الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتداء على نساء و رجال التعليم: سقوط أخلاقي للدولة

رشيد اغويان

2021 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


اخيرا سقطت اخر اوارق التوت التي طالما تسترت خلفها الدولة باجهزتها، و المناسبة ما تعرض و يتعرض له نساء و رجال التعليم من تنكيل و قمع و امعان في الحط من كرامتهم(ن)، فما حدث يومي 16 و 17 مارس 2021 تجاه التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد من تدخل همجي وحشي حاقد، هي صور تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاوامر قد صدرت لتمريغ كرامة هؤلاء و من خلالهم كافة الأطر العاملة بالقطاع، باعتبار ذلك شكل من اشكال الهجوم على المدرسة العمومية، و قد سبق ذلك التنكيل باطر الإدارة التربوية و باقي الفئات التي قررت الاحتجاج ضدا على واقع لم يعد خاف على احد انه اقل ما يقال عنه كونه مزر، و لا ادل على ذلك هو وضعية الهشاشة التي يرزح تحت نيرها جل العاملين بالقطاع، و بفعلها هذا فقدت الدولة هيبتها و احترامها و انكشفت عورتها امام العالم و ليس امام مواطنيها، لان ضرب الاستاذ/ مربي الاجيال و باني الانسان في زمن التغني بحقوق الانسان و الديمقراطية و التسامح و الانصاف و التعايش و الحق في الإخلاف و قبول الراي الاخر التي يطبل لها قانون الإطار، هو دليل ساطع ان الدولة عبر حكومتها الرجعية و عملائها المنتفعين من الريع بكل تلاوينه هم في ورطة، ورطة التبرير و الاقناع، ورطة الشرعية و الأخلاقية، ورطة الشعارات الموجهة للخارج و تعارضها مع تلك الموجهة للداخل، ورطة التطبيع مع الهناك، و الهجوم و الإلغاء مع الهنا، ورطة التسامح مع بني صهيون و الحرب على بني جلدتهم، ضرب المعلم اعلان صريح على الفشل و الانهيار الأخلاقي للدولة، التلذذ بتعذيب نساء التعليم و التحرش بهن و التنكيل بالشغيلة دليل ساطع ان تيار الجهل و الأمية قد استشرى في اوصال هذه الدولة و تمكن منها و صار يهدد بقاءها و دوامها ما بالك بتصديق شعارات السعي نحو التطور و التقدم و الرقي الى مصاف الامم المتقدمة و التنمية، و هي شعارات لم تعد قادرة على اقناع حتى الذين يرددونها و كل هذا في زمن الكورنا 19 التي يتم توظيفها لإخراس الأصوات الحرة و تمرير كل المخططات التصفوية و العمل على التحكم في كل مفاصل الحياة العامة لتتحول الطوارىء من صحية الى سياسية، لكن السؤال الجدير بأن يطرح عوض التباكي عبر المنصات الإجتماعية أو غيرها من وسائل التواصل هو ما العمل ؟؟ لأن ما تقوم به الدولة لحد الآن ليس مفاجئا و ينسجم و طبيعتها تاريخيا، هي فقط الآن بصدد التذكير امام فشلها في التبرير و الاقناع و أمام تراجع عملائها عن القيام بدورهم الساعي للتضليل و حرف الصراع عن مساره الطبيعي، لذا بالعودة للسؤال و باستحضار واقع الاخصاء الذي تعرضت له أدوات الدفاع الذاتي للجماهير الشعبية بما فيها الشغيلة التعليمية من أحزاب التي كل همها هو الفوز بمقاعد مريحة بالقبة مع ما يعنيه ذلك من صفقات و تعويضات و تقاعد و غيرها، و أيضا جمعيات مناضلة و نقابات عاجزة او بالاحرى جزء منها متواطىء، سواء عن قصد او عن غير قصد، الشيء الذي جرد الجماهير من أسلحتها و فرض عليها خوض حرب غير متكافئة، و بالتالي مختلة التوازن لذا أول مهمة ملقاة على عاتق الشغيلة التعليمية هو البحث عن تنظيم ذاتها بشكل يجعلها قادرة على خلق توازن على مستوى ميزان القوة، و أن تخرج من دائرة الأنانية و عوض ذلك لا بد من التفكير بمنطق أن الكل أكبر من الجزء و أن الجزء أصغر من الكل و متضمن داخله، و امتلاك الجرأة و الشجاعة على مستوى صياغة الملف المطلبي المشترك، الذي من شأنه أن يعيد الإعتبار للشغيلة و أن لا يمس فقط الجانب المادي بل يجب ان يتقاطع بشكل كبير مع مطالب الحركة التلاميذية حتى لا أقول جمعيات الآباء. و كل من لهم مصلحة الدفاع عن المدرسة و الوظيفة العموميتين.
و أكثر من هذا يجب أن نخرج من دائرة رد الفعل إلى الفعل الواعي و المنظم و الديمقراطي، انطلاقا من الحلقة الدنيا..
فلن نخسر بوحدتنا و نضالنا اكثر مما نخسره بصمتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