الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذات صباح ، صوتاً هز الكنيسة الكاثوليكية ...

مروان صباح

2021 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


/ من مساوئ الكنيسة الكاثوليكية التى تعتبر أقدم ملكية مستمرة ، أن تكون مجمع لكثير من الأعمال الخيرية وهي ايضاً الملاذ الآمن لأنساق متعددة ، مثل مصاصين عرق البشرية ، صحيح أن القس ألالماني المجدد مارتن لوثر 1483-1546م كان قد أسس المذهب البروتستانتي تحت عنوان الإصلاح الديني ، لكن الصحيح ايضاً في المقابل ، وهو أمر غائب عند شرائح واسعة ، بل هناك قلة مِّن المؤرخين الذين خاضوا بهذه المسألة والتى جعلت من القس لوثر ذات أهمية كبرى في الغرب ، لقد أعاد الرجل تأسيس النظام الاقتصادي المسيحي الأوروبي تزامنًاً مع التجديد الديني ، والذي بات يسمى فيما بعد بالرأسمالية ، عموماً ، لقد أحتج القس على جملة سلوكيات كنائسية لم ترضي ضميره على الإطلاق ، التى وضعها في أطر متضاربة للقيم الأساسية للمسيحية ، بل كانت زيارته الأولى والتاريخية للكنيسة الكاثوليكية في روما قد أسهمت بتثوير أفكاره بعد ما شاهد كيف تباع صكوك الغفران والتوبة من قبل القساوسة للمذنبين ، إذنً ، الإصلاح لم يقتصر على إعادة🔁 النظر في النظام البابوي فحسب ، بل شمل ذلك الاقتصاد ايضاً ، لكن يبقى السؤال على ماذا أعتمد القس المعترض والمحتج ، عندما باشر بالعملية الجراحية الدقيقة والتى عليها بنى بها رأسماليته ، بالطبع بادئ ذي بدء ، لقد قدم دعوة للمجتمع المسيحي للعودة إلى التوارة ، في المقابل ، طالب بضرورة الابتعاد عن كتاب العهد الجديد ، كما أنه أكد على ضرورة ممارسة الطقوس العبرانية في الصلاة ، وأخيراً ، طالما الفكرة ترتكز على عودة المسيحي إلى الدين اليهودي ، فلا بد من الإعتماد على الربا في الاقتصاد من أجل🙌 التحكم في شعوب العالم ، وبالتالي ، شرعن من خلال الرأسمالية capitalist ، شرعية مالكين الأموال وأدخلهم في المجتمع بشكل قانوني .

مفارقة غير مستترة ، قامت الفلسفة المسيحية الصهيونية في الأصل على هذا التفكير اللوثري ، بل أكثر من ذلك ، وفي واحدة☝من الابتكارات التلمودية ، جاءت الفلسفة لكي تمرر الفكرة💡الأخطر مما يتوقع القارئ ، أي أن الرب قد مات ، هنا المقصد الحقيقي من الرب ، هو موت المسيح ، إذنً ، أصبح كل شيء متوقف ومؤجل حتى يعود من مرقده ، وإلى تلك اللحظة ، من الممكن لأصحاب هذه الفلسفة صنع ما يشاؤون ، وهذا بالطبع ، لاقى في أوساط المسيحيين الفقراء واليهود المضطهدين في أوروبا ترحيباً كبيراً ، فالمسيحيون الفقراء كانوا يعانون الظلم من الكنيسة وايضاً كما هو معروف ، اليهود عانوا من الحكاية دم🩸المسيح ، بل جاءت الإصلاحات الاقتصادية في جوهرها ، على شكل مساعدة بنيوية الاقتصاد الذي بدوره يوفر فرص عمل للناس من خلال القروض الربوية ، مكملةً في واقعها الأغور ، تلك العلاقة بين الإيمان وانفتاح الإنسان بعلاقته مع الرب ، بعيدةً عن واسطة نظام البابوية ، وبالتالي منذ ذلك اليوم بدأت تتطور مسألة حقوق الفرد من خلال تحرير الرجال والنساء في الكنائس من الرهبانية وحقهم بالزواج ، وأية حقوق أخرى يتمتع بها الإنسان العادي ، فكان أول من أقدم على ذلك ، هو لا سواه ، المجدد مارتن لوثر ، حين تزوج وانجب أولاد من إمرأة رهبانية وهو يمارس القِسية ، ثم أكد على ضرورة جعل الكتاب المقدس المصدر الوحيد للإيمان ، طالما الإنسان هو صاحب الخطيئة ، إذنً ليس من المعقول ولا منطقياً ، أن يُسلم مخطئ نفسه لمخطئ آخر ، بل جوهر التجديد البروتستانتي الاصلاحي ، هو تسليم العابد لادارة الرب بالكامل .

