الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت خارج النص !!

فاطمة الشيدي

2006 / 7 / 29
حقوق الانسان


إلى لبنان ، باسمي وباسم كل الشعراء والعُزّل في الكون

أيتها الجنة :
لا أيدي لنا كي نغازل الفناء ليمنع عنك كل هذا الوجع، تساقطت أصابعنا في مساحات الكتابة واللهاث .. نحن العُزّل من الظلال .. الشمس تمارس أدوارها النيئة على مقربة من رؤوسنا .. وأحلامنا توسد خضرتها لليم الذي يكشر عن ساقيه منحسرا نحو الرمل، نحن فقراء اللون .. الشاحبون عند منتصف المسافة بين العري والصمت .. نلوذ بما تبقى من طعم المداد في خنصر الليل.. نلعقة كرشفة خرافية المنتهى .. ونبكيك
***
الموت يحوك مؤامراته عليك على مقربة من أجسادنا .. نشتهي أن نصرخ فيه .. كفى كفى فلا نجد في حناجرنا بقايا صوت يصلح للزجر فنرسل له نظرة عناق حميمة ،كنظرة طفلة يتيمة ربما تريد أن تخبر العالم عن الفراغ المدهش الذي يربيه الفقد في مسام دمعتها .. ذات الفقد الذي يعبر بنا نحو الملاذ الذي لاناصية له لنأخذ به..

