الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المانيا و التاريخ الممفصل

المهدي المغربي

2021 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


و لأن الألمان يخافون من تاريخهم المعاصر
حولوا شجاعتهم إلى صناعة الحدث اليومي
قبل الحرب النازية كان التاريخ الالماني جد مميز و الارث الفلسفي الذي طبعه عدة قرون و الابتكارات العلمية و النظرية التي ميزته بالمقارنة ببعض الدول الاروبية كل هذا الزخم جعل المانيا مصدر فخر و عنوان تقدم بغض النظر عن طبيعة النظم التي كانت سائدة
لكن منذ بدأ المرحلة النازية بكل ثقلها و جبروتها و نظامها الديكتاتوري الذي هو اعنف مراحل الامبريالية و التوسع الراسمالي الاكثر قسوة على الشعب الالماني و على الشعوب الاخرى المستعبدة و جد قاسية على الانسان الشيوعي و الاشتراكي و الديموقراطي و الزنجي و الغجري و اليهودي
كان منبودا كل من يبغي من غير الديكتاتور بديلا
بدات مرحلة مفصلية في تاريخ الامة الالمانية خدشت صورة التاريخ و جعلت الشعب ينفر من تاريخه حيث صار التعامل مع التاريخ يتسم بالحيطة و الحذر و التدقيق في المفاهيم المتداولة التي صارت اكثر حساسية و مثيرة للشجار في اضيق مساحات الكلام حتى و قد مضى زمن طويل صدق لينين في ما قال ان تغير موقفا سياسيا يلزمك اجتماع ساعة او ساعتين لكن ان تغير الانسان فيلزمك قرون
منذ ١٩٤٥ بعد الحرب مباشرة نهضوا من وسط الغبار و الحديد و الحطام و الجتث و الجماجم المهشمة و الجرحى و المعوقين و كل الشعب الالماني مضمّر النفسية دون استثناء حتى الذين هربوا لاحقتهم لعنة النازية و لعنة الدمار حتى و ان هم تجنسوا بجنسيات اخرى
نهضوا مثلما العنقاء تماما في صراخ صامت
رفعوا شأن السواعد و رفعوا شأن العقول و ازاحوا الوهم جانبا حتى لا يبتلون بلعنة السلف و نغمة البكاء على الاطلال او يتشدقون بشيء ما اسمه المقدس فهتلير كان شخصا مقدسا لديهم و قد اخدوا العبرة من ما لحقهم من ويلات من جراء عبادة الديكتاتور المقدس
بعد الحرب حاولوا ان يعودوا الى صف الشعوب الديموقراطية المتحضرة في حدود المعرفة و العلم و ساندتهم السيولة المالية الامريكية و العمالة الاروبية من اتراك و ارمن و ايطاليين و اسبان
جلبوا الطبقة العاملة كي يعيدوا بناء ما تدمر ثم يعيدونهم الى بلدانهم لان فكرة الاندماج في سياسة الحكومة الالمانية بعد الحرب و زمن البناء الجديد لم تكن واردة بالمرة فكان على الطبقة العاملة الاجنبية بعد قضاء خمسة عشرة سنة ار عشرين سنة كدح و عمل وجب عليهم ان يجمعوا ما ادخروه من مارك ثم يعودون الى بلدانهم
الا من استعصى عليه امر العودة و هذا موضوع هو الاخر شائك و معقد و يجب التفصيل فيه في بحث اخر بكل ما يلزم
مهدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة