذا رفضوا .. اما الدواعش وما كان يجري بينهم من اغتصاب وتحرش بالاطفال فحدث بلا حرج .. وهنا لا اتحدث عن اغتصاب السبايا من النساء .. بل عن ظاهرة انتشار
.. الاغتصاب في صفوف الدواعش وفقاً للوثائق التي وجدت في اوكارهم ومقراتهم اما التعيينات في دوائر الدولة فهي الاخرى خاضعة للابتزاز النساء واجبارهن على تعاطي الجنس مع المسؤول
المتحكم بالتعيين وفرص العمل .. وهناك ما يؤكد وجود هذه الظاهرة ايضا في الأقليم ..

اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??