***
نيمم نحو جزر من الزبد .. والكائنات الناقصة .. حيث كل شيء أبعد من نقطة التقاء بالضوء الأزرق.. حيث قلب العاصفة النابض بالموت .. حيث الوجوه التي تتدحرج قاماتها على الأرصفة كأقنعة جاهزة للطفو .. ونبكي!!
***
آآآآآآآآه لو أن الموتى يكفون قليلا عن الحضور ، لو أن المكان يخلع أحذيته الشوكية خارج دمك قليلا لنهدأ ، لو أن المراجيح المعلقة في الهواء تقلل دورانها قليلا.. لنتشبث بالجدران المستلقية بدلال بالقرب من عظامنا التي تأن من فرط تداعيها
لو أن الوجوه المتدحرجة بقوة عند أقدامنا تقف لحظة حداد على الوجوه المنذورة لرؤوسها ..
لو أن الكائنات المباركة تتريث قليلا في هطولها المفاجئ بمظلاتها الغيبية وأحاديثها البلهاء وابتهاجها النبيل بالموت ، وهيجانها الخرافي عند ملامسة الحلكة..
***
كيف يمكن الحديث الآن عن كل شيء ، وعن اللاشيء في وقت واحد ، لعلها المقامرة بماتبقى من سلام ، أو ضياع..
ماذا يمكن أن يتبقى حين تشرق الشمس في أرواحنا من الغرب ؟ هل نكون بحاجة لتعديل وفق الإطار الكوني المعد سلفا ، هل نحتاج مثلا أن نبدل رؤوسنا مع أيدينا ، أو أن نضع وجوهنا خلفنا، لنناسب لحظة الصمت التي ينبغي أن تكون طويلة ، وماسة لتستوعب فقرات الحفل التأبيني ، وهل سنكون صالحين لحفلة العرس الملتهبة بصدى أحذية الراقصين .. وللحزن على ست الدنيا !!؟؟
***
كيف لتلك الثقوب أن تلتئم .. ومهمة الحزن بعد لم تنتهي .. هل هو الحزن أم ثمة معنى آخر أكثر مراوغة والتفافا على اللغات.. لعله الالتذاذ بالتمرغ في لوثة الوجع..
البوصلة ترقص كعجوز خرفة في مساحاتنا الضيقة، ولم يتغير طعم الفصول لدينا يوما ، كما تتغير ألوان ثياب الأطفال ، ومع هذا نحن دائما ممتنون لها لأننا لانحسن التوقف عند المرايا المنتصبة بعظمة خرقاء .
***
أيتها الثكلى:
نحتاج الآن كثيرا أن نخلع أظافر الريح ، كي تعوى في دواخلنا فنبتسم ابتسامة بلهاء مكسية ببعض الوجوه القليلة التي تندس بدفء داخلنا مع ماتناثر من غبار المسافات ، هل لصورتك أن تشرق الآن بوضعها الصحيح ؟ ، كي تستحق عبء الحمل الطويل في المساءات حين تشهر الوردة يدها ممتدة للسلام والحب ، وتشهر المسافات أوجهها لابتلاعك بوهنك المنمق بأشياء مرتبة في الذاكرة الأم ، وبجوه لاتحصى.
***
غابة الحسن :
الأسئلة محور الأبدية والأبجدية (كما قال أحدهم يوما! ) لعله نيتشة الصديق العظيم ، ماذا عن اللاشيء يانيتشة ، اللإجابة ، لذة التشفي بالغموض والتيه ، التيه مرادف الضياع أيضا .
هل نسأل لتحاكمنا الأسئلة في معادلة الكينونة التي تسير بنا نحو اللاشيء ، لأننا بلا وازع حقيقي للبقاء ..
***
الحفلة مشتعلة بالرقص ،وبروائح الفجور القدري، لكن كل ذلك الصخب لن يمنع الجوع أن يأكل أمعاء الأطفال الذين يحتالون عليه بسرقة الفرح من جفون القراصنة ، معلقين إياها على مشارب الخزي ، ولن يمنع الموتى من الرقص في خاتمة الفوضى وثرثرة الوجع والآآآآآآآآآآآآآآآه ..
***
الغربة مجددا تهرب بنا/ بك نحو الأقاصي ، والديدان الصغيرة تخرج من مسارب الوهم ، تنتشر بسرعة في عمق الروح ، الحزن بلسانه البارد يلعق بتلذذ الملح الذي نحتمي به من العفن..
الجوع .. وجه الطفلة الجائعة وهي تعانق الموت ، يخترقني بكل تفاصيل رائحته الميتة ، والتراب الذي يلوّن وجنتيها كأنها كانت ترفض القبر الذي يريد أن يأخذها إليه عنوة ..كعجوز نتن يريد أن يغتصب براءتها ، لاااااااااا للموت مرة أخرى ..
***
الموت الجائع أبدا ، ترى نحو أي فضيلة ناقصة سيذهب بنا نحن أحفاد الرمل وذاكرة القواقع المتصلبة.. نحن الذين نستنهضه بكل مايتملكنا من خوف .
نحن الذين نستحضر الأمكنة لنركض فيها عراة إلا من الوجع ، وننثر القمح في ضواحي المخيلة الخضراء ، لنستزرع أراضيها القاحلة بنفسجا بلا رائحة ، ونستنهض الدروب الوعرة لتكتم بقايا سقوط متكرر ، ونهادن الكوابيس الموغلة في سراديب القلق لتحتوى صدى صرخاتنا المكتومة ، ..........ونحبك !!!
***
الموت لايستأذن في الحضور ، تماما كما يفعل الشعر ، وها أنت فجأة تسقطين، وفجأة الشعراء يقومون إليك ، الماغوط الذي رحل باردا وحزينا.. والسياب و امرؤ القيس والمتنبي ذلك الأحمق الذي كان يمكنه أن يؤجل موته قليلا لولا !!
يقولون لاااااااااا إلا هذه..
***
سيدة الفرح:
نجيئك .. غرباء نتشبث بقشة البعير بجهل .. ونحاول النجاة بك منا بنا علينا .. نؤطر فكرة الحلم بين يديك ، الحلم المعادل للأمل.. الفكرة مغرية .. والكذب فكرة أكثر خبثا أو إلحاحا وإغراء .. الحلم معادل الوهم ،، أو مناهض العشق ربما ، الوهم الأعظم والأكذوبة الصالحة للمط حين تضيق الحياة يمكن أن يتحول رغيفا أو شريكا جاهز التحضير كطعام بائت يصلح لسد الجوع
نمضي
نكذب
نحلم
ونحبك
!!!
***
في لحظات الغيبوبة الشعوررية .. لحظة الوهم / الحلم .. يكون لزاما أن نصدق الكذبة الكبيرة، وحين نتنفس بعمق نقبض على الماء .في الهزائم الوجودية لامفر من أشياء وهمية ثقيلة وباردة تسد مساحة الصدع والفجوات في اللاشيء .. أشياء حلمية باردة تستطيل في أزمنة التصحر الشاسعة ..
فقط نحلم أن تكوني بخير!!
فاطمة الشيدي
يوليو / 2006









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين


.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا