الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(هل ستطيء قدميّ الجنة)

نور السامي

2021 / 3 / 21
الادب والفن


أنها الجملة التي سألتني عنها شاهيناز ....
ففي كل عام في يوم 21 من شهر آذار أقوم بتهنئة جميع النساء سواء كانت
ام أم لا سيدة أم آنسة فأنا أعتبر كل امرأة هي أم بغريزتها وعطائها لكل من حولها ... وفي كل عام كانت تبادلني التبريكات صديقتي الغالية شاهيناز بالرغم أنها لم تنجب وفي كل عام أقول لها ...السنة القادمة بأذن الله ستصبحين أما ولكنها تقابلني بابتسامة يغلب الحزن عليها ودمعة تائهة في تلك العينين الحنونتين ...
شاهيناز التي باتت تنسج من صبرها أملا كي لا يظلمها مجتمع وكي ترضي الله في زوجها ... تلك الإنسانة التي حملت هماً خفي كي لا يشير المجتمع على شريكها ويقول عنه أنه معاب بعدم الانجاب .... اتهمت نفسها أمام الكل بعدم قدرتها على الانجاب كي يبات هو سعيدا وهي التي تخفي الدموع .... وباتت تنسج من كلمات الغير وتعاطفهم قصرا من الألم لم يكن يعلم به سوى رفيقة تدعوا لها ليلاَ.... كنت أحتضنها رغم انها تكبرني سنا وامنحها الامل ... وكان أملي أنها سوف تنجب الطفل خلال هذه السنة بعد مراجعة الاطباء لزوجها .... كانت تحرص على المال من أجل علاجه ....
آهِ يا شاهيناز كم أنك صبورة وأبية الخلق .... ولكنني انقطعت عن اتصالها قرابة أربعة اشهر بالرغم من انها ابلغتني انها تستعد للعلاج من أجل الحمل وكنت متأملة ذلك الامر بأنه سيكون هذه المرة لصالحها .... اتصلت صباح اليوم بها واستقبلتني كعادتها بكل قلب حنون وقلت لها أبشريني فأنا انقطعت عنك وكلي أمل أنني اليوم سوف أسمع البشارة ....
فقالت : نعم سوف اعطيك البشارة لقد تزوج ذلك الذي كنت احميه من ظلم المجتمع كي يثبت لأهله أن عيب عدم الانجاب مني بالرغم من انه يعلم أنني كنت أخفي كل عيوبه .... وقد تركني لمجرد انه صدق الكذبة التي صغناها سويا كي لا يظلمه المجتمع ....
فقلت لها : اصبري من المحتمل أن يراجع نفسه ....
وأطلب منه مباشرة العلاج لكي تنجبي طفلاَ
فأجابتني : لا يا رفيقتي فقد ذهب حصيلة الصبر سداَ تركت السنين تمضي وأنا اجمع المال كي اعالجه وتركت نفسي بدون حتى مراجعتي لأي طبيب وأتضح انني مصابة بمرض سرطان الرحم ... وبدل وقفته معي في محنتي تركني وذهب ليتزوج..
سكت والدموع تغمر عيني وانفعلت كثيراَ قلت لها الاهم صحتك فأجابتني:
احتسبت الله في أمري ولكن اخبريني يا صديقتي هل ستطيء قدميَّ الجنة... وفي كل عيدِ للأم سوف أناديكن يا أمهات العالم وأبارك لكن فلا يحق لي أن اتفاخر بينكم فلن تطيء قدميَّ الجنة ...
وسأعيش حبيسة الدمع كي لا أفشي كذبةَ صغتها لأجل رضى الله .

القصة من الواقع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان