الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متلازمة الشتيمة عند السّوري

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 3 / 22
الادب والفن


الشعبوية داء ابتلى به الكثير من السّوريين ، وبخاصة أولئك الذين يظهرون على السوشل ميديا بلباس ثوري، وذقن إسلامية، أو علمانية ، يعتمدون على الخطاب الحماسي، حيث يمكنك رؤية التفاتيف حول شفاههم . ربما تكون وسائل التواصل الاجتماعي هي المكان الوحيد الذي يمكنهم فيه وضع قناع وإخفاء نقاط ضعفهم وإهانة الآخرين. لا يمكنك العثور على أي منهم يقول نفس الكلمات خارج الإنترنت.
كان صعود العصر الرقمي هو الجانب الأكثر إبداعاً في الألفية. لقد جعل العالم أقرب ، مما سهل نمو الاتصالات والأفكار وبالتالي التجارة، لكنه
عجل بعالم افتراضي أدى إلى ظهور مرتكبي الجرائم الذين خلف شاشات الكمبيوتر الخاصة بهم من خلال نشر تعليقات مسيئة في منصة وسائل التواصل الاجتماعي. إن كبح مثل هذه الأنشطة هو ضرورة الساعة من أجل حماية الضحايا الضعفاء من الكرب النفسي.
قد يفكر المواطن الغربي في رفع دعوى تشهير ضد الطرف الذي ينشر التعليقات ، قد يكون قادراً على استرداد التعويض عن الأضرار التي لحقت به، لكن ماذا عنّا نحن كسوريين ؟
لقد طفا على سطح وسائل التّواصل، وبخاصة اليوتيوب مجموعة من السّوريين تقدم لنا إما التفاهات، أو القذح و الذّم إن تجرأنا على " الحلم" مثلاً بدولة علمانية . لمن نشكو، و أين نقيم دعوى القذف و الذم ، ونحن لا نملك قانوناً للنشر الالكتروني؟
لفت نظري البارحة كميّة الشتائم التي نالتها الكاتبة و الطبيبة نوال السعداوي من السّوريين ، و أفترض أنّني سوف أناقش الأمر بحيادية . أدّعي أنّني كاتبة ، ولن أضع قيداً على فكري ، فأكتب نصّاً ، أضعه على الفيس بوك كي أختبر القراء، فتأتي التعليقات على شخصي ، وهي تعليقات جميلة ، لكن النّص لم يكن عنّي حتى لو كنت موجودة فيه ، وهنا سوف أتحدّث القليل عن نوال السعداوي، و الكثير عن الشتائم .
نوال السّعداوي في عمر أمّي ، أفكارها عن المرأة ربما في عمر أحفادنا ، و أكثر ما كان يعجبني بها أنّها تستطيع الرّد على رجل دين أو مذيع بقناعتها ، وتضعه عند حده . ربما لا أتفق مع نوال حول أن المرأة تشبه كومة لحم إما أن نغطيها، أو نكشفها ، فأنا مولعة بالموضة، وطالما حلمت في مراهقتي أن ألبس فستاناً يعري كتفيّ، و أرقص على شاطئ البحر ، و إلى جانبي كلب أليف ، كما أنّني أتمتّع بمشاهدة الرّقص ، و أعتبر أن التّعري هو جزء من تألق الراقصة أحياناُ، وهذا ليس مهماً، المهم أنّ نوال السعداوي كاتبة دفعت ثمن فكرها السجن ، لكن كونها طبيبة وفرّ لها إمكانية النّشر ، و الانتشار، ولو أن أحداهن كتبت مثلها لما انتشرت، لكن بعد أن سوقت إبداعها ونالت الجوائز، وتركت ثروة هي فكرها الذي سوف يدّر الكثير من الرّبح على أولادها .
قد تكون الكاتبة نوال السعداوي حققت شهرة أكثر منها طبيبة، وكانت مشغولة على مدى حياتها بالكتابة ، وعلينا أن نحترم من يدافع عن فكره.
الموضوع عند السّوريين لا يتعلق بنوال السّعداوي ، بل يتعلّق بمتلازمة الشتيمة التي أصبحوا يعتبرونها نضالاً ، ولذلك على نوال -كونها امرأة بالدرجة الأولى –
أن تنال النصيب الأكبر من الشّتيمة ، الموضوع لا يتعلق بمواقف سياسية .
أنا لست نوال السعداوي ، فهي لا تخاف، و أنا أخاف ، أحياناً أنشر مقالاً دون أن أشاركه على الفيس بوك كي لا أتعرض للشتيمة، فأنا أعرف أن أغلب الفيسبوكيين الشّتامين لا يقرؤون خارج نطاق الفيس ، لذا لن يقرؤوا مقالي ، وفي أغلب الأحيان يقرؤون أنفسهم . متلازمة الشتيمة تحتاج لأخصائي في العلاج، وذلك الأخصائي سوف يكون سوريّاً ، ويأتي بعد رحيل الأسد حيث يضع قانون مقاضاة الذّم و القذح على المواقع، و لو كان جيلي على قيد الحياة سوف أقيم دعوى على جميع الذين يضعون نكتاً مبتذلة حول النّساء ، أو الزوجات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??