الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الجوع السّوري

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


سورية اليوم لم تتغيّر عن سورية الأسد ، فقد الذي تغيّر هو عدد القتلى، و النازحين، و الفقر المدقع و الجوع. كلّه كان موجوداً لكنّ ربما بنسب أقل.
في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية تبرز الصورة قاتمة. ترتفع الأسعار عدة مرات في اليوم. تعتمد العائلات "البطاقات الذكية" الإلكترونية لتأمين السلع المدعومة ، ينتظرون في طوابير طويلة ،يتقاتلون، ويتدافعون .
حسب الاحصائيات فإن الأسعار ارتفعت 230٪ أكثر من العام الماضي . تعيش العديد من العائلات بدون لحوم وفواكه لشهور. يشتري الناس القليل من الخضار لأنهم لا يستطيعون تحمل المزيد. يبلغ الراتب الشهري لموظف الدولة الآن حوالي 15 دولاراً .
يتم التعبير عن الإحباط حتى بين مؤيدي الأسد الأكثر ولاءً. تساءل أحد الموالين عن سبب عدم مساعدة إيران وروسيا في إرسال النفط والقمح، لكن مصيرك الاعتقال حتى لو كنت موالياً، كما جرى لهالة الجرف مذيعة التلفزيون السوري ، وهذا يعني أن انتقاد السلطة ممنوع حتى لو كنت موالياً ، فسوف نفرزك ضمن معارضة جديدة ، و تعاقب كي يصمت الجميع .



قال إبراهيم حميدي ، الصحفي السوري المقيم في لندن والذي يغطي الشؤون السورية لصحيفة الشرق الأوسط المملوكة للسعودية ، إنها" جمهورية الطوابير" كما قال:
على الرغم من الاستياء المتزايد ، فإن حكم الأسد ليس مهدداً ، لأن الناس مشغولون جدًا ببقائهم على قيد الحياة ، ليس لديهم الوقت للتفكير في أي شيء سياسي. ليس لديهم وقت للتفكير في الانتقال ، أو الدستور أو الإصلاحات ، لأنهم مشغولون طوال الوقت"
تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80٪ من السوريين يعيشون الآن في فقر ، و 60٪ معرضون لخطر الجوع. وانهارت العملة الآن حيث تساوي ما يقرب خمسة آلاف ليرة للدولار في السوق السوداء ، مقارنة بـ 700 قبل عام.
قال عارف حسين ، كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: "عندما تضع كل هذه الأشياء معاً ، فلا عجب أننا نشهد تزايداً في انعدام الأمن الغذائي ، وزيادة الجوع". "ليس فقط في هذا النطاق ، ولكن أيضاً في العمق ، مما يعني أن الناس أقرب إلى المجاعة اليوم أكثر من أي وقت مضى"
يؤثر الجوع على العديد من دول العالم ، خاصة في الدول النامية. يشير تقرير حديث إلى أن "925 مليون شخص ليس لديهم ما يكفي من الطعام وأن 98 في المائة منهم يعيشون في البلدان النامية" حسب منظمة الأغذية، لكنّ الجوع السّوري هو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
الجوع ليس مجرد حاجة لتناول الطعام ، ولكن يمكن تعريفه على أنه "الإحساس بعدم الارتياح أو الألم الناجم عن نقص الطعام ، حالة الإرهاق الناجمة عن نقص الطعام ، مما يعني استمرار حرمان الشخص من الطعام اللازم لدعم حياة صحية. بمرور الوقت ، يعاني الأشخاص الذين يعانون من الجوع من تطورات بدنية وعقلية أبطأ من الأشخاص الذين يتغذون جيدًا ويكونون عرضة للمرض.

في الوقت الذي تحيي فيه سوريا الذكرى العاشرة للثورة ، لا يزال بشار الأسد في السلطة ، بدعم من روسيا وإيران. لكن الملايين من الناس يُدفعون إلى هاوية الفقر .
مع استعداد الأسد للترشح لولاية رئاسية رابعة مدتها سبع سنوات في الربيع ، نتساءل عما إذا كان يستطيع النجاة من التدهور الاقتصادي الحاد والغضب في المناطق الواقعة تحت سيطرته. مستويات الفقر الآن أسوأ مما كانت عليه في أي وقت خلال الصراع المستمر منذ 10 سنوات.
"الحياة هنا هي صورة للإذلال والمعاناة كل يوم". حسب تصريح إحدى النساء
لقد تسبب عقد الحرب في دمار لا يمكن فهمه على سوريا. قُتل ما يقرب من نصف مليون شخص ونزح أكثر من نصف السكان قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليوناً ، سواء داخل أو خارج حدود البلاد ،ولا زال مصير الشعب غامضاً . متى سوف تنتهي تلك المهزلة التي يتاجر فيها العالم؟
في الحقيقة : لا أحد يعرف ، من المؤكد أن الأسد رغم وجوده بشكل فيزيائي، لكنه حقيقة غير موجود، لكن الشعب السّوري يعلق الأمل على رحيله علّ المنظمات الإنسانية تستطيع أن تنقذهم من مجاعة محتّمة ، هم يرغبون أن يشبعوا اليوم، وعندما يشبعون قد يفكرون في المطالبة بدستور عادل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يحب لاعبو الغولف ملاعب -لينكس- الصعبة؟


.. دمار كبير في عيتا الشعب وتبادل مستمر للقصف.. كيف يبدو المشه




.. المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول -حصانة ترامب-


.. وضع -غير مألوف- في فرنسا.. حكومة يمينية متطرفة تقترب من السل




.. قبل -جولة الحسم- في إيران.. معسكران متباينان وتغيير محدود |