إن إختلاق الاحلام التى تنفطم من هذا البؤس والآلم ، ليست على جهوزية لكي تعود إلى الخلف بعد ظهورها على العلن ، هكذا تفلسف لوثر ، وذاك كان جوهر فلسفته التى جمعت بين المسيحية والصهيونية والرأسمالية ، بدايةً ، عندما طالب بعودة المسيحيون✝ إلى كتاب التوراة ، أما الصهيونية وهي اسم من أسماء القدس التى تحتضن كنيسة القيام والتى تشير☝بأن كل صهيوني وأينما كان ، يعتبر نفسه ( مقدسي بالفطرة )، وبالتالي ، هو اعتراف ضمني وصريح بالهلاك المحتوم الذي يؤدي إلى الخلاص من إرث الدم ، ولكي يتحقق ذلك ، لا بد من انتهاج دين جامع للبشرية ، بالطبع بعد إفساد المفاهيم والمنظومة التقليدية التى من المفترض كانت قدوة للمجتمعات ، وقد يطرح البعض تساؤلات عديدة وهذا حق مشروع يكفله التفكير ، كيف يمكن حصول ذلك بين مجتمعات ذكية ، هل يعقل هذا ، ولعل نموذج مثل الهند 🇮🇳 يساعد في تقريب الفكرة ، فعلى سبيل المثال ، الهند🇮🇳 عُرفت تاريخياً واليوم كذلك بين الأمم ، الأكثر شهرةً بعلماء الرياضيات🧮 ، وبالفعل تمتلك سلسلة من عباقرة العلوم ، لا يحتاج المرء بذل جهداً لكي يثبت ذلك ، بل أي باحث سيجد بسهولة تامة كم عدد النوابغ في علوم والبرمجة ، بل الهند 🇮🇳 كانت قبل قرون بعيدةُ ، الأغلبية الساحقة تنتمي إلى الديانة الإبراهيمية ، لكن مع مرور الأزمنة ، تحول أكبر عالم فيها ، كما هو أيضاً أي إنسان جاهل ، يسجد أمام البقرة ، كاعتقاد🤔 موروث بأن الإله متجسداً فيها ، وهذا يفسر أن ذبح النبي إبراهيم لذبيحته كافتداء عن ولده إسماعيل ، صار مع الوقت ، هي الإله ، ولكي تتناسب مع الخرافة ، تم تكبير الخروف ببقرة ، لكن الملفت مع هذا ، استثنى من يُدير ملف صراع الحضارات أتباع هذه الديانات من الحروب والاستهداف ، على الرغم أن أتباعهم بالمليارات ، والطقوس التى يمارسونها تُعتبر غير منطقية واستخفافاً صريح للعقول ، لكن المكنة اللسانية والفكرية والتسليحية تتجه جميعها إلى أماكن أخرى .

ثمة أمثلة أخرى شاخصة وخاصة في حقول المضاربات المالية والاقتصادية وعلى مستوى الدول الكبرى ، تلك الأكثر إرتباطاً بالمعايير المتشددة ، مقابل دول متفلتة ، بات واضحاً للجميع في هذه المعمورة ، أغلب أصول الشراكات والبنوك والمضاربات والاسهم الائتمانية والاستثمارية ومعدن الذهب ، تحديداً ، في حوذة يهود العالم ، بالفعل أغلب الذهب في العالم موجود في مخازنهم ، بل العالم أجمع انخرط في المنظومة الربوية حتى العظم ، والمرابي هي كلمة مرادفة لليهودي ، لقد تحققت الفكرة من خلال تأسيس مرابح سريعة وطائلة ، لا يمكن الحصول عليها من المشاريع الحقيقية ، بل تحولت المشاريع الكادحة ، كما هي ايضاً الموارد البشرية والدول ، كنفط والزراعة والصناعة ، جميعها في خدمة المشاريع الوهمية وداعمة لها ، بالطبع لم تبدأ الحكاية بهذا الشكل الظاهر الآن ، فالقصة بدأت بالقروض العادية ، عندما كانوا اليهود وسطاء بين الفلاحين أو التجار ، والعائلات الاستقراطية ، ثم تحولوا مع تغير النظم إلى منظومة بنكية تقدم القروض بمبالغ كبيرة للشركات أو للحكومات السابقة ، وكان دائماً يراهن المرابي على الفساد واللصوص للوصول لاهدافه ، فالحكومات التى كانت ومازالت خارج دوائر المحاسبة كعادتها ، بددت القروض في مشاريع وهمية ومنعتها عن المشاريع الجدية والنافعة ، لكي يتم سرقتها وبالتالي أنعكس ذلك على الدولة، التى فقدت تدريجياً أجزاء من سيادتها وأصبحت مهددة بالتفكيك والهوان ، أما الجانب الحديث من حكاية مختلسين القروض الكبيرة ، هو توفير أماكن أمنة لاصحابها ، التى تتم عادةً بالإتفاق مسبقاً للحصول عليها من البنوك ، تحت ذريعة تنفيذ المشاريع العملاقة ، لكن في نهاية المطاف ، ينتهي أمرها في الملاذات الآمنة كما يطلق عليها في الخارج ، وبالتالي هذه الاحتيالات شلت عصب اقتصاديات الدول ، كل هذا وبصرف النظر عن مهارات اليهودي الذاتية في اختلاق منظومة مستدامة التحديث ، قادرة على إستدراج البشر إلى أفخاخهم ، كانت الكنيسة الكاثوليكية عام 1215م عقدة 🪢 اجتماع من أجل 🙌 دراسة📖 القرارات التى يمكن أن تضع حدود لتداول الربا في أوروبا ، لكنهم واجهوا حقيقة دامغة ، لقد وجدوا أن اقتصادهم غير قادر على تلبية احتياجات الناس أو طموحاتهم ، وبالتالي كانت الطريقة الأسهل أمامهم ، إخراج يهود أوروبا من الحياة الاقتصادية والمالية للاوروبيين من خلال منعهم الخروج من أحيائهم السكنية ، ( كيبوتسيم أو الكوبتسات ) ، وسمية لاحقاً بالأنظمة الخاصة بملاحقات اليهود .

في واقعة أخر ، كفيلة بتفسير هيمنة المرابي على العالم منذ القرن الثالث عشر ، تحديداً في اسبانيا🇪🇸 بعد إنهاء الوجود العربي الإسلامي هناك ، كانت الحكومة تقترض قروضها الكبيرة من المرابيين اليهود ، لكن فساد الحكومات آنذاك ، تماماً كما هو الحال مع حكومات اليوم وبالأخص في العالم الثالث ، أدى إلى إفقاد الحكومات السيولة لتسديد ما يترتب عليها من قروض سنوية ، وبالمحصلة ، لم تجد الحكومة الإسبانية سوى الرضوخ لشروط المرابيين ، لقد سمحت لهم بتحصيل ضرائب الدولة من الشعب لكي يستعيدون أموالهم مع الفوائد، إذنً ، الدين العام هو ظاهرة في عمقها الأعمق ، إحتلال مؤجل ، طالما الحكومة فشلت في تحويل القروض إلى مشاريع تدر من وراءها المال وتعزز الاقتصاد وتشغل الناس .

أخيراً ، سوف تتوقف سطور هذه المقالة عن تصريح أدلى به أحد الشخصيات المهمة في العصر الحديث ، لقد أستمد مارتن لوثر فكرته من هِلقامة غريبة لا تكترث بالهرج بين الحابل والنابل ، كان الدين الجديد ( الجامع ) عند القس والمجدد لوثر ، بمثابة دين شامل وبديل عن دين الكنائس الكلاسيكية ، تماماً كما وصفه الطبيب النفسي المتخصص بالاضرابات العصبية فرويد ، بأن الرأسمالية ، هي رأسمالية كاملة ، التى رفعت المنظومة الربوية إلى درجة أن تكون القوة المتفردة والمتحكمة في البشرية وسمحت لها ببسط نفوذها وعلوّ كعبها ، من خلال إشعال حروب جديدة وتابعت بمهارة في إذكاء النيران في مواجهات عتيقة ، وعلى نحو حاسم ، الخلاصة وخاتمة الحكاية ، ذات صباح استفاقوا اليهود على صوت هز ركائز الكنيسة الكاثوليكية ، وللتاريخ ، أستطاع بمفرده القس لوثر جمع المتناحرين والمتصارعين تاريخياً على دين واحد☝، هو الرأسمالية ، وكبديل للإله ، الذي مات وبموته صار كل شيء متاح ومباح حتى يعود ، لهذا وجب على الرأسماليين ، كواجب من ضروب الوفاء ، وضع صورة القس مارتن لوثر على عملاتهم ، تقديراً له على العلو الذي أوصلهم إليه ، لأن ليس منطقياً أن تكون صورة بشار الأسد رئيس النظام الأسدي على العملة السورية ، وهو لا سواه جعل منها في أسفل السافلين ، أما المسكين لوثر ، بالكاد صورته موجودة في موسوعة ويكيبيديا . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو