الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى كومونة باريس .. الخطوات العملية نحو المجالس في العراق

عادل احمد

2021 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى كومونة باريس!
الخطوات العملية نحو المجالس في العراق..
نحن على أبواب الذكرى المئة والخمسون لتجربة كمونة باريس العمالية. اول تجربة وحكومة عمالية في التاريخ والتي انبثقت منها اكثر الاطروحات الإنسانية في المساواة، واكثر الأنظمة الديمقراطية. هي حكومة المجالس التعبير الاكثر عن الإرادة المباشرة للمواطنين بدمج السلطتين التشريعية والتنفيذية في ان واحد وبطريقة مباشرة. وكانت اول طلوع فجر إنهاء استغلال الانسان للإنسان وبناء عالم أفضل ما تستحقه البشرية.. وكان ذلك في يوم الثامن عشر من شهر مارس ( آذار ) وانتهت في الثامن والعشرين من أيار (مايو ) بقمعها بأبشع الوسائل دموية من قبل الطبقة البرجوازية الفرنسية.
ان تجربة كمونة باريس في تاريخ الحركة العمالية والاشتراكية، باعتبارها تجربة عملية ومهمة واستلهمت الحركة العمالية العالمية الشكل والمفهوم والمحتوى الإنساني وأصبحت جزء من تقاليدها النضالية وكذلك الشكل العملي للحكومة العمالية كما راينا في الثورة الروسية ودولتها وسلطتها المتكاملة بقيادة البلاشفة. ومنذ ذلك الحين يعتبر النموذج اكثر راديكالية والاكثر تعبير عن سلطة الطبقات المحرومة. وكذلك راينا تكرار تجربتها في الثورة الإيرانية عام 1978 و تجربة الحركة المجالسية في كردستان العراق عام 1991.
ان لهذه التجارب من الحركات المجالسية في التاريخ قد تفتح افاق أيضا لحل المشاكل والمعضلات ما يعانيه العراق، وخاصة ما بعد الاحتلال وسلطة الأحزاب والمجموعات الطائفية والقومية للطبقة البرجوازية وجعل العراق برمته جهنم لا يطاق ولا يوجد مخرج. الا بآفاق إنسانية وهذا ما يزيد إلحاحنا نحو المجالس والحركة المجالسية والسلطة المجالسية واخراج المجتمع من المستنقع الطائفي البرجوازي الى بر الأمان. ومن هنا نشدد على أهمية هذه التجربة و تطبيقها العملي في ظرفنا الحالي مع مستجدات وأدوات جديدة وممكنة. وان احداها هي حلقات شبكات التضامن الاجتماعية والتي هي موجودة أصلا بشكلها غير الرسمي والمعلن. انها شبكات قد تم تطويرها عن طريق التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعية وخدمة الإنترنت العالمية..
اصبح معروفا للجميع بان أية احتجاجات او تظاهرات جماهيرية، سوف يتم ملاحقتها بأدلة مؤلفة من مشاهدات وصور وافلام عن المتظاهرين وشعاراتهم ومطالبهم وكذلك رد فعل السلطات القمعي و الوحشي واستخدامهم أنواع الأسلحة القتالية وكذلك نشر أكاذيبهم وتصريحاتهم المضللة والمخادعة ووعودهم الكاذبة .. كل هذا يتم توثيقه بالأفلام والوثائق والصور وينتشر بشكل سريع وعلى نطاق واسع. ولهذا اصبحت الشبكات المعدة من اجل التضامن، وسيلة مهمة وسريعة فورية لجمع الناس حول حقوقهم ومطالباتهم المشروعة. وان مهمة الاشتراكيين والحركة العمالية؛ كيفية الاستفادة من هذه الشبكات لأغراضها النضالية بالضد من الطبقة البرجوازية، وتنظيم الجماهير في هيئات ومجالس جماهيرية وعمالية للرجوع الى ارادتهم في تحقيق احلامهم الإنسانية.
الحركة المجالسية في العراق قد تخطو خطواتها الأولية والعملية عن طريق تنظيم هذه الشبكات الاجتماعية وتحويلها الى شبكات التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع في كل مكان وبين كل شرائحه. أي تقوية الأواصر الاجتماعية في الشبكات العمالية وللكادحين والطلاب والموظفين والجنود والفلاحين وباقي شرائح المجتمع المحرومة.. وكذلك شبكات في المناطق السكنية والمصانع . ان تقوية هذه الشبكات في المرحلة الأولى هي خطوتنا الأولية والعملية من اجل المشاركة الجماهيرية المباشرة في شؤونها ومن ثم ارتقاء هذه الشبكات وتحويلها الى نواة الحركة المجالسية كهيئات جماهيرية منظمة. ان هذه الرؤية وهذا البديل هو بديل عمالي وثوري واشتراكي أي البديل المجالسي والذي، اثبتت التجارب العالمية إنه من اكثر الأشكال ثورية لحسم السلطة السياسية. ولكن كما يقول ليون تروتسكي لا يجوز النظر الى هذا البديل بنظرة وعقيدة جامدة ومستنسخة وانما يجب ان تستخلص روحها من الظروف والشروط والمعطيات التاريخية والموضوعية لكل بلد ولكل زمان ومكان… أي بروحيتها الثورية ولكن وفق المعطيات والضرورة لتشكيلها.. اذا فرضت الظروف ان تتشكل اللجان الثورية كمهام أولية، قبل المجالس او إثناءها او بعدها حسب الظروف الموضوعية. وفي تجربتنا في العراق والتي لا توجد تجربة وتقاليد مجالسية، فان الشبكات في مراحلها الأولية هي الخطوة المباشرة نحو المجالس الحقيقية، أي نحو تشكيل نواة المجالس العمالية والكادحة والمحرومين في المجتمع. ولهذا علينا التركيز في المرحلة الحالية على بدايات وأوليات عمل المجالس أي العمل من اجل تقوية الأواصر الاجتماعية بين أفراد المجتمع و تقوية التضامن الاجتماعي بينهم كخطوة عملية أولى وملموسة من اجل خطوات اكبر مناسبة أكثر لإجابة عن المطالبات الجماهيرية.
ان تشكيل الشبكات المختلفة هي مهمة آنية وعلينا التركيز حاليا من اجل بنائها في كل الأوساط. وان ننطلق منها الى الخطوات العملية الأخرى حسب الظروف. ولكن كهدف نهائي نحو تشكيل كيانات مجالسية وتقوية هذه الحركة في المجتمع.
تجربتنا في كردستان العراق عام 1991 كانت بدأت قبله بتشكيل اللجان الثورية و لجان الانتفاضة ومن ثم تحول هذه اللجان الى نواة الحركة المجالسية في آذار 1991 وغدت جماهيرية، مما أقلق سلطة الأحزاب الكردية آنذاك " الجبهة الوطنية الكردستانية " وزرع الهلع فيها. وقاموا بقمع المجالس بكل الطرق المتاحة لديهم. ان كل هذه التجارب قد تجد طريقها بشكل ما أو اخر في العراق أيضا، وهذا ما نحتاجه ان نجد طريقة الى تشكيلها بشكل تسمح الظروف بإنشائها ، واعتقد أفضل وسيلة لهذا الطريق هي تقوية شبكاتنا الاجتماعية .
في ذكرى السنوية 150 لتجربة اول حكومة مجالسية ، علينا التركيز اكثر على هذا التقليد النضالي والعمالي والاشتراكي، وعلينا البدء بتشكيل نواتها الأولية من اليوم ان نفتح افاق الخلاص من الويلات والمآسي وما يعانيه المجتمع العراقي. عملية التغير من ظروفنا الحالية نحو الأفضل يجب ان تأتي من الأسفل، بين الصفوف الجماهيرية المحرومة، وهذا ممكن فقط عن طريق الحركة المجالسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا