الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الحرب والدمار والالهام الالهي

شاكر الناصري

2006 / 7 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


لم يدفعني شيء ما لمشاهدة الخطاب المسجل لحسن نصر الله فور الاعلان عنه عبر عدد من القنوات الفضائية سوى معرفة ما يريد ان يقوله للبنانيين والعالم أجمع بعد مضي اسبوعين على بدء الهجمة الوحشية المدمرة التي يشنها الجيش الاسرائيلي ضد لبنان واحالت الكثير من مدنه وقراه الى انقاض واشباح موحشة ومخيفة وجعلت من المواطن اللبناني يبحث عن مكان يحتمي به من جحيم القذائف والصواريخ الاسرائيلية، بهذا الدافع كنت قد تسمرت امام التلفاز لاستمع الى مجموعة درر وتهديد ووعيد ونصر مؤزر وعدو مهزوم وتهميش مقصود لسطة الدولة اللبنانية ومكانتها، درر تنطلق من فم السيد المقاوم، درر لاتعدو ان تحيل كل من أكتووا بنار الحروب والتشرد وانعدام المأوى، الى صدام حسين وخطاباته التي كان يبثها كلما حلت بالعراقيين كارثة من كوارثه الحربية بكل ما تحمله لهم من دمار وخراب ومصير مجهول للبلد برمته، فالحديث عن غدر الغادرين والمؤامرة التي تحاك من اجل الاجهاز على العرب والمسلمين وهذه الامة وتراثها وحضارتها التي تشع للعالم !!!! كان مفتتح وخاتمة كل خطابات صدام حسين خلال حروبه الكارثية ولكنه جعل من الالهام الالهي ثيمة اخرى في خطبه حتى يزيد من شدة الوهم والضياع الذي يلف كل من توهم به وبحزبه وعروبيته وتاريخه الاسود، فاباح لنفسه ان يكون عبد الله المؤمن وأضاف كلمة الله أكبر على علم الدولة او علمه ودولته كما كان يعتقد.
حسن نصر الله في خطابه الاخير يحدثنا عن الالهام الالهي الذي خصه الله به هو ومليشياته المقاومة ليحبطوا مشروعا خطيرا كان يعد للانقضاض والاجهاز على هذه الامة المسكينة أيضاً، مشروع يهدف للانقضاض على المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا وايران لان هذه المناطق والدول تشكل بؤرا لمقاومة المشاريع الامريكية والغربية التي تهدف للسيطرة على المنطقة او الشرق الاوسط الكبير او الجديد على حد تعبير (كوندي)، لا بل انه يعلم بتاريخ تنفيذ هذا المشروع وآليات عمله ومراحله واهدافه الانية او البعيدة المدى، فما كان منه ومن مقاوميه ان اقدموا على تنفيذ عملية عسكرية ضد الجيش الاسرائيلي وليتوجوها بأسر الجنديين وليحبطوا بذلك مشروعا كان سيجعل من هذه الامة في خبر كان!!! وكأنها أمة حاضرة وفاعلة ومنتجة في هذا العالم !!!!!! وليفقدوا العدو عنصر المفاجئة والمباغتة ويصيبوه بالارباك.
هكذا كان حسن نصر الله يحكي لنا، عن النصر المؤزر هزيمة الاعداء وحقد الحاقدين.
ترى أي منطق هذا الذي لايفارق عقلية القيادات الثورية والمجاهدة ويحكمها ؟؟؟.
حتى تحبط مشروعا خطيرا !!! عليك ان تدمر بلدا باكمله وان تجعل من نفسك معمرا لكل ما دمر وبقدرات حزبك وكأنك دولة داخل الدولة، وان تفقد عناصر قوتك وتفرط بمقاتليك.
لكنها حكاية بالمقلوب، فكل من يعيش في لبنان يعرف ويعي ان الحرب المدمرة التي تطارده اينما حل، ليست حربه أو حرب دولته، بل هي حرب فرضت لاجل ان يكون لبنان ساحتها، حرب لحماية اليورانيوم المنضب الايراني ولاجل تأجيل أزمات سوريا مع أمريكا لفترة ما، حرب لأجل ان يبقى حزب الله وسلاحه ومليشياته ومناطق تسلطه وتحالفاته عنصر ضعف في بنية الدولة اللبنانية وان يكون عنصرا في تأزيم وتصعيد الخلافات السياسية وابقاء التوتر على الحدود مع اسرائيل كورقة سريعة الاحتراق لحد دفع البلاد باكملها لمحرقة الحرب المدمرة.
ليس ثمة الهام الهي هبط على حسن نصر الله ليحيل لبنان الى خراب، بل هو ايعاز وايحاء من دولة ولاية الفقيه الايرانية ليخوض حرب بالنيابة عنها لحمايتها وحماية ظلاميتها ولا انسانيتها .
ليس ثمة نصر يلوح في الافق لحزب الله او لكل من يطبل له او يدعمه، بل النصر الوحيد هو ان يكون لبنان قادرا على النهوض مرة اخرى من تحت ركام الحرب والدمار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